مقتل شاب مصري ببريطانيا يؤجج التوتر بين القاهرة ولندن

28 ابريل 2016
يتعامل النظام بطريقة مختلفة عن السابق (فرانس برس)
+ الخط -
بعد إيطاليا، بات النظام المصري على مشارف صدام مع بريطانيا، على خلفية مقتل الشاب المصري ـ البريطاني شريف حبيب، لكن هذه المرة بصورة معكوسة لناحية ممارسته دور الضاغط على بريطانيا، لا كما حصل في ملف حادث خطف وقتل، الطالب الإيطالي جوليو ريجيني مطلع العام الحالي.

وبدأ المواطنون وسياسيون، بمتابعة اهتمام الصحف المقرّبة من نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحادث مقتل الشاب حبيب في حريق في العاصمة البريطانية لندن، يوم الاثنين، في حادث تتعامل معه الشرطة على أساس أنه "قضية جنائية". كما لوحظ صدور بيانات من رئاسة الجمهورية، ثم من وزارة الخارجية والنيابة العامة، تتشابه إلى حدّ كبير في صياغتها، مع صياغة البيانات الغربية التي أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا بشأن قضية ريجيني. وبنبرة غير معتادة، أهاب بيان مؤسسة الرئاسة المصرية بالسلطات البريطانية "بذل العناية الواجبة وتكثيف تحرياتها وجهودها من أجل كشف غموض الحادث واستجلاء أسباب وقوعه، أخذاً في الاعتبار الحق الأصيل لأسرة المواطن المصري الفقيد، وتحقيق القصاص العادل".

كما كان ملاحظاً التعاطي المصري مع هذه القضية، على خلاف المراحل السابقة، إذ اعتادت السلطات المصرية على مدار سنوات، تجاهل وقائع مقتل مواطنين مصريين بالخارج، وكان تصرّفها في أغلب الوقائع يقتصر على بيان روتيني من وزارة الخارجية للمطالبة بكشف الحقائق.
وشهدت الأعوام القليلة الماضية مقتل العديد من المواطنين المصريين العاملين في الأردن وإيطاليا واليونان، وكانت أحدث الوقائع قتل المواطن المصري وليد حمدي السيد، في السعودية في فبراير/شباط الماضي دهساً بسيارة في حي عليشة، بالعاصمة الرياض. في هذا الإطار، لم تصدر السلطات المصرية أي بيان بشأن الحادث، ولم تعلن السلطات السعودية عن تطوّرات التحقيقات.

ونظراً لهذا التفاوت بين التعامل المصري المعتاد مع حوادث قتل المصريين في الخارج، وتعامل الدولة مع حادثة مقتل حبيب في لندن، اعتبر مراقبون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذا "الاهتمام لا يعدو كونه مزايدة من السلطات المصرية على بريطانيا والغرب عموماً، ومحاولة لتأكيد أن حوادث أخرى مثل قتل ريجيني قد تحدث في إطار طبيعي".

وتتطابق هذه الرؤية مع أحاديث سابقة للسيسي، أبرزها تصريحاته لصحيفة "لا ريبوبليكا الإيطالية" التي أكد فيها أن "حادث مقتل ريجيني فردي وإجرامي ولا يجب أن يؤثر على العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، تماماً كواقعة اختفاء المواطن المصري عادل معوض في ميلانو الإيطالية، منذ أشهر عدة وعدم كشف مصيره حتى الآن".

ويبدو أن الاهتمام الرسمي المصري بقضية شريف حبيب جاء متسرعاً ودون استقاء مزيد من المعلومات، فبيان رئاسة الجمهورية أشار له على سبيل الخطأ باسم والده "عادل حبيب ميخائيل"، وليس باسمه "شريف". كما حملت البيانات المصرية تبايناً في ذكر طريقة قتله، ولم تشر إلى أنه يحمل الجنسية البريطانية بالميلاد.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن "تعامل النظام مع الواقعة يأتي في سياق توتر العلاقات مع بريطانيا تحديداً، بعد دخولها على الخط فيما يخص ملف ريجيني، وتشكيلها ضغطاً إضافياً على الموقف المصري المتمسك بعدم تقديم أي من أفراد أجهزته الأمنية للمحاسبة".

وأضافت المصادر، أن "العلاقة ببريطانيا متأزمة منذ منتصف 2013، وزيارة السيسي إلى لندن نهاية العام الماضي كانت متوترة، خاصة مع توجيه العديد من الانتقادات لملف مصر الحقوقي، وربما كان هذا باعثاً على اتخاذ النظام هذا الموقف المتحفز ضد بريطانيا". كما نشرت بعض الصحف المقرّبة من النظام شائعات في صورة معلومات عن "مصادر مجهولة" عن تورّط الاستخبارات البريطانية في حادث قتل ريجيني، واتهام الطالب الإيطالي الراحل بالتعاون معها.