"بيغيدا" الأم: الولادة من الفيسبوك والتمدّد أوروبياً

06 فبراير 2016
من مسيرة عنصرية لـ"بيغيدا" الشهر الماضي (جوهانس سيمون/getty)
+ الخط -
من مدينة درسدن الألمانية، انطلقت في العام 2014 شرارة حركة: "أوروبيون وطنيون ضدّ أسلمة الغرب"، المعروفة اختصاراً باسم "بيغيدا". وفي المدينة نفسها، يتوقع أن تحشد الحركة، التي تنظم مع فروعها الأوروبية مسيرات في 14 مدينة أوروبية، نحو 10 آلاف متظاهر، بحسب ما يقول الأستاذ في جامعة درسدن هانز فورلايندر. وتطلق الحركة العنصرية اسم "يوم الوطنيين" على مسيراتها المرتقبة.


اقرأ أيضاً: "بيغيدا"... "المعادية للإسلام" وللسياسة الألمانية

وتعود الانطلاقة الأولى لـ"بيغيدا" إلى حملة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أسسها شخص يدعى لوتز باخمان. ما لبثت أن استقطبت أعدادا متزايدة من المؤيدين. وبعد ذلك، بدأت "بيغيدا" باجتذاب اليمينيين من أعضاء الأحزاب السياسية الألمانية الرئيسية، والجماعات اليمينية المتطرفة، إضافة إلى الأفراد الذين يشعرون بالقلق إزاء الإسلام المحافظ وتأثيراته على المجتمع الألماني.

ومنذ تأسيسها أصبحت حركة "بيغيدا"عنواناً لمعاداة الإسلام في ألمانيا، ولاحقاً في أوروبا. وتقدم الحركة نفسها على أنها ليست ضدّ المسلمين، بل "ضدّ أسلمة الغرب". وغالبية أعضائها على علاقة ببعض المجموعات المعروفة بإثارة الشغب، فضلاً عن وجود نازيين جدد فيها، أو متعاطفين مع فكرة النازية الجديدة.

نظمت الحركة العديد من التظاهرات خلال العام الماضي، من بينها تظاهرة انطلقت في مدينة درسدن في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بمناسبة مرور عام على تأسيس الحركة. ورفع المشاركون فيها لافتات مناهضة للمهاجرين وسياسة التعامل معهم، وطالبوا خلالها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالرحيل. وتعتبر الأوساط الألمانية مسيرات "وطنيين أوروبيين ضدّ أسلمة الغرب"، محصلة لواقع تحريضي قائم منذ سنوات في ألمانيا وأوروبا.

وفي مقابل تظاهرات "بيغيدا" الأسبوعية، تنظم قوى أخرى مسيرات نظيرة رافضة لأفكارالحركة المُحرضة على المهاجرين والمسلمين. وطالما وجه قادة وزعماء حزبيين انتقادات لاذعة لحركة "بيغيدا"، كما شارك عشرات الآلاف من الألمان في تظاهرات للتعبير عن دعمهم للتسامح والتنوع ومناهضتهم لحركات التطرف والعنصرية.

وكانت المستشارة الألمانية قد حثت في كلمة وجهتها للشعب بمناسبة العام الجديد على الابتعاد عن "بيغيدا"، وقالت "لا تتبعوا أولئك الذين ينظمون هذه التظاهرات لأن قلوبهم مليئة بالتعصب والكراهية". ودعت الألمان في أكثر من مناسبة الى عدم التأثر بأعضاء حركة "بيغيدا"، المناهضين للمسلمين والمُحرضين على العنصرية والكراهية. كما دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى دعم التظاهرات المناهضة لحركة "بيغيدا" والمشاركة فيها. فيما اعتبر وزير العدل الألماني هايكو ماس أن "بيغيدا" لا تمثل أكثرية الألمان، والتظاهرات المعارضة لها هي المعبرة عن روح ألمانيا كبلد سيظل شديد الانفتاح. ويعتبر ماس تظاهرات "بيغيدا" و"ممارساتها العنصرية ضد اللاجئين الذين فقدوا كل شيء فضيحة كبيرة"، مضيفاً أن المجتمع الألماني "دلل في مواضع كثيرة على تعايش سلمي قائم ومطلوب استمراره".

اقرأ أيضاً: ألمانيا تحذر من انتشار الراديكالية اليمينية بسبب أزمة المهاجرين