واشنطن تطبّع مع نظام البشير: وفد أميركي في الخرطوم

29 اغسطس 2015
واشنطن تطالب الخرطوم بدور إقليمي "إيجابي" (Getty)
+ الخط -
بدأ وفد رفيع من الحكومة الأميركية، برئاسة دونالد بوث، سلسلة مباحثات مع مسؤولين سودانيين في الخرطوم التي وصلها الأربعاء، لبحث جملة من القضايا بينها التسوية السياسية في البلاد والعقوبات المفروضة عليها.

وعلم "العربي الجديد"، أن الوفد وضع جملة شروط أمام نظام الخرطوم لرفع العقوبات، وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية لـ"الإرهاب"، بينها وقف الحرب، وتمرير المساعدات للمتضررين بمناطق النزاعات، فضلاً عن الدخول في تسوية سياسية حقيقية لإنهاء الأزمة في البلاد.

وأكدت مصادر "العربي الجديد"، أن الوفد أثار قضايا تتعلق بانتهاك الحريات وحقوق الإنسان، الأمر الذي حاولت الحكومة نفيه تماماً، وذكرت أن واشنطن جددت طلبها بلعب الخرطوم دوراً في استقرار جنوب السودان، وتنفيذ اتفاقية السلام التي وقعت أخيراً.

وبحسب المصادر، أبدت واشنطن التزاماً بتمويل هذا الدور مادياً، لكن الحكومة أثارت قضية العقوبات، وطالبت بخطوات عملية لرفعها، قبل أن يطلب منها لعب أي دور إيجابي في أية قضايا إقليمية.

وكانت الولايات المتحدة قد درجت على تجديد العقوبات التي فرضت على السودان، منذ العام 1997 سنوياً، على خلفية اتهام الأخيرة بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان، فضلاً عن تصنيفها ضمن الدول الراعية للإرهاب.

اللافت أن اللقاءات التي تعقد بين الطرفين، تجري وسط تكتم إعلامي، وأكدت مصادر بوزارة الخارجية السودانية، لـ"العربي الجديد"، أن هناك اتفاقا مسبقا بين الطرفين على إدارة اللقاء بعيداً عن أجهزة الإعلام.

ويرى مراقبون أنّ ثمة تحوّلاً في سياسة واشنطن تجاه الخرطوم، ربما تسفر عن تطبيع في حال التزم السودان بتنفيذ جملة من المطالب أهمها؛ وقف الحرب والتسوية السياسية الشاملة وإقرار الديمقراطية، على اعتبار أن واشنطن تنتظر من الخرطوم لعب دور في ما يتصل باستقرار الإقليم لحماية مصالحها هناك.

في المقابل، إن أي خطوة للتقارب بين حكومتي البلدين ستصطدم بالمجموعات المعارضة لنظام الخرطوم في واشنطن، التي تنظر إليه كنظام قمعي ومنتهك لحقوق الإنسان، وستعمل على إفشال أي تقارب عبر الضغط على البيت الأبيض.

وبالتزامن مع زيارة الوفد الأميركي للخرطوم، رفضت واشنطن منح رئيس البرلمان السوداني، أحمد عمر، تأشيرة لدخول أراضيها للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، الذي يعقد الإثنين المقبل بنيويورك.

وقال النائب محمد الحسن الأمين، إن السفارة الأميركية في الخرطوم لم تمنح التأشيرة لعمر والوفد المرافق له، كما أنها لم تبلغهم صراحة بالرفض، واكتفت بالإشارة إلى رفع الملف للمختصين في الإدراة الأميركية، "لكن عملياً الطلب رفض، لأن الوفد كان يفترض أن يسافر إلى نيويورك اليوم"، على حد قوله.

يشار إلى أن الوفد الأميركي أجرى سلسلة مباحثات مع شركة "الصمغ العربي" واتحاد أصحاب العمل السوداني، لدراسة إمكانية استعداد الخرطوم لتصدير الصمغ العربي، لا سيما أنها السلعة الوحيدة المستثناة من العقوبات الأميركية.

اقرأ أيضاً: "نداء السودان" تحدد شروط الحوار مع النظام