تصاعد أحداث العنف يحصد أرواح عشرات المدنيين والمقاتلين بالعراق

29 يونيو 2015
الجيش مدعوماً بالمليشيات يقصف الأحياء السكنية بالعراق (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت الساحة العراقية، اليوم الإثنين، تصعيدا ملحوظا على مستوى الحرب الدائرة بين الحكومة العراقية التي تساندها مليشيات الحشد الشعبي من جهة، وبين تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش" من جهة أخرى، تسببت بمقتل وجرح عشرات المسلحين فضلا عن المدنيين الذين قضوا بقصف شنه الجيش والمليشيات على أحياء سكنية.

وقال مسؤول عسكري عراقي رفيع لـ "العربي الجديد" إن "23 عنصرا من مليشيا الحشد الشعبي قتلوا وأصيب 26 آخرون، خلال هجوم واسع شنه مقاتلو تنظيم الدولة على سلسلة جبال حمرين"، الواقعة على الحدود بين محافظتي ديالى وكركوك، مستخدما سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، وصواريخ موجهة طالت حقلي علاس والعجيل النفطيين، وأسفرتا عن اندلاع حرائق فيهما.


كما أوضح أن "الهجوم الذي شنه التنظيم بدأ منذ الساعة العاشرة من ليلة الأحد، واستمر حتى صباح الإثنين بعد وصول غطاء جوي أميركي انسحب على أثره إرهابيو داعش من المنطقة باتجاه مدينة الحويجة التي تخضع لسيطرتهم منذ عام".

إلا أن وزارة الدفاع العراقية أعلنت في بيان مقتضب لها عن صد ما وصفته بـ "هجوم إرهابي واسع على حقول نفطية وقرى وتكبيد داعش خسائر اضطرته للتراجع"، دون أن تشير إلى القتلى أو الخسائر في صفوف الجيش والمليشيات كعادتها.

اقرأ أيضاً: مسؤولون عراقيون: الحكومة لم تتخذ أيّ خطوات لتحقيق المصالحة

وفي سياق متصل، قتل وأصيب عشرة عناصر من الجيش العراقي، ومليشيا "الحشد الشعبي" جنوبي محافظة صلاح الدين، وأكد مصدر عشائري لـ "العربي الجديد"، أن عنصرين من الحشد وجنديا واحدا قتلوا، وأصيب سبعة آخرون بانفجار عبوة ناسفة، في بلدة الضلوعية، جنوب تكريت، مبينا أن الهجوم استهدف رتلا عسكريا كان ينقل معتقلين من صلاح الدين إلى بغداد.

وفي السياق ذاته، جددت الطائرات العراقية قصفها لمدينة الفلوجة بواسطة البراميل المتفجرة، مخلفة عشرات القتلى والجرحى لليوم الحادي عشر على التوالي.

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي إن 30 مدنيا قتلوا، بينهم أطفال ونساء، وأصيب 42 آخرون بجروح جميعهم من المدنيين، جراء غارات جوية نفذتها المقاتلات العراقية على أحياء سكنية في مدينة الفلوجة جنوب غربي المحافظة.

وأشار الفهداوي إلى أن الغارات تركزت في السوق الشعبية وسط المدينة وأحياء الرسالة ونزال والجولان ودور الأطباء وحي الضباط السكنية، وأسفرت أيضا عن هدم عدد من المنازل بالكامل وإلحاق أضرار أخرى، فضلا عن تدمير عدد من المحال التجارية، موضحا أن مدينة الفلوجة تتعرض منذ قرابة أسبوعين إلى قصف مدفعي وجوي شديد من القوات العراقية تحت ذريعة وجود عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" داخل المدنية، مشيرا إلى أن عشرات العوائل تركت منازلها خوفا من تجدد القصف العشوائي.

وطالب الفهداوي رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي بوقف القصف، لمنع سقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الأبرياء الذي تعرضوا منذ أكثر من عام إلى ظلم واضطهاد مسلحي "داعش".

إلى ذلك، قامت طائرة حربية عراقية أيضا بقصف سوق شعبي في قضاء هيت غربي محافظة الأنبار التي تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" منذ أشهر، أدى إلى مقتل سبعة عشر مدنيا، بينهم ستة أطفال، فضلا عن جرح خمسة وعشرين آخرين بجروح مختلفة، حيث أكدت مصادر طبية في مدينة هيت أن المستشفى والدوائر الصحية هناك تفتقر إلى أدوية والمواد العلاجية الضرورية، بسبب استمرار تنظيم "داعش" سيطرته على أغلب مدن الأنبار.

اقرأ أيضاً: "داعش" يجند الأطفال في الموصل

المساهمون