السيسي: ماحدث في 30 يونيو تم التخطيط له مبكراً

04 يونيو 2016
السيسي يعترف بأن المصريين تحملوا الكثير خلال 3 سنوات(Getty)
+ الخط -
سجّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اعترافاً جديداً، بأن التخطيط لانقلاب 30 يونيو/حزيران 2013، بدأ قبل تلك الفترة بوقت طويل. وهو ما اعتبره معلقون، تأكيداً على أن التخطيط للانقلاب، تم خلال الأشهر الأولى من حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي.

وفي حوارٍ مُسجل، بُثّ مساء الجمعة على معظم القنوات المصرية والفضائية، طالب السيسي، المصريين بالصبر وعدم التعجل على حل المشكلات التي يواجهونها، قائلاً: "بعد عامين على رئاستي لمصر أطلب من المصريين الصبر والتحمل لأن ظروفنا صعبة، وأعد المصريين بمزيد من العمل ثم العمل ثم العمل".

ورأى أن مهمة وسائل الإعلام في تسليط الدور على الإنجازات، قائلاً: "نعمل على صناعة الأمل وعلى الإعلام تسليط الضوء على ما يتم إنجازه لمنح الأمل للمصريين".

وأضاف أنّه لا خلاف مع الإعلام، وأنه لم يشتك الإعلاميين للشعب، مؤكّداً أن هناك ترتيباً وتسلسلاً للأحداث حيث كانت وزارة الإعلام قائمة حتى التصديق على الدستور حيث لم يكن هناك قيادة للإعلام بالشكل التقليدي الذي كان معمولاً به، مشدداً على أهمية ضبط الإيقاع واختيار التصريحات التي تفيد الدولة حتى لا يتم الضرر من دون قصد.

وأعتبر السيسي أنّ "الإعلام لم يقم بدوره لدعم التفاؤل بشأن المستقبل، حيث أن هناك العديد من الإنجازات والمشروعات التي تمت ولم يعطها الإعلام الاهتمام المناسب والخاص بها". وضرب المثل بالدور الإعلامي عند "إنشاء السد العالي".

وحول مستقبل الاستثمار في مصر، قال السيسي: "نرحب بالمستثمرين في كافة المجالات وندعوهم للقيام بدورهم في تنمية المجتمع، معتمداً على الجيش الذي بات الذراع الاقتصادية للدولة بعد أن تجاوزت استثماراته 60 في المائة من الاستثمارات المصرية"، مبيناً أنه: "يتم تنفيذ خريطة استثمارية لتنمية محيط الطرق الجديدة وجميعها أصبحت مسؤولية القوات المسلحة".

وعلى الصعيد السياسي، اعترف السيسي بتخطيطه المبكر للانقلاب العسكري على مرسي، قبل يوم 3 يوليو/تموز قائلاً: "إن ما حدث في 30 يونيو تم الإعداد له قبل ذلك بكثير"، مضيفاً: "استدعينا أنفسنا من أجل حبنا لأهلنا وشعبنا".

وتابع السيسي قائلاً: "كان ممكن ملناش دعوة بالموضوع ده، لكن كنا خايفين على الدولة".

ودعا السيسي، الأحزاب إلى الاهتمام بالشباب الذين وصفهم "بيحبوا مصر" في انتخابات المحليات، وهو ما دعا المذيع أسامة كمال إلى سؤاله عن المعايير التي يمكن بها معرفة الشباب الذين يحبون مصر عن غيرهم، فرد السيسي الذين لا يهدمون البلد.

أهل الشر

واتّهم السيسي "أهل الشر"- المصطلح الذي ابتدعه لوصف معارضيه- بمحاولة الوقيعة بين مصر ودول أخرى، قائلاً "الوقيعة التي يعمل عليها البعض مع الدول العربية والغربية لن تفلح".

وأوضح أن "أهل الشر" هم كل من يسعى إلى الإساءة إلى مصر شعباً ودولة ويسعى لعرقلة مسيرة مصر دولة وشعباً، مضيفاً أن المصريين يعلمونهم جيداً سواء في الداخل والخارج.

ودعا السيسي لتعديل مفاهيم حقوق الإنسان، قائلاً: "نحتاج إلى تطوير مفهوم حقوق الإنسان ونقوم بشرح موقفنا ورؤيتنا، فهي لا تقتصر على الحق في التظاهر فحسب وإنما لها أوجه عدة".

وتابع: "هناك ضغط يمارس على مصر، لأن هذا بلد يحترم نفسه، ويتعامل بقيم ومبادئ مش موجودة فى دول أخرى، وحريص على أن يظل مستقل في قراره دون الإساءة لأحد أو على حساب أحد".

وقال أيضاً: "نحتاج تطوير مفاهيم حقوق الإنسان، لتشمل كل هذه الحقوق، عندنا ملايين من الناس عاوزين نعيشهم بشكل كريم ونوفر لهم فرص عمل، وهذا يتطلب أموالاً ضخمة ومليارات كثيرة". واستطرد قائلاً: "أنا معهم في التصدى لموضوعات حقوق الإنسان، ولكن هناك أولويات ومقدرش أمنعهم يعبروا عن رأيهم لا أنا ولا غيري، الدستور يكفل لهم هذا"، وعقب مازحاً: "الـ90 مليون بيتكلموا هنجيبهم إزاي".

وعن مواقع التواصل الاجتماعي، قال: "لم أحذر من شباب مصر، بل حذرت ممن هم وراء الشاشة ودورهم وتبعيتهم، عليهم أن يكونوا حذرين مما يطرح عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وأؤكد أن وعي الشباب زاد وأصبحوا قادرين على التمييز".

وعن سؤاله حول كلمة "ماباخافش" والجهة التي يتم توجيه لها تلك الكلمة، أوضح أن المصريين قد تحملوا الكثير خلال الأعوام الثلاثة الماضية وقد تم تدمير الكثير من الأموال والممتلكات، مشيراً إلى أنه كان من الضروري طمأنة المصريين، لتأكيد رغبتهم على استمرار الأمور بسلام، معتبراً أن الأمور تسير بشكل جيد ليس لأن هناك رفاهية ونموا في الدولة بينما هناك ما هو أهم وهي الثقة التى تملأ المصريين، وعدم انسياقهم وراء "أهل الشر".

المياة الجوفية

وعن رد السيسي على المشككين فى نجاح مشروع "المليون ونصف المليون فدان"، أوضح أن المياه الجوفية التى تم على أساسها وضع خطط المشروع تكفي لأكثر من 100 عام مقبلة، وقد تم أخذ المعايير كافة في الاعتبار بما فيها إشكالية سد النهضة، موضحاً أن بعض الأماكن المحددة بالفعل تمت زراعتها من قبل أفراد وقطاع خاص من خلال حفر الآبار الجوفية.

وأوضح أن 80 في المائة من ري المليون ونصف المليون فدان ستكون من المياه الجوفية، مبيّناً أنّ الدولة تمتلك الجدوى من المشروع والمياه الجوفية، ولا يمكن التراخي عن تنفيذ الأهداف والتوقف عن العمل لمجرد التشكيك دون أي براهين.

وعن ارتفاع الأسعار، أوضح أن هناك 30 مليون مشترك للكهرباء، ولم يتم حتى الآن تحسين منظومة القراءات المتقاربة لكافة المشتركين، والدولة لم تتمكن حتى الآن من تحصيل 50 مليار جنيه من المواطنين، وما زال هناك جزء كبير من الدعم المقدم للمواطن، مشيراً إلى أن الدول كافة تكون حريصة على استخداماتها للمياه والكهرباء والغاز لأن المواطن يستهلك كل شيء بسعره الحقيقي.

وعن أزمة الدولار أوضح أن المصريين يستوردون بمبالغ ضخمة ومعظمها ليست مسلتزمات إنتاج، ومصر شهدت خلال الفترة الراهنة أكبر عملية قيود على الواردات، كما أن هناك من قام بتحويل الدولار إلى سلع للمتاجرة بها، فضلاً عن اختلاف توقعات إيرادات السياحة بسبب "أهل الشر".




المساهمون