مصر: الأمن يحكم قبضته على الشارع ومواقع "التواصل الاجتماعي"

11 نوفمبر 2016
أدى الفضاء الإلكتروني دوراً بارزاً بدعوات التظاهر (عمر عبدالرحمن/الأناضول)
+ الخط -
أحكمت الآلة الأمنية المصرية قبضتها على الشارع المصري، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، حسبما ظهر أخيراً. وفي هذا السياق، ألقت قوات الأمن المصرية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، القبض على العشرات بتهمة "الترويج لتظاهرات ضد النظام". وبدأ ذلك حين ألقت الأجهزة الأمنية القبض في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على 30 طالباً من جامعة الأزهر، على خلفية اتهامهم بـ"الإعداد لتظاهرات اليوم، من خلال دعوة المواطنين إلى التظاهر من دون ترخيص والتحريض على العنف بتدشين تنظيم يحمل اسم (وكستونا)، بمدينة نصر".

كما ألقت قوات الأمن بالمنيا، في 31 من الشهر الماضي، القبض على سائق واتهمته بتحريض المواطنين على التظاهر. وفي مطلع الشهر الحالي، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على خمسة مواطنين على ذمة القضية رقم 26531 لعام 2016، وأحالتهم للنيابة التي قررت سجنهم لـ15 يوماً، بتهمة "التحريض على التظاهر والانتماء لجماعة محظورة". ومنذ أيام، ألقت الأجهزة الأمنية في بني سويف، القبض على أربعة أشخاص واتهمتهم بـ"الانتماء لجماعة محظورة وتحضيرهم لتنظيم تظاهرات لقلب نظام الحكم".

وتطور الأمر لملاحقة الإعلاميين والنشطاء السياسيين، أيضاً، إذ أصدرت النيابة العامة المصرية، نهاية أكتوبر الماضي، قرارات بضبط وإحضار 63 صحافياً من العاملين في بعض المواقع الإلكترونية، وبعض الإعلاميين العاملين في شركات الإنتاج الإعلامي، على خلفية اتهامهم في القضية رقم 10383 لسنة 2016 المقطم، بتهمة العمل لصالح جماعة "الإخوان المسلمين". ووافقت النيابة العامة على استصدار أذون لتفتيش ومداهمة بعض المقرات الخاصة بشركات إنتاج إعلامي، زعمت التحريات المقدمة من الأمن الوطني، أنها تابعة للجهاز الإعلامي بجماعة "الإخوان المسلمين".

وبحسب تحقيقات النيابة العامة، تضمنت قائمة الشركات المتهمة بالتبعية لـ"الإخوان" وإدارة مواقع إلكترونية تبث مواد عدائية ضد النظام: ميديا هاوس إيجيبت، ومقر موقع قصة، ووايت ميديا، وشبكة نقد، وشركة فكرة للدعاية والإعلان.



أما على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، فتنشط ظاهرة "اللجان الإلكترونية" وتختلق صوراً لنشطاء سياسيين بدعوى تحريضهم على التظاهر اليوم، ومن بينهم الناشطة السياسية، إسراء عبد الفتاح، التي نشرت صورتها الأصلية بجوار الصورة المفبركة لها التي توحي بتحريضها على التظاهر. الأمر نفسه تكرر مع الفنان المصري، خالد أبو النجا، الذي نشرت بعض "اللجان الإلكترونية" صورة له يعلن فيها مشاركته في تظاهرات ما تعرف بـ"ثورة الغلابة".

ونقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصادر أمنية بمباحث الإنترنت، اعتبارها أن "وزير الداخلية المصري، مجدي عبد الغفار، أصدر توجيهاته بضرورة القبض على القائمين على كل الصفحات المحرّضة على العنف والإرهاب على مواقع التواصل الاجتماعي، بناءً على أوامر من النائب العام المصري، نبيل صادق". ومن بين تلك الصفحات: "حسم"، و"لواء الثورة" و"المقاومة الشعبية" و"ثورة الغلابة 11-11".

وأكدت المصادر الأمنية أن إدارة مباحث الإنترنت تعكف الآن على تحديد مصدر ومكان المسؤولين عن تلك الصفحات للقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة في أسرع وقت ممكن، بجانب أنها تمكنت خلال ثلاثة أشهر من إغلاق أكثر من 300 صفحة كانت تبث أخباراً كاذبة وتحريضية ضد المصالح الاقتصادية، وتم القبض على المسؤولين عنها.

كما خصصت وزارة الأوقاف المصرية خطبة الجمعة الماضية في المساجد عن "حماية الأوطان وسبل بنائها"، في محاولة لمواجهة دعوات التظاهر ضد الانقلاب العسكري اليوم. والخطبة الموحدة، المطبقة منذ أكثر من عام، بالمساجد التابعة لوزارة الأوقاف، تعتمد على تحديد موضوعها من جانب الوزارة، على أن تكون الخطبة عموماً ارتجالية تدور حول الموضوع المحدد.

المساهمون