فصائل في غزة ترفض دعوة أبو مرزوق لـ"فدرالية فلسطينية"

31 ديسمبر 2016
أبو مرزوق: فدرالية فلسطينية أفضل من الانقسام(خالد فزاع/فرانس برس)
+ الخط -
أثار حديث نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، عن "فدرالية فلسطينية"، مخاوف فصائل متعدّدة بشأن الفكرة، والتي جاءت في سياق تصريحات تلفزيونية للقيادي البارز في الحركة خلال وجوده في الأراضي المصرية.

وردّ أبو مرزوق على سؤال حول الرغبة في إقامة دولة في غزة، بالقول: "استحالة أنّ يكون هناك نزعة لدولة في غزة، فلا دولة فلسطينية في غزة، ولا دولة من دون غزة". لكن أبو مرزوق أتبع الإجابة بالتأكيد أنه "إذا استمر هذا الوضع (الانقسام) بهذا الشكل فقد تكون فدرالية بين قطاع غزة والضفة الغربية أفضل من الانقسام الحالي، حينما تشكل حكومة واحدة فدرالية فهي أحد أشكال الحكم الذي وحّد الكثير من البلاد".

من جهته، قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، والمتحدث باسمها في غزة، فايز أبو عيطة، لـ"العربي الجديد"، إن حل الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة يكمن في تنفيذ اتفاق القاهرة المبرم في مايو/أيار 2011، والذي تناول كل القضايا الخلافية.

وأضاف أبو عيطة أنّ الاتفاق، والذي رعته مصر قبل سنوات، وضع حلولاً تفصيلية من شأنها، في حال تنفيذها بشكل كامل، إنهاء الانقسام الفلسطيني، واستعادة الوحدة، مشيراً إلى أنّ الاقتراح الذي أطلقه أبو مرزوق بقيام بحكومة فدرالية لا يعتبر حلًا، بل تكريس للانقسام، وسيؤدي لإدارته بدلاً من إنهائه بشكل كامل.

وأشار أبو عيطة إلى أن حركته في انتظار عقد لقاء مع حركة "حماس"، على هامش اجتماع اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني في بيروت، والذي من خلاله يمكن أن يؤسس لحراك وطني يعمل على إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

واتفق عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صالح زيدان، مع أبو عيطة، في رفض فكرة الحكومة الفدرالية، والتي تعتبر بعيدة عن تطبيق اتفاقيات المصالحة ببنودها المعروفة التي تؤكد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية.

وقال زيدان لـ"العربي الجديد" إن الطرح هو بمثابة هروب من صعوبات تنفيذ اتفاقيات المصالحة، وبشكل خاص اتفاق القاهرة المبرم بين الفصائل الفلسطينية عام 2011، والتوجه بالطرح الكونفدرالي (فدرالي) نحو إدارة الانقسام وتقاسم السلطة بين "فتح" و"حماس".

وأشار القيادي في الجبهة الديمقراطية إلى أن الشعب الفلسطيني شعب واحد وليس شعبين حتى يكون هناك اتحاد فيدرالي، مشدداً على ضرورة الحذر من المخططات الإسرائيلية التي تريد تكريس الانقسام عبر طرح دولة فلسطينية فقط في غزة، والتنكر للحق الفلسطيني بدولة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.

ودعا زيدان إلى ضرورة التوجه لخيار آخر يتمثل في حوار وطني وشامل بين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية لبحث تنفيذ اتفاق المصالحة المبرم في القاهرة، والذي من شأنه إنهاء كل أشكال الانقسام، والاتفاق على برنامج وطني يعزز من التحرك ضد الاحتلال، ويدعم انتفاضة القدس.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، لـ"العربي الجديد"، إنّ الفكرة مرفوضة كونها تعتبر إعادة تقسيم المقسم، وفيها ابتعاد عن الوحدة وتكريس الانقسام، وابتعاد عن مضمون الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكّد الغول أنّ الأمر يجب وقفه ورفضه ومنع تداوله، ومن شأن موقف كهذا وتصريح أنّ يمنح الاحتلال موقفاً يساهم في رفض إعطاء الفلسطينيين دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

وطالب الغول أبو مرزوق بضرورة التراجع عن الموقف الأخير والبحث عن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أساس إعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية على قاعدة الوحدة.​
 
المساهمون