واشنطن تدعم مقترح المغرب منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا

19 مارس 2016
المغرب ندّد بموقف بان الأخير (فرانس برس)
+ الخط -

في خطوة لافتة تعزز موقف المغرب في خلافه مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن دعمها المقترح الذي تقدم به المغرب والقاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الصحراوية، معتبرة المقترح ذا مصداقية، وواقعياً، بحسب ما أعلنت عنه بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، اليوم السبت.

واختارت البعثة الأميركية الإعلان عن دعمها المقترح المغربي من خلال تدوينة على موقع "تويتر"، وذلك بعد خلاف بين الرباط وبان كي مون، بعد استخدام الأخير كلمة "احتلال" أثناء زيارة أجراها قبل بضعة أيام إلى المنطقة.

واتهم المغرب الأسبوع الماضي بان كي مون بـ"الخروج عن الحياد" المطلوب من الأمم المتحدة، منتقداً استخدامه كلمة "احتلال" لوصف الوضع القائم في الصحراء، إثر زيارته للجزائر. فيما يعتبر هذا الخلاف الأسوأ بين الرباط والأمم المتحدة منذ 1991 لما توسطت هذه الأخيرة لوقف إطلاق النار بالمنطقة.

وطلبت السلطات المغربية هذا الأسبوع من الأمم المتحدة سحب 84 من موظفيها ضمن بعثة حفظ السلام "مينورسو"، واعتبرت ذلك ردّ فعل على تصريحات بان كي مون "غير المقبولة".

"نعتبر مقترح المغرب للحكم الذاتي مقترحاً جدياً، وواقعياً وذا مصداقية"، كما ورد في تغريدة

المتحدث باسم بعثة الولايات المتحدة، كورتيس كوبر، والذي أوضح أن بلاده ستواصل "دعم المسلسل الذي تسهر عليه الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي ومستدام ومتفق عليه بين أطراف نزاع الصحراء الغربية".


كما أضاف أن الولايات المتحدة ستواصل دعم المهمة التي تقوم بها بعثة "مينورسو" في الأقاليم الصحراوية.

وفي تعليقه على الموقف الأميركي، اعتبر الباحث في العلوم السياسية، عزيز إدمين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن هذا التصريح "عادي وكلاسيكي"، إذ "انطلق منذ قرار مجلس الأمن الذي اعتبر مقترح المغرب جدياً وله مصداقية، بالإضافة إلى كونه يتسم بالواقعية".

وشدد إدمين على أن هذه المفردات الثلاث لها دلالات قوية عند الأمم المتحدة، وأيضاً هي "جواب على تصريحات سابقة لبان كي مون، دعا فيها إلى استئناف المفاوضات عندما تم التوصل إليه سنة 2004، مما يعني أنه يتجاهل مقترح المغرب الذي تم تقديمه في سنة 2007، والذي يقضي بمنح الحكم الذاتي للصحراء".

وأضاف: "الجميع صار يدرك اليوم قوة المعادلة المغربة في الاستراتيجية العالمية لمحاربة الإرهاب"، موضحاً أن "جميع القوى الأوروبية والغربية مستعدة لمسايرة المغرب في توجهاته في ما يتعلق بسياسته الخارجية على أساس ضمان المعلومات الاستخباراتية والأمنية في سياق مكافحة الإرهاب"، خصوصاً "بالنظر إلى هشاشة المنطقة العازلة، وهي منطقة تنشط فيها حركات التجارة غير المشروعة بما فيها المخدرات والأسلحة، والمغرب يشكل صمام أمان من دخول هذه الأسلحة لأوروبا وغيرها"، يورد المتحدث.

إلى ذلك، استنتج الباحث في العلوم السياسية، في حديثه لـ"العربي الجديد" كون "المغرب بدأ يجني الآن ثمار استراتيجيته الدبلوماسية الجديدة المبنية على فرض سياسة الأمر الواقع كما هو كائن وليس التماهي مع رغبات الأمين العام للأمم المتحدة".

والتقى يوم الإثنين المنصرم كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، وفيما أبلغ مزوار بان بـ"غضب" المغرب واحتجاجه على تصريحاته الأخيرة بخصوص الصحراء، عبّر الأخير بدوره عن "غضبه" تجاه مسيرة الرباط، والتي دعت إليها الأحزاب السياسية والنقابات بالمغرب، ضده. فيما طالب بتوضيح من الجهات المغربية حول إفادات عن أن عدداً من أعضاء الحكومة المغربية شاركوا في هذه التظاهرة.

اقرأ أيضاً: محاولات فرنسية لتطويق الأزمة بين المغرب وبان بخصوص الصحراء
المساهمون