تحريض إسرائيلي يستهدف موظفي وزارة الأوقاف بالقدس المحتلة

19 اغسطس 2016
فلسطينية عند مداخل الأقصى (محمود عليان/Getty)
+ الخط -

ينوّع الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته بحقّ الفلسطينيين بشتّى الطرق، وكان آخرها شنّ حملة تحريض على عددٍ من موظفي وزارة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية، والمسجد الأقصى.

في هذا السياق، يكشف مسؤول العلاقات العامة والإعلام في المسجد الأقصى، فراس الدبس، بأنه "وعدد من موظفي وزارة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، يتعرضون لحملة تحريض إعلامية يشنّها صحافي متطرف عليهم، بسبب ما ينقلونه من واقع الاعتداء على الأقصى".

وكان المبادر لهذا الموضوع إسرائيلياً، الصحافي أرنون سيغال، وهو من غلاة المتطرفين، والمقتحمين للمسجد الأقصى. كما سبق لحراس الأقصى أن منعوه من تأدية طقوس تلمودية، ما دفعه للكتابة عن الدبس، الصحافي أيضاً، الذي لا يوفّر جهداً في فضح ممارسات المستوطنين، واقتحاماتهم المتتالية ومحاولاتهم استفزاز مشاعر المصلّين.

ومن اللافت أن جميع من كتب عنهم سيغال، يحملون قرارات إبعاد لمدة ستة أشهر عن الأقصى، وممنوعون من دخوله. وهذا يظهر مدى تعاون شرطة الاحتلال الإسرائيلي مع الصحافيين في تقديم معلومات شخصية عن الدبس ورفاقه، ويعزز نظرية الاتفاق بين الشرطة والمتطرفين الذين يحاولون إزاحة كل ما يقف في وجه اقتحاماتهم ويفضحها إعلامياً.

يقول الدبس لـ"العربي الجديد"، إن "ثمة خطراً يحدق به وبأفراد عائلته"، بعد تقديم سيغال معلومات خاصة عنه، حصل عليها من الشرطة الإسرائيلية، ومن صفحته الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". ويضيف قائلاً إن "هذه المعلومات خاصة، وقُدّمت للمتطرفين، ما يجعلهم يتربصون بي وبأفراد عائلتي، فقد كتبوا عن مكان سكني، وأفراد عائلتي، وغيرها من المعلومات الخاصة".

ويُشدّد الدبس على أنه "ينقل الأحداث في الأقصى على ما هي عليه، ويتحرّى الدقة في كل شيء، بل يتعمّد متابعة الأحداث عن قرب حتى تقدم المعلومة الدقيقة والصحيحة، فكل معلومة غير دقيقة قد تضر بمصلحة المسجد الأقصى".



وقد نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، وموقع "أورغ"، يوم الأحد، صورة الدبس واثنين من موظفي لجنة الإعمار في المسجد الأقصى، وخمسة من حراسه. وقدّما تحتها معلومات شخصية مفصلة عن حياتهم الاجتماعية، وأماكن سكنهم، مع تلفيق تهمة التحريض على المستوطنين المقتحمين لباحات الأقصى، الذين يحاولون تأدية صلوات وشعائر دينية تلمودية.

واتهمت الصحيفة الدبس بأنه "يعمل لصالح الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، وأنه يتبع لرئيسها الشيخ رائد صلاح، ويُقدّم لهم صوراً ومعلومات عن اقتحامات الأقصى". وهذا ما ينفيه الدبس، مشيراً إلى أن "سيغال اعتمد على صورة مقابلة أجراها مع الشيخ رائد صلاح، أثناء إعدادهم لبرنامج عين على القدس للأردن". وذكرت "معاريف" أن "الدبس طُرد من الأقصى بسبب افتعاله المشاكل، والضرر بالمستوطنين المقتحمين للباحات، كونه يحمل قراراً بالإبعاد عنه لمدة ستة أشهر، على أن يعود إليه في 27 يناير/ كانون الثاني المقبل".

ويتعرض الدبس وحراس الأقصى إلى جملة من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم، عدا عن قرارات الإبعاد، فثمة تدخل في الشؤون الخاصة، وعمليات الاعتقال، والضرب، واقتحامات البيوت والمنازل وتفتيشها ليلاً. كما سبق لسلطات الاحتلال أن صادرت كاميرا الدبس الخاصة، لأكثر من ثلاثة أشهر، فضلاً عن أنه يتم منعه في كثير من الأحيان من تغطية عمليات اقتحام المسجد، بتهمة "التحريض وتغيير الوقائع".

وسيلجأ الدبس وسبعة من موظفي الأوقاف، إلى محاكم الاحتلال لمقاضاة سيغال، الذي نشر معلومات خاصة عنهم، لا يحق له نشرها، بينما سيواصلون مهمتهم المنوطة إليهم وهي فضح ممارسات وإجراءات المستوطنين واعتداءاتهم على الأقصى، ومنع محاولاتهم أداء صلوتهم التلمودية هناك.

مع العلم أنه في كل مرة يتم اقتحام المسجد الأقصى فيها، تُسجّل عمليات اعتداء على المرابطين، أو المصلين، أو الحراس، وكذلك منع موظفي قسم الإعلام في المسجد من توثيق تلك الاعتداءات. وبالتزامن مع ذلك، تحتجز شرطة الاحتلال المتمركزة على البوابات، هويات الحراس أو تمنعهم من الدخول لصد اقتحامات المستوطنين تلك.