مقاومة سكان الموصل ترهق "داعش"... وتمهّد الطريق للمعركة الكبرى

10 اغسطس 2016
خلال جولة وزير الدفاع العراقي على أطراف الموصل(همين حسيني/الأناضول)
+ الخط -
في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" لتنفيذ عملية عسكرية واسعة تهدف إلى استعادة السيطرة على محافظة الموصل، شمال العراق، ارتفع عدد العمليات التي تنفذها جماعات محلية مناوئة لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، بعد حصولها على أسلحة متنوعة، وتمكنها من توفير طرق آمنة، تساعدها على تنفيذ عمليات دقيقة ضد عناصر التنظيم. وكشفت مصادر من داخل مدينة الموصل عن ارتفاع حالة التأهب والحذر في صفوف "داعش"، بسبب العمليات المستمرة التي ينفذها عناصر المقاومة الأهلية ضد مقاتليه داخل المدينة. وقال الشيخ القبلي، حسن العكيلي، إن ارتفاع العمليات التي تستهدف عناصر من "تنظيم الدولة"، أخذت بالارتفاع داخل الموصل، مؤكداً قيام الكثير من أمراء وشخصيات مهمة في "داعش" بتغيير أماكن إقامتهم. وأضاف العكيلي، الموجود في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه على اتصال يومي مع أفراد من قبيلته ينتمون إلى فصائل مقاومة، ويزودونه بمعلومات عن عملياتهم التي نفذوها، وأخرى ينوون تنفيذها. وأكد في هذا السياق، أن "داعش بدأ يكشر عن أنياب الغضب ضد المدنيين من خلال الحدة في التعامل معهم، وبات عناصره لا يأمنون على أنفسهم وهم بين الناس، ولا يخرجون بشكل فردي إلى الأسواق أو أي مكان آخر"، بحسب قوله.

وكشف العكيلي عن حصول تطور في عمليات المقاومة داخل الموصل، لافتاً إلى أن "عناصر المقاومة حصلوا على أسلحة مهمة ومتنوعة بين خفيفة ومتوسطة، بعد تمكنهم من اقتحام مقر لداعش قبل نحو شهر". وذكر أن "تلك الأسلحة مكّنت المقاومين من تنفيذ علميات دقيقة تعتمد السرعة في التنفيذ والهرب وتحقيق الهدف بدقة كبيرة"، مؤكداً أن "الأهداف المقبلة ستكون حيوية أكثر ومهمة، وتعتبر العمليات التي ستنفذ خلالها تلك المهمات متطورة بالقياس إلى العمليات السابقة".

كذلك، قال العكيلي إنه "خلال شهر من الآن سيزف رجال المقاومة أخباراً مفرحة للعراقيين والعالم"، مؤكداً أن هؤلاء "حققوا إنجازات كبيرة لم يعلنوا عنها بعد، لأسباب تتعلق بسرية تحركات المقاومة، كما يتكتم تنظيم داعش عنها أيضاً لأنها تظهر تقهقره أمام ضربات رجال المقاومة"، وفق قوله.


يتزامن هذا التصعيد من قبل المقاومة المحلية مع استعدادات القوات العراقية لخوض معركة مدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بهدف استعادة السيطرة على الموصل. ووصل وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أول من أمس الاثنين، إلى أطراف محافظة الموصل، للاطلاع على سير الاستعدادات للعملية العسكرية المرتقبة. وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إن العبيدي أبلغ القيادات العسكرية المكلفة باستعادة السيطرة على المحافظة، أن مليشيات "الحشد الشعبي" ستشارك في جميع المعارك التي ستنطلق قريباً، وفي مختلف المحاور. وأشارت المصادر إلى تشديد وزير الدفاع على ضرورة الاستفادة من خبرة المليشيات التي اكتسبتها خلال معارك سابقة في محافظتي الأنبار وصلاح الدين.

في سياق متصل، أكد عضو هيئة الرأي في "الحشد الشعبي"، كريم النوري، أن مقاتلي هذه المليشيات سيشاركون حتماً في عملية استعادة السيطرة على الموصل، موضحاً في بيان، أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، قرر بصفته القائد العام للقوات المسلحة مشاركة مليشيات "الحشد" في المعركة، باعتبارها إحدى التشكيلات العسكرية التابعة للمنظومة الأمنية. وأضاف أنه "لا يجوز للأطراف الخارجية التدخل في شؤون العراق"، مشيراً إلى أن واشنطن لا تستطيع منع المليشيات من المشاركة في معركة الموصل، ومطالباً الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات مناسبة لردع التدخلات الأميركية.