عباس يأمل بآلية دولية لمؤتمر باريس ويثمن دعوة بوتين

31 ديسمبر 2016
عباس: الاستيطان على أرض فلسطين إلى زوال (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -
عبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم السبت، عن أمله في المؤتمر الدولي الذي سينعقد في باريس في منتصف يناير/ كانون الثاني المقبل، وأهمية أن تنتج عنه آلية دولية للمتابعة، وجدول زمني للتنفيذ، مثمناً في الوقت ذاته مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد اجتماع ثلاثي في موسكو، مؤكداً استعداده الدائم لتلبية هذه الدعوة.

 

وأكد عباس في كلمة متلفزة بثها تلفزيون فلسطين الرسمي، لمناسبة الذكرى 52 لانطلاقة حركة "فتح"، على استعداد القيادة الفلسطينية للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة، وعلى رأسها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، من أجل تحقيق السلام في المنطقة، وفق حل الدولتين، والمرجعيات والقرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية.

من جهة ثانية، قال عباس إن "الاستيطان على أرض دولة فلسطين المحتلة إلى زوال"، مضيفاً أن قرار مجلس الأمن (2334) أكد المرجعيات الدولية، وطالب إسرائيل بوقف جميع نشاطاتها الاستيطانية، وعدم جواز إحداث أية تغييرات في التكوين الديمغرافي، وطابع ووضع أرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية.

ودعا الرئيس الفلسطيني إلى أن يكون 2017 عام الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، لأن المزيد من الاعترافات ستعزز فرص التوصل إلى حل الدولتين.

وأشار عباس إلى أن "أيدينا ستبقى ممدودة للسلام"، وجدّد تأكيده عدم قبول الحلول الانتقالية، والدولة ذات الحدود المؤقتة، ومحاولات الحكومة الإسرائيلية لقلب الحقائق، وممارسة التضليل للمجتمع الدولي، في الوقت الذي تقيم فيه مستعمرات تكرس واقع الدولة الواحدة، والتمييز العنصري، من خلال مواصلة الاستيطان والاحتلال للأرض الفلسطينية.

على صعيد آخر، أشار الرئيس الفلسطيني إلى أن "المؤتمر العام السابع لحركة فتح، حقّق نجاحاً كبيراً على المستوى الوطني والدولي"، مؤكداً أن "عام 2017 سيشهد حالة استنهاض لحركة فتح العملاقة، وللحركة الوطنية الفلسطينية بمجملها".

وبيّن عباس أن "هناك مشاورات بدأت مع جميع الفصائل والقوى الفلسطينية، لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني، في فلسطين، خلال الأشهر المقبلة، من أجل تجديد قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة باللجنة التنفيذية وفق النظم المعمول بها"، وأكد تصميمه على "توحيد أرضنا وشعبنا، وتحقيق المصالحة الوطنية، وإعادة إطلاق الحوار الوطني، والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".

وعاهد الرئيس الفلسطيني جماهير الشعب الفلسطيني على مواصلة العمل للدافع عن الهوية الوطنية، وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، وثوابته الوطنية، وقال: "قد يستطيعون احتلالنا وحصارنا، ولكن أحداً لن يقدر على قتل أحلامنا وإرادتنا في الحرية والعيش بكرامة في وطننا فلسطين".

وأضاف أن "فتح التي عاهدتكم على المضي قدماً بهذه المسيرة نحو الحرية والسيادة والاستقلال، ما زالت على عهدها تتمسّك بثوابتنا الوطنية التي أقرها المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، وهي لم ولن تحيد عنها أبداً".

وأكد عباس على التمسك بإنجازات الشعب الفلسطيني التي راكمها عبر العقود الماضية، وفي الطليعة منها الحفاظ على القرار الفلسطيني الوطني المستقل، والذي دفعت الثورة الفلسطينية ثمناً باهظاً من أجله.

وسبقت تلك الكلمة مسيرة واحتفالات لحركة فتح، بإيقاد شعلة احتفالات الذكرى 52 للحركة بمشاركة عباس وقيادات من الحركة، إلى جانب ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمقر المقاطعة في مدينة رام الله، بالتوازي مع إيقاد شعلة أخرى في قطاع غزة.

وفي بيان لها، قالت حركة "فتح" اليوم السبت، إن "تبنينا للسلام كخيار استراتيجي، ونضالنا في المحافل الدولية، يؤكّد حضارية ثورتنا، وإنسانية أهدافها وقدرتها على التأقلم مع الظروف، والشجاعة في استجابتها لنداءات السلام العالمية المنسجمة مع أهداف شعبنا وطموحاته المشروعة".

وأضافت الحركة أن "الإنجازات والانتصارات في ميدان القانون الدولي إحدى وسائلنا النضالية لاسترجاع فلسطين، وتثبيتها كدولة على خارطة العالم".

وشددت حركة "فتح" على أهمية الوحدة الوطنية كحتمية تاريخية وطبيعية وليست خياراً، مؤكدة أن "منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ستبقى بمثابة الوطن المعنوي لجميع الفلسطينيين من دون استثناء".

 

المساهمون