حزب الله يوسع هجماته بقصف 3 مستوطنات للمرة الأولى

19 يوليو 2024
عناصر من حزب الله يرفعون شعاره، 4 نوفمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تصعيد العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل**: حزب الله كثف هجماته على مواقع الجيش الإسرائيلي رداً على المجازر والاغتيالات، مستهدفاً قواعد جديدة منذ عملية "طوفان الأقصى". في المقابل، زاد الجيش الإسرائيلي من قصف المدنيين واغتيال القادة.

- **ردود حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية**: حزب الله استهدف مستوطنات وقواعد إسرائيلية بصواريخ الكاتيوشا والمسيّرات، مؤكداً استعداده للرد على أي اعتداءات مستقبلية. "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي" دخلت الميدان أيضاً.

- **ترسانة حزب الله العسكرية واستعداداته**: حزب الله يمتلك ترسانة ضخمة تشمل صواريخ بعيدة المدى ومسيّرات متطورة، مؤكداً قدرته على مواجهة أي حرب شاملة. العميد منير شحادة أشار إلى أن المقاومة لديها مفاجآت أخرى لم تكشف عنها بعد.

حزب الله قصفَ قواعد جديدة للمرة الأولى منذ عملية "طوفان الأقصى"

مصدر نيابي: قواعد إسرائيلية جديدة ستُقصَف وأسلحة ستدخل الميدان

منير شحادة: إذا قرّرت إسرائيل شنّ حرب شاملة ضد لبنان فسترى جحيماً

رفع حزب الله اللبناني في الساعات الأخيرة من مستوى عملياته ضدّ مواقع وتجمّعات جيش الاحتلال الإسرائيلي رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين والاغتيالات التي طاولت قادة ومقاتلين في صفوفه والمقاومة الفلسطينية، بحيث وسَّع بنك أهدافه، وقصفَ قواعد جديدة للمرة الأولى منذ عملية "طوفان الأقصى"، وكشف أكثر عن ترسانته العسكرية، خصوصاً منها المحلية، لإظهار قدراته على مواجهة أي سيناريو حرب شاملة.

وكثّف جيش الاحتلال من قصف المدنيين، وتنفيذ عمليات اغتيال مقاتلين وقادة، أشدّها أمس الخميس، بحيث استهدف القيادي في الجماعة الإسلامية محمد حامد جبارة (أبو محمود)، بغارة في منطقة غزة في البقاع الغربي، كما اغتال حسن علي مهنا (أبو هادي)، وهو عنصر في حزب الله، وذلك في الغارة التي طاولت سيارة في بلدة جبال البطم في قضاء صور، جنوبي لبنان. كذلك، استهدف جيش الاحتلال مساءً عنصراً في حزب الله يدعى علي جعفر معتوق (حبيب معتوق)، عبر قصفه مبنى في بلدة الجميجمة، جنوباً، وارتكابه ما وُصِف بالمجزرة بحق المدنيين، بحيث جرح أكثر من 13 شخصاً.

ورداً على الاغتيالات والاعتداءات التي نفذها الاحتلال في الساعات الماضية، استهدف حزب الله للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء المواجهات على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، مستوطنة أبي ريم بصلية من صواريخ الكاتيوشا، وقاعدة فيلون (مقرّ ألوية الفرقة 210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) جنوب شرق مدينة صفد المحتلة، عبر هجوم جوي بسربٍ من المسيّرات الانقضاضية، إلى جانب مستوطنة "نيفيه زيف" بصلية من صواريخ الكاتيوشا، إضافة إلى مستوطنة "منوت". وذكر حزب الله في بيان: "تعاهد المقاومة شعبها أنها عند أي اعتداء على المدنيين سيكون الرد على مستعمرات أخرى جديدة".

كما أعلن حزب الله أنه "استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ وابل الثقيل، وهو من صناعة مجاهدي المقاومة الإسلامية". في موازاة ذلك، دخلت "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي" التابعة لحزب الله (تأسّست عام 1997 وتضمّ متطوعين من مختلف المناطق والطوائف اللبنانية)، إلى الميدان أيضاً، بعد تبنيها أولى عملياتها في 12 يوليو/تموز الجاري، وقد أعلنت اليوم استهدافها موقع الراهب بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية وتحقيق إصابة مباشرة.

وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إسرائيل، خلال كلمة له أول من أمس الأربعاء، بضرب مستوطنات جديدة لم تستهدف سابقاً، في حال تمادى الاحتلال في استهداف المدنيين، علماً أنّه قلّل، في المقابل، من قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة في لبنان.

في الإطار، قال مصدرٌ نيابيٌّ في حزب الله لـ"العربي الجديد" إنّ "المقاومة في لبنان لديها الكثير من المفاجآت للعدو، وهي سبق أن أعلنت أن كل اعتداء يُقابَل باعتداءٍ، وكل توسِعة تُقابَل بتوسِعة، وكل تصعيد يُواجَه بالتصعيد، وأن استهداف المدنيين والمقاتلين والقادة لن يمرّ مرور الكرام، وهناك قواعد إسرائيلية جديدة ستُقصَف وأسلحة جديدة ستدخل الميدان تباعاً".

ولفت المصدر، شريطة عدم ذكر اسمه، إلى أنّ "حزب الله سبق أن نشر حلقتين من الهدهد وسيعرض المزيد، في رسالة واضحة عما يمتلكه من معلومات وصور دقيقة لقواعد استخبارات ومعسكرات ومواقع أمنية استراتيجية إسرائيلية، وصواريخ المقاومة كلها قادرة على الوصول إليها، وستكون في مرمى نيرانها إن فكّر العدو بشن حرب واسعة على لبنان".

وكرّر المصدر التأكيد أنّ "وقف إطلاق النار في غزة سينسحب بوقف إطلاق النار على جبهة لبنان، وإذا تمادى العدو أو قرّر مواصلة عملياته في لبنان فسيُواجَه حتماً"، لكنه استبعد في المقابل أن "يرتكب العدو حماقة كهذه، أو أن يشنّ في الوقت الراهن أقلّه حرباً شاملة على لبنان".

ترسانة حزب الله العسكرية

في خطاباته، يحرص الأمين العام لحزب الله على التأكيد أنّ المقاومة قاتلت بجزء من أسلحتها فقط حتى الآن، وأنها حصلت على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان عندما يُتخذ القرار، مشيراً إلى أنه قد جرى تطوير بعض من الأسلحة، واستخدام أخرى جديدة تدريجياً، منذ بدء معركة طوفان الأقصى وفتح جبهة الإسناد اللبنانية. وشدد على أنّ حزب الله يحتفظ بأسلحة أخرى لقادم الأيام، مركزاً على أنّ المقاومة تُصنّع مسيّراتها أيضاً، ولديها العدد الكبير والوفير منها، كما تُصنّع في لبنان بعض أنواع الصواريخ التي تحتاج إليها.

تبعاً لذلك، أكد نصر الله أن أي حرب مع الاحتلال ستكون بلا ضوابط أو أسقف، سواء برياً أو بحرياً أو جوياً، وأن القوة القتالية البشرية التي يمتلكها حزب الله "أكبر بكثير مما تحتاجه أي حرب شاملة"، كاشفاً عن تجاوز عدد مقاتليه مائة ألف.

وفي أولى عملياته العسكرية بتاريخ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استخدم حزب الله قذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة عند استهدافه ثلاثة مواقع للاحتلال هي الرادار وزبدين ورويسات العلم، ومن ثم نفذ، في 9 أكتوبر، ردّه الأول على استشهاد ثلاثة من مقاتليه بضرباتٍ إسرائيلية، ‏عبر مهاجمة ثكنتي برانيت وأفيفيم بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون، قبل أن تتطور العمليات تباعاً وتتوسّع وتدخل إلى المعركة أسلحة نوعية أكثر تطوراً.

في الإطار، قال العميد منير شحادة، وهو منسّق الحكومة اللبنانية لدى "يونيفيل" سابقاً، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مجلة فورين بوليسي الأميركية كشفت قبل أكثر من شهرٍ، عن لسان مسؤول في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أن حزب الله يمتلك أكثر من مليون صاروخ، من أنواع مختلفة، وقد يكون الرقم غير دقيق، لكن بالتأكيد فإنّ المقاومة أصبحت تمتلك مئات آلاف الصواريخ، ضمنها الباليستية بعيدة المدى، والدقيقة والنقطية، أي تلك التي تصيب الأهداف بدقة".

ولفت شحادة إلى أنّ "صواريخ المقاومة بهذا العدد الكبير وباختلاف أنواعها تستطيع أن تصل إلى كل كيلومتر مربع من فلسطين المحتلة، وأن تصيب الأهداف الإسرائيلية بدقة". ومن بين الأسلحة التي استخدمها حزب الله حتى الآن، أوضح شحادة أنه على مستوى الصواريخ، هناك الكاتيوشا، وفلق، وبركان، وألماس، وصواريخ ثقيلة باسم جهاد (مغنية)، وصاروخ وابل الثقيل الذي أعلن عنه اليوم، إلى جانب استعماله الطائرات والمسيّرات الانقضاضية منها مسيّرة شاهد 101. وأضاف أن هذه طائرة لا تستطيع الرادارات أن تكشفها، وفيها تقنيات تجعلها متخفية دائماً، ورأينا أيضاً "هدهد 1"، و"هدهد 2"، وهي مسيّرات استطاعت تجاوز وسائل الدفاع الجوي للاحتلال، وتصوير المواقع الإسرائيلية، ومن ثم العودة من دون كشفها.

وتابع شحادة: "لا ننسى أيضاً أن المقاومة استعملت سلاحاً مضاداً للطائرات تمكّن من إسقاط مسيّرة من نوع هرمز 900، وقد قالت عنه إسرائيل إنه صاروخ إيراني 358 صقر، مع الإشارة إلى أن نصر الله صرّح سابقاً بأنّ المقاومة تسلّمت أسلحة جديدة، المقصود بها منظومة دفاع جوي حديثة، ما يجعل السلاح الجوي الإسرائيلي الحربي في خطر، وبالتالي، فإذا قررت إسرائيل شنّ حرب شاملة على لبنان، فسنرى طائرات حربية إسرائيلية تسقط في الأجواء اللبنانية".

ولفت شحادة إلى أنّ "المقاومة لديها حتماً مفاجآت أخرى، فهي لم تستخدم بعد الصواريخ بعيدة المدى، من هنا، إذا قرّرت إسرائيل شنّ حرب شاملة فسترى جحيماً، لأنه عندها سيبدأ حزب الله باستخدام الأسلحة النوعية وبعيدة المدى والدقيقة والنقطية، ويكشف أكثر عن ترسانته من الصواريخ الثقيلة لضرب بنك الأهداف الذي عرضه في هدهد 1 وهدهد 2، وسيعرضه في الحلقات المقبلة".

وتوقف شحادة عند ما ذكره الإعلام العبري، ونشره في تقرير أعدّه كبار قادة جيش الاحتلال والمسؤولين الحكوميين حول الخسائر المتوقعة إذا نشبت حرب شاملة، وقدّر سقوط ثلاثة آلاف صاروخ يومياً على إسرائيل، مذكّراً أنه في إحدى المرّات أطلقت المقاومة 270 صاروخاً في اليوم، حينها علقت إسرائيل بأنّ "حزب الله جنّ جنونه"، علماً أنّ هذه الصواريخ كانت عادية. وأردف: "من هنا يمكن القول إنّ الأيام الأولى من الحرب إذا شنتها إسرائيل ستشهد دماراً في البنى التحتية الإسرائيلية، وكل القواعد الجوية والمراكز العسكرية الإسرائيلية".

على صعيد ثانٍ، لفت منسّق الحكومة اللبنانية لدى "يونيفيل" سابقاً إلى أنّ "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي تتألّف من عناصر من كل أطياف الشعب اللبناني، وكل من أراد أن يشارك في التصدّي للعدو الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنّها "منخرطة في حرب الجنوب ضد إسرائيل منذ البدايات، لكن دورها كان لوجستيا إلى حين الإعلان عن عمليتها العسكرية الأولى قبل نحو أسبوع، في رسالة من حزب الله بأن المقاومة في لبنان ليست حكراً على طائفة معينة، وأن كل أطياف الشعب منخرطة في التصدي ومواجهة العدو".

المساهمون