تقاطعت مواقف المعارضة السورية، أمس الجمعة، مع العديد من مواقف الدول الغربية الرافضة لخطة "الممرات الإنسانية"، التي أطلقتها روسيا بالاتفاق مع النظام السوري بعد إحكام الحصار على مدينة حلب، وتوسيع رقعة القصف والغارات في محاولة لقضم المزيد من الأراضي، بالتزامن مع تولي موسكو توجيه رسائل سياسية بالنيابة عن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حول استئناف المفاوضات. وهو ما ترجم بتصريحات نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف، التي قال فيها إن "موسكو تؤيد استئناف المفاوضات السورية في جنيف، برعاية الأمم المتحدة". وشدّد أنتونوف، على "تمسك الأسد بالحل السياسي، ودعمه لجهود دي ميستورا". وكشف أن "الأسد أرسل دعوة لنائب المبعوث الأممي، رمزي عزالدين، الذي يعتزم زيارة دمشق قريباً، لعقد لقاء معه، لبحث الخيارات السياسية لحل القضية السورية".
ممرات الموت
ولم تتأخر المعارضة السورية في وصف الممرات الإنسانية التي أعلنت عنها موسكو بـ"ممرات الموت"، على الرغم من محاولات موسكو، لليوم الثاني على التوالي، تأكيد أن أهدافها "إنسانية بحتة"، وبدت الأمم المتحدة، عبر مبعوثها الأممي إلى سورية، وكأنها تستجدي دوراً من روسيا يتيح لها أداء دور في حلب من خلال عرضه على موسكو الإشراف على الممرات.
ممرات الموت
ولم تتأخر المعارضة السورية في وصف الممرات الإنسانية التي أعلنت عنها موسكو بـ"ممرات الموت"، على الرغم من محاولات موسكو، لليوم الثاني على التوالي، تأكيد أن أهدافها "إنسانية بحتة"، وبدت الأمم المتحدة، عبر مبعوثها الأممي إلى سورية، وكأنها تستجدي دوراً من روسيا يتيح لها أداء دور في حلب من خلال عرضه على موسكو الإشراف على الممرات.
وقال المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف أمس الجمعة، إن "فتح ممرات آمنة في حلب، شأن يجب تركه للأمم المتحدة".
وبعدما أشار إلى أن "الأمم المتحدة بانتظار المزيد من التفاصيل عن المبادرة الروسية"، لفت إلى أن "الأمم المتحدة ستدرس مبادرة روسيا"، مستدركاً بالقول "نحن نؤيد مبدئياً اقتراح الممرات الآمنة في حلب، ولكننا ننتظر مزيداً من التفاصيل". وأوضح "نحن اقترحنا على الروس ترك مهمة إنشاء الممرات الإنسانية لنا لما لدينا من خبرة بهذا المجال"، مشدداً على "ضرورة تأمين المؤن لمن لا يريد الخروج من حلب" التي يقدر أعداد المحاصرين فيها بقرابة 300 ألف مدني. وتابع قائلاً إنه "يجب ترك حرية اختيار الوجهة التي سينتقل إليها المدنيون من حلب، وعدم إجبار أي شخص على المغادرة"، مشيراً إلى الحاجة لوجود "ضمانات لحماية المدنيين في حلب ومن يخرج منها". واعتبر دي ميستورا أن "ما أفهمه هو أن الروس مستعدون لإدخال تحسينات رئيسية".
وفي السياق، لفت إلى أن "المواد الإنسانية في المدينة المحاصرة تكفي سكانها لمدة ثلاثة أسابيع فقط"، مطالباً النظام السوري وروسيا بوقف القصف على المدينة، فيما تولى المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الرد على دي ميستورا، بالقول إن "موسكو ستدرس بإمعان المقترحات بشأن تحسين الخطة الإنسانية في حلب".
اقــرأ أيضاً
من جهته أشار وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس الجمعة، إلى أنه "إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة، فإن ذلك سيعرّض التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحل السياسي في سورية للخطر".
كذلك اعتبرت فرنسا، أمس، أن "الممرات الإنسانية لا تقدّم حلاً مجدياً". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال، إن "القانون الدولي الإنساني يفرض إيصال المساعدة بصورة عاجلة إلى السكان المحاصرين"، مضيفاً أن "فرضية إقامة ممرات إنسانية، تقضي بالطلب من سكان حلب مغادرة المدينة، لا تقدّم حلاً مجدياً للوضع".
بدورها، دعت وزارة الخارجية التركية إلى "وقف فوري وعاجل للاعتداءات التي تنفذها قوات النظام السوري وحلفائه على مدينة حلب". ورأت الخارجية التركية، أمس، أنّ "قيام قوات النظام وحلفائه بتكثيف اعتداءاتهم على حلب، تحت مسمى مكافحة الإرهاب، أمر يدعو للقلق، ويعيق المساعي الرامية لإيجاد مخرج سياسي في سورية".
أما المعارضة السورية، فاعتبرت على لسان عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد رمضان، أنه "ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب بممرات الموت". وأضاف رمضان في حديثٍ لوكالة "فرانس برس"، أن "المعارضة تعتبر الإعلان الروسي ومطالبة المدنيين بمغادرة مدينتهم، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وهو ما يتنافى مع التزامات روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن". وشدّد على أنه "لا يحق لأي دولة غزو بلد آخر ثم تطالب سكان مدينة كحلب بمغادرتها، من دون أن يكون هناك ما يبرر ذلك". واعتبر رمضان أن "حلب مدينة منكوبة في ظلّ مخطط يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الإيراني لتهجير الأهالي من مدينتهم"، مضيفاً أن "ما يجري تدمير كامل ومنهجي للمدينة على سكانها، سواء كانوا مدنيين أم مقاتلين". وسبق للمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، أن وجه يوم الخميس، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ندد فيها بـ"بتغيير ديموغرافي وتهجير قسري" في حلب.
في غضون ذلك، تواصل قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في مختلف مناطق الشمال، بهدف الاستحواذ على مزيد من مناطق سيطرة المعارضة، التي باتت تعاني من حالة ترهّل ميداني، ساعدت قوات النظام على فرض حصار محكم على مناطق سيطرة المعارضة في حلب ومنحتها أفضلية ميدانية واضحة خلال الأيام الأخيرة. ويجري ذلك بالتوازي مع تواصل المشاورات بين الأميركيين والروس، بهدف التوصل إلى اتفاق ينسق بموجبه الطرفان في حربهما على تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" التي أعلن قائدها أبو محمد الجولاني، يوم الخميس، تغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام".
وفي السياق، جدّدت طائرات النظام غاراتها الجوية على مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها. ويشير الناشط حسن الحلبي في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "طائرة مروحية تابعة لقوات النظام ألقت برميلاً متفجراً على مبنى سكني في حي بستان الباشا، الذي تسيطر عليها المعارضة شمال حلب، ما أدى إلى دمار المبنى بالكامل". ويوضح الحلبي أن "فرق الدفاع المدني والإسعاف، توجّهت إلى المكان وبدأت بالبحث عن المصابين بين الأنقاض وتمكنت من انتشال جثث ثلاثة مدنيين قضوا في القصف، وقامت بإسعاف نحو 20 مدنياً أصيبوا نتيجة الانفجار، وكان بعضهم عالقاً بين الأنقاض".
اقــرأ أيضاً
وفي ريف حلب شنّت طائرات حربية، يُعتقد بأنها روسية، غارات جوية بالصواريخ الفراغية الموجّهة على بلدتي حيان وبيانون، الواقعتين تحت سيطرة المعارضة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة في المباني السكنية فيهما.
وذكرت مصادر طبية في بلدة قبتان الجبل في ريف حلب الغربي، أن "سبعة مدنيين أُصيبوا بجراحٍ نتيجة غارات جوية، نفذتها طائرات يعتقد أنها روسية على أطراف البلدة صباح اليوم الجمعة. وجاء هذا القصف بعد ساعات من القصف الجوي الذي استهدف بعد منتصف ليل الخميس مبنى سكني في حي كرم البيك، شرق حلب، الذي أدى إلى مقتل خمسة مدنيين، وإصابة 15 آخرين بجراح.
من جهة ثانية، تمكنت قوات المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، تحديداً في منطقة جبال الأكراد، من التصدّي لهجوم جديد شنّته قوات النظام، على محور تل الزويقات، قرب بلدة كنسبا. وأعلنت المعارضة أنها قتلت عشرة من عناصر قوات النظام وأسرت عنصراً واحداً.
وامتد قصف طائرات النظام، ليشمل مناطق في ريف إدلب، تحديداً بمنطقة جبل الزاوية، حيث استهدف طيران النظام مناطق سكنية على أطراف بلدتي معرة حرمة وكفرعويد، ما أدى إلى مقتل مدني واحد وإصابة خمسة آخرين بجراح. كما شنّت طائرة حربية تابعة لقوات النظام غارة جوية على مبنى سكني ببلدة بنّش في ريف إدلب، ما أدى لمقتل سيدتين وإصابة خمسة مدنيين بجراح.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "طائرات حربية نفّذت ما لا يقلّ عن عشر غارات على مناطق في بلدات الميدعاني والريحان والشيفونية، وأطراف حوش نصري وحوش الضواهرة وحوش الفارة في الغوطة الشرقية بريف دمشق".
وأوضح المرصد أن "قوات النظام وحزب الله تمكنت من تحقيق تقدم جديد في غوطة دمشق الشرقية، حيث سيطرت هذه القوات على كتيبة دفاع جوي على الطريق الرئيسي في الغوطة الشرقية، بالإضافة لسيطرتها على نقطتين في محيط بلدة جسرين، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة".
وأكد المرصد أن "قوات النظام قصفت يوم الجمعة مناطق في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، كذلك قصفت طائرات حربية نقاطاً عدة في بلدة حرستا، وعلى أطراف مدينة دوما من جهة أوتوستراد دمشق حمص الدولي، من دون ورود أنباء عن إصابات، في حين سقط المزيد من الصواريخ التي يُعتقد بأنها من نوع أرض ـ أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية لدمشق".
اقــرأ أيضاً
وفي السياق، لفت إلى أن "المواد الإنسانية في المدينة المحاصرة تكفي سكانها لمدة ثلاثة أسابيع فقط"، مطالباً النظام السوري وروسيا بوقف القصف على المدينة، فيما تولى المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الرد على دي ميستورا، بالقول إن "موسكو ستدرس بإمعان المقترحات بشأن تحسين الخطة الإنسانية في حلب".
من جهته أشار وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس الجمعة، إلى أنه "إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة، فإن ذلك سيعرّض التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحل السياسي في سورية للخطر".
وفي ردّ على سؤال لأحد الصحافيين بشأن العملية الروسية قال كيري إنها "إذا كانت حيلة، فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماماً". وأضاف "من ناحية أخرى، إذا تمكنّا من حل الأمر اليوم، والوصول إلى تفهّم كامل لما يحدث ثم التوصل إلى اتفاق بشأن سبل المضي قدماً، فإن ذلك يمكن أن يفتح فعليا بعض الاحتمالات".
كذلك اعتبرت فرنسا، أمس، أن "الممرات الإنسانية لا تقدّم حلاً مجدياً". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال، إن "القانون الدولي الإنساني يفرض إيصال المساعدة بصورة عاجلة إلى السكان المحاصرين"، مضيفاً أن "فرضية إقامة ممرات إنسانية، تقضي بالطلب من سكان حلب مغادرة المدينة، لا تقدّم حلاً مجدياً للوضع".
بدورها، دعت وزارة الخارجية التركية إلى "وقف فوري وعاجل للاعتداءات التي تنفذها قوات النظام السوري وحلفائه على مدينة حلب". ورأت الخارجية التركية، أمس، أنّ "قيام قوات النظام وحلفائه بتكثيف اعتداءاتهم على حلب، تحت مسمى مكافحة الإرهاب، أمر يدعو للقلق، ويعيق المساعي الرامية لإيجاد مخرج سياسي في سورية".
أما المعارضة السورية، فاعتبرت على لسان عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد رمضان، أنه "ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب بممرات الموت". وأضاف رمضان في حديثٍ لوكالة "فرانس برس"، أن "المعارضة تعتبر الإعلان الروسي ومطالبة المدنيين بمغادرة مدينتهم، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وهو ما يتنافى مع التزامات روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن". وشدّد على أنه "لا يحق لأي دولة غزو بلد آخر ثم تطالب سكان مدينة كحلب بمغادرتها، من دون أن يكون هناك ما يبرر ذلك". واعتبر رمضان أن "حلب مدينة منكوبة في ظلّ مخطط يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الإيراني لتهجير الأهالي من مدينتهم"، مضيفاً أن "ما يجري تدمير كامل ومنهجي للمدينة على سكانها، سواء كانوا مدنيين أم مقاتلين". وسبق للمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، أن وجه يوم الخميس، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ندد فيها بـ"بتغيير ديموغرافي وتهجير قسري" في حلب.
وفي السياق، جدّدت طائرات النظام غاراتها الجوية على مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها. ويشير الناشط حسن الحلبي في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "طائرة مروحية تابعة لقوات النظام ألقت برميلاً متفجراً على مبنى سكني في حي بستان الباشا، الذي تسيطر عليها المعارضة شمال حلب، ما أدى إلى دمار المبنى بالكامل". ويوضح الحلبي أن "فرق الدفاع المدني والإسعاف، توجّهت إلى المكان وبدأت بالبحث عن المصابين بين الأنقاض وتمكنت من انتشال جثث ثلاثة مدنيين قضوا في القصف، وقامت بإسعاف نحو 20 مدنياً أصيبوا نتيجة الانفجار، وكان بعضهم عالقاً بين الأنقاض".
وفي ريف حلب شنّت طائرات حربية، يُعتقد بأنها روسية، غارات جوية بالصواريخ الفراغية الموجّهة على بلدتي حيان وبيانون، الواقعتين تحت سيطرة المعارضة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة في المباني السكنية فيهما.
وذكرت مصادر طبية في بلدة قبتان الجبل في ريف حلب الغربي، أن "سبعة مدنيين أُصيبوا بجراحٍ نتيجة غارات جوية، نفذتها طائرات يعتقد أنها روسية على أطراف البلدة صباح اليوم الجمعة. وجاء هذا القصف بعد ساعات من القصف الجوي الذي استهدف بعد منتصف ليل الخميس مبنى سكني في حي كرم البيك، شرق حلب، الذي أدى إلى مقتل خمسة مدنيين، وإصابة 15 آخرين بجراح.
من جهة ثانية، تمكنت قوات المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، تحديداً في منطقة جبال الأكراد، من التصدّي لهجوم جديد شنّته قوات النظام، على محور تل الزويقات، قرب بلدة كنسبا. وأعلنت المعارضة أنها قتلت عشرة من عناصر قوات النظام وأسرت عنصراً واحداً.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "طائرات حربية نفّذت ما لا يقلّ عن عشر غارات على مناطق في بلدات الميدعاني والريحان والشيفونية، وأطراف حوش نصري وحوش الضواهرة وحوش الفارة في الغوطة الشرقية بريف دمشق".
وأوضح المرصد أن "قوات النظام وحزب الله تمكنت من تحقيق تقدم جديد في غوطة دمشق الشرقية، حيث سيطرت هذه القوات على كتيبة دفاع جوي على الطريق الرئيسي في الغوطة الشرقية، بالإضافة لسيطرتها على نقطتين في محيط بلدة جسرين، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة".
وأكد المرصد أن "قوات النظام قصفت يوم الجمعة مناطق في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، كذلك قصفت طائرات حربية نقاطاً عدة في بلدة حرستا، وعلى أطراف مدينة دوما من جهة أوتوستراد دمشق حمص الدولي، من دون ورود أنباء عن إصابات، في حين سقط المزيد من الصواريخ التي يُعتقد بأنها من نوع أرض ـ أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية لدمشق".