أطلق المستشار العلمي للرئيس المصري المؤقت السابق عدلي منصور، الباحث في علوم الفضاء، عصام حجي، ما سماها مبادرةً تحت عنوان "الفريق الرئاسي 2018"، تهدف لتقديم بديل مدني تنموي.
وقال حجي، والذي عمل مستشاراً علمياً لمنصور، عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو/ تموز 2013، في بيان اليوم الثلاثاء، إن "المبادرة سوف تنسق مع جميع أطراف القوى المدنية القائمة حالياً في مصر للتوافق على أن تكون محاورها على رأس مهام الفريق الرئاسي المتفق عليه لخوض انتخابات الرئاسة في أقل من عامين حتى 2018"، مبيناً أنه "سيتم أيضاً ترشيح تشكيل وزاري معلن مرافق للفريق الرئاسي كجزء من المبادرة، لوضع خطوات سريعة لتصحيح المسار الذي طالبت به ثورة 25 يناير، وهذا البرنامج الذي يمثل مطالب كل مصري".
وأضاف أن "مبادرة الفريق الرئاسي 2018 هي عبارة عن مشروع أخلاقي، تعليمي وإنساني قبل أن يكون أي شيء آخر، وأنه ليس للمبادرة مقر أو حزب أو صفحة، وإنما ستعمل على التكاتف مع القوى المدنية المتواجدة المطالبة بوحدة الصف وبالإفراج عن المعتقلين".
ولفت إلى أن الحملة لن يثنيها عن هدفها التشويه الإعلامي ونشر الشائعات والأكاذيب، متابعاً "نعتمد على الضمائر اليقظة في نشر هذا الأمل للجميع".
وأوضح المستشار العلمي أن "المبادرة مصرية سلمية مفتوحة للجميع يتكاتف كل أعضائها تحت راية موحدة لمحاربة الفقر والجهل والمرض، ويكون العدل والتعليم والصحة الأساس لتحقيق طموحات المصريين في أن تصبح مصر دولة مدنية ذات اقتصاد قوي تستطيع من خلاله أن تحفظ كرامة الجميع"، لافتاً إلى أنها "مبادرة تطرح مشروعاً رئاسياً قوامه التعليم ونشر روح التسامح، ووقف حالتي الانهيار الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي".
وفي هذا الصدّد، لفت إلى أن "تنفّذ هذه المحاور عبر برنامج زمني من أربع سنوات، نستعين خلالها بالخبرات المصرية في الداخل والخارج، وبوضع الأولويات لها في الموازنة العامة للدولة، وتكريس كل العوائد الداخلية والمساعدات الخارجية لمدة أربع سنوات للقضايا الخمس".
فيما كشف حجي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، أنه لا يهدف إلى الترشح لرئاسة الجمهورية أو الصراع على الحكم مع السلطة الحالية، مضيفاً "أن الواجب يحتم عليه كمصري مهموم ببلاده أن يطرح بديلاً للنتائج التي تم الوصول إليها".
وقال أيضاً "أعلم جيداً أنني لا يمكن أن أترشح للرئاسة، خاصة أنني كنت ممن كتبوا الدستور الحالي 2014، وأعلم تمام العلم أنه يمنع ترشح مزدوج الجنسية والمتزوج من أجنبية للرئاسة".
ورحب سياسيون وشخصيات من أحزاب مؤيدة للنظام، بمبادرة حجي، إذ قال أستاذ العلوم السياسية، حسن نافعة، إنه على الجميع أن يبحث عن بديل لخروج مصر مما هي فيه الآن.
وأضاف نافعة، في تصريحاتٍ خاصة، أن "البلاد محاطة بجماعة الإخوان المسلمين من جهة والمؤسسة العسكرية من جهة أخرى، ولا يوجد خيار آخر، وهذا معناه أننا على حافة كارثة كبرى"، معتبراً أن إعداد البلاد لتحول ديمقراطي، لا بد منه، من خلال تجمع مدني قوي حريص على مستقبل مصر".
وشدّد على ضرورة الالتفاف حول فكرة وليس حول شخص، وأن يتجاوز أطراف العمل العام الطموح الشخصي، وينتقلوا لعملية نقد ذاتي؛ كل طرف يراجع مواقفه ويحاول تفسير أسباب ما وصلنا له الآن من خسائر، وأن يتحمل الجميع المسؤولية.
وأضاف أنه لا توجد قوة تستطيع أن تقف أمام الشعب بشرط إقناعه بالبديل، فالقضية ليست في المبادرة، ولكن في كيفية إقناع الناس بهذا الطرح، وذلك يمكن أن يتحقق بشرط إنكار الناس لذواتهم والعمل في فريق.
من جانبه، قال القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد، إن فكرة المبادرة في حد ذاتها مرحب بها بشكل مبدئي بين قوى وأحزاب ثورة يناير، إلا أنها تحتاج لدراسة من حيث التفاصيل، ومعرفة أمور أكثر بشكل دقيق عنها والاتفاق على محاور عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
وتوقع الزاهد، في تصريح خاص، ألا تكون هذه هي المبادرة الأخيرة التي سيتم إطلاقها قبل انتخابات الرئاسة المقبلة في 2018، موضحاً أن الوضع الراهن للبلاد في غاية السوء، وهو ما سيدفع كثيرين من المهمومين بأمور هذا البلد إلى التحرك.