إسرائيل: حزب الله يكتفي بجمع المعلومات ولن يفتح جبهة

22 نوفمبر 2016
دعا أيزنكوت جيش الاحتلال لليقظة (جلاء ماري/فرانس برس)
+ الخط -
تبدي قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي قلقاً متزايداً إزاء عمليات إطلاق النار التي استهدفت أخيراً الدوريات العسكرية العاملة على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، التي تؤكد أن منفذيها لا ينتمون لحزب الله. في هذا السياق، ينقل موقع "والا" الإخباري، عن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، قولها إن "محاولات مسلحين استهداف جنود لواء الصفوة (غولاني) الذين يقومون بالدوريات على طول الحدود قد تكرر"، مشيرة إلى أن "آخر حادثة إطلاق نار تمّت انطلاقاً من محيط قرية كفركلا اللبنانية الحدودية، التي أسفرت عن إصابة أحد الجنود بجروح".

وترجّح المصادر العسكرية الإسرائيلية أن "يكون المسؤولون عن إطلاق النار عناصر تنظيمات فلسطينية أو نشطاء حركات جهادية"، لافتة إلى أنه "بعيداً عن الأنظار، يحتدم في المنطقة صراع بين الجهاديين وحزب الله". وينقل المعلق العسكري لـ "والا"، عمير بوحبوط، الذي أعدّ التقرير، عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية قوله إن "الجيش يبدي أقصى درجات الحذر في الرد على عمليات إطلاق النار من الجانب اللبناني، خشية أن تفضي أية عملية رد غير دقيقة إلى سقوط مدنيين، مما يزيد من احتمال اشتعال المنطقة".

ويذكر بوحبوط أن "رئيس هيئة أركان الجيش غادي إيزنكوت أصدر تعليمات للوحدات العاملة بالقرب من الحدود اللبنانية، بتوخي الحذر في الرد على أية عمليات أو أنشطة، تتمّ انطلاقاً من جنوب لبنان، على اعتبار أن كل حدث تكتيكي يمكن أن يتحول إلى حدث استراتيجي، ويجرّ بالتالي إسرائيل لتصعيد لم تخطط له". ويكشف بوحبوط أن "الجيش الإسرائيلي تجنّب أثناء حرب 2014 على غزة، الردّ على عمليات إطلاق صواريخ قامت بها جهات فلسطينية انطلاقاً من جنوب لبنان، خشية السماح بتفجر جبهة ثانية". وينقل عن المصادر العسكرية، قولها إن "الافتراض الذي تستند إليه تقديرات الجيش والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية هو أن حزب الله غير معني بالمطلق بمواجهة مع إسرائيل، بسبب انغماسه في الحرب الدائرة في سورية، التي يوليها أهمية قصوى لأنه وضع الحفاظ على نظام بشار الأسد على رأس أولوياته".

ويلفت بوحبوط إلى أن "التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية تؤكد أن حزب الله يحتفظ بسبعة آلاف مقاتل في سورية، مما يعني أنه لا يوجد لديه احتياط قوى بشرية يمكّنه من فتح مواجهة مع إسرائيل في الوقت الحالي". وبحسب هذه التقديرات، فإن "1700 عنصر من الحزب قد قتلوا في المواجهات في سورية، بالإضافة إلى جرح الآلاف".



وتفيد مصادر عسكرية إسرائيلية، بأن "حزب الله يركز حالياً جهوده على جمع المعلومات الاستخبارية حول تحركات الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود"، مشيرة إلى أن "عناصر من جهاز الاستخبارات التابعة للحزب يرتدون الزي المدني يقومون على مدار الساعة بجمع معلومات حول تحركات الجيش في منطقة الحدود". وتلمح المصادر إلى أن "عدداً من العمليات الخاصة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي خارج الحدود، تستهدف أيضاً لبنان ومنطقة الجنوب، من دون أن يقدم المزيد من التفاصيل".

في هذا الإطار، يفيد رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب رون فريدمان، أن "كل الدلائل تشير إلى أن تورّط حزب الله في الحرب في سورية قد عزز من قوته العسكرية بشكل كبير"، معتبراً أن "المناورة التي أجراها الحزب في منطقة القصير السورية تدل على مدى تعاظم القوة العسكرية للحزب".

وفي تحليل نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" أخيراً، ينوّه فريدمان إلى أن "جرأة حزب الله على تنظيم العرض العسكري من دون أن يخشى ردة فعل إسرائيل، تدل على التداعيات السلبية للتدخل الروسي في سورية، الذي قلّص إلى حد كبير من قدرة الجيش الإسرائيلي على العمل ضد الحزب".

ويلفت إلى أن "إسرائيل التي كانت تبدي قلقاً من وصول سلاح إيراني لحزب الله، باتت تدرك أن الحزب يتلقى أيضاً سلاحا روسيا متطورا، وضمنه صواريخ أس 300 المضادة للطائرات، بالإضافة إلى سلاح أميركي، زوّدت به الولايات المتحدة الجيش اللبناني". ويحذّر فريدمان من أن "توسّع حزب الله في غرب سورية وسيطرته على مزيد من المناطق التي تخلو من أي وجود لقوات النظام السوري، يجب أن يقلق إسرائيل ويدفعها لتجهيز ردود عاجلة على هذا التحدي".