قرار ترامب بنقل السفارة للقدس يناقض شعار "أميركا أولاً"

16 ديسمبر 2016
ترامب "ملتزم بشدة" بنقل السفارة إلى القدس(جو رايدل/Getty)
+ الخط -

انتقدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الجمعة، خطط الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بنقل سفارة الولايات المتحدة في دولة الاحتلال الإسرائيلي من تل أبيب إلى القدس، محذرة من "نتائج كارثية" بسبب هذه الخطوة، في الوقت الذي شدد فيه فريق الرئيس المنتخب على أنه "ملتزم بشدة بوعده، لكنه من المبكر جداً تحديد موعد لتنفيذ ذلك".

واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن "خطوة نقل السفارة إلى القدس تتناقض كليا مع شعار (أميركا أولاً) الذي رفعته حملة ترامب الانتخابية"، محذرة من "نتائج كارثية، ليس على عملية السلام في الشرق الأوسط، بل على المصالح الأميركية في العالم، بالنظر إلى الأهمية الدينية لهذه المدينة المقدسة بالنسبة لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم".

وعدد الباحث أرون دايفيد ميلر، في مقال نشرته الصحيفة، الأسباب التي تجعل من خطوة نقل السفارة الأميركية إلى القدس "غير ضرورية، بل مضرة للولايات المتحدة"، مشددا على أنه "إذا كانت إدارة ترامب جدية في التركيز على المصالح الأميركية أولا، فإن أي موقف سياسي تتخذه يتوجب أن يأتي بفائدة لها معنى".





وذكر ميلر أن "قرار نقل السفارة إلى القدس، الذي يرضي الحكومة الإسرائيلية واليهود الأميركيين والمسيحيين المتدينين، لكنه يحمل مخاطر كبيرة  على مصالح الولايات المتحدة". وأضاف أنه "كفيل بدفن عملية السلام الميتة أصلا بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما يتناقض مع إعلان ترامب طموحه إلى لعب دور للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي ينهي الصراع في الشرق الأوسط. كما ستؤدي هذه الخطوة إلى قطع العلاقات الإسرائيلية مع عدد من الدول العربية التي تطورت في السنوات القليلة الماضية".

ويعتبر مقال "وول ستريت جورنال" أن "ثمة أمراً واحداً قد يشفع لإدارة ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، هو الإعلان أنها ستدعم قيام عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية في القدس الشرقية"، ذلك أن "مصير القدس ومستقبلها لا يهم فقط الإسرائيليين والفلسطينيين، بل هو شأن يهم مئات ملايين العرب وأكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم، الذين يعتبرون القدس مدينة مقدسة".

وشدد الباحث على أنه "من الصعب التنبؤ بطبيعة الرد الفلسطيني والعربي على قرار نقل السفارة، وإن كان الرد بتصعيد أعمال العنف في الشرق الأوسط هو الاحتمال الأكثر ترجيحا".

على صعيد متصل، أوضح فريق ترامب، اليوم، أنه "من المبكر جدا أن يعلن الرئيس المنتخب متى سيفي بوعده بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس".

وقال مستشار الرئيس المنتخب، جيسون ميلر، إنه "ما زال ملتزما بشدة" بهذه الخطوة، مضيفا، في مؤتمر صحافي، أن المزيد من التفاصيل "ستكون سابقة لأوانها، ليس لدينا ذلك بعد"، مشيرا إلى بقاء أكثر من شهر على تولي ترامب السلطة في العشرين من يناير/كانون الثاني، وإعلانه للتو عن اختيار ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل.