هدوءٌ حذرٌ في الحسكة عقب تهدئة بين النظام و"الأسايش"

17 اغسطس 2016
الهدنة تخلّلها إطلاق نار في بعض الأحيان (سباستيان باخوس/Getty)
+ الخط -
يسود هدوءٌ حذر في مدينة الحسكة، منذ صباح اليوم الأربعاء، وذلك بعد ساعاتٍ شهدت فيها المدينة، التي يقطنها عرب وأكراد، اشتباكاتٍ بين ما يُعرف بقوات الأمن الكردية "الأسايش" من جهة، ومليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري من جهة أخرى، وخلّفت قتلى وجرحى.


وقالت مصادر محلية في الحسكة لـ"العربي الجديد"، إنه "تم التوصل مبدئياً إلى اتفاقٍ ينص على التهدئة الميدانية بين الجانبين"، وهو ما جرت عليه العادة في أحداث مماثلة وقعت سابقاً في الحسكة.


وبدوره، تحدث "مركز الحسكة الإعلامي"، اليوم، عن أن الـ"هدنة بين قوات النظام والوحدات الكردية في المدينة"، أُعلنت مبدئياً منذ منتصف ليل أمس، وهي مستمرة حتى ظهر اليوم، تخللها سماع إطلاق نار في بعض الأحياء، خاصة في حي النشوة، من دون أن تُعرف صيغة هذا الاتفاق أو يتم إعلانه من قبل الجانبين المتصارعين.


وكانت هذه الاشتباكات المسلحة قد عادت أمس إلى واجهة الأحداث في مدينة الحسكة، بعد هدوءٍ دام أكثر من شهرين، إذ كانت اندلعت في السابق على خلفية خلافاتٍ بين الجانبين، اللذين يتقاسمان السيطرة على المدينة، وتتداخل مناطق نفوذهما فيها.


وكان مصدرٌ مطّلعٌ، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ"العربي الجديد"، إن "الاشتباكات (الأمس) هي الأعنف بين قوات الأسايش والدفاع الوطني"، مبيّناً أنها اندلعت "في عدّة أحياء داخل مدينة الحسكة، واستخدم فيها الطرفان أسلحة متوسطة وثقيلة، كما أدت إلى مقتل نحو عشرة عناصر من الطرفين، بالإضافة إلى عدد من المدنيين"، مشيراً إلى "سقوط عشرات الجرحى نتيجة القصف العشوائي".

 
وأوضح أنّ "الاحتقان لدى الطرفين بدأ منذ نحو أربعة أيام، عندما قامت الحواجز بالتشديد على المدنيين لدى عبورهم وتكرار الشكاوى على بعض العناصر، إلى أن قامت دورية تابعة لقوات الأسايش، أمس، بإطلاق النار على سيارة للدفاع الوطني، فردّت الأخيرة، وتطورت المواجهات إلى تراشق بالأسلحة المتوسطة والثقيلة".


وتنعكس هذه المواجهات سلباً على حياة المدنيين في مدينة الحسكة، إذ تُغلق الأسواق التجارية، وتسود حالة من الذعر بين المدنيين الذين يبقون في منازلهم لحين هدوء الاشتباكات، والتوصل إلى اتفاقٍ تتوقف معه حالة التوتر.


على صعيد آخر، لكن في نفس المحافظة؛ خرجت أمس، في بعض مدن وبلدات الحسكة، مظاهراتٌ نظمها نشطاءٌ أكراد يناصرون "المجلس الوطني الكردي"، احتجاجاً على الاعتقالات التي تنفذها "قوّات حماية الشعب" الكردية، التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي يتزعمه صالح مسلم.


وخرجت هذه المظاهرات في مدنٍ وبلداتٍ عدة بريف الحسكة، أبرزها عامودا، المالكية، تل تمر، وغيرها، إذ يسود سخط واسع في بعض المناطق الكردية بالحسكة، جراء اعتقالاتٍ يصفها نشطاءٌ هناك بالـ"تعسفية" من قبل ما يعرف بالوحدات الكردية.


وتصاعدت حالة السخط هذه على خلفية اعتقال رئيس المجلس الوطني الكردي، إبراهيم برو، من قبل الوحدات الكردية هذا الأسبوع، قبل أن يتم نفيه إلى إقليم كردستان العراق.