حوار مباشر بين الليبيين للمرة الأولى

29 يونيو 2015
المخزوم: المباحثات المباشرة تُذيب النقاط الخلافية (الأناضول)
+ الخط -
تسارعت وتيرة جلسات الحوار الليبي في مدينة الصخيرات المغربية، أمس الأحد، مع بدء المفاوضات المباشرة بين وفدي طرابلس وطبرق، بعد إفطار رمضاني ضمّ أطراف الحوار، مساء يوم السبت، وسط ترجيحات بأن تفضي اللقاءات إلى التوقيع على اتفاق بين الطرفين بالأحرف الأولى.

وتأتي المفاوضات المباشرة وجهاً لوجه بين أربعة من ممثلي وفدي "المؤتمر الوطني" في طرابلس، وأربعة ممثلين من وفد برلمان طبرق، على طاولة واحدة، بحضور دبلوماسيين أجانب في ليبيا، لتتوّج مساراً شاقاً ومتعرّجاً لمفاوضات السلام فوق الأراضي المغربية، على امتداد ست جلسات حوار، برعاية منظمة الأمم المتحدة.

وأفاد القيادي في "المؤتمر الوطني العام"، محمد صالح المخزوم، في تصريحات صحافية، بأن "إجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين الرئيسيين للنزاع في ليبيا، كان مطلباً نادى به شخصياً ودعا إليه أكثر من مرة، الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون". وأوضح المخزوم أن "المفاوضات المباشرة خطوة حاسمة جداً في أفق إيجاد اتفاق سياسي يرضي الأطراف الحاضرة في جلسات الحوار، ويمكن للمفاوضات المباشرة أن تُذيب عدداً من نقاط الخلاف".

اقرأ أيضاً: "الصلاحيات التشريعية" بنداً خلافياً في الحوار الليبي

ويرى مراقبون أن "المفاوضات المباشرة بين أطراف الحوار، من شأنها إتاحة فرص كبيرة لتلافي الخلافات في المواقف إزاء مسودة الاتفاق الرابعة، والتي أدخل عليها الوفدان المتحاوران تعديلات جوهرية، وهي التي ضمّنها المبعوث الأممي في الصيغة الأخيرة لمسودة الاتفاق السياسي".

ويبدو أن المفاوضات المباشرة، التي تجري للمرة الأولى بين طرفي النزاع الليبي، بعدما تم تجريب ذلك منذ الجلسة الثالثة للحوار، من دون أن يفلح ليون في تحقيق هذا الأمر، جاءت في وقت حاسم ومخطط له من طرف الأمم المتحدة، بعد قناعتها بدنوّ التوصل إلى اتفاق سياسي يبعد الليبيين عن دوامة العنف.

ووفق محللين عدة، فقد كانت للمفاوضات غير المباشرة إيجابيات وسلبيات عدة. وبينما شكلت الجلسات غير المباشرة "جسّ نبض" بين الأطراف المتحاورة، من دون أن يقع الاصطدام بين مواقف كل جهة، فإنها في المقابل، ساهمت في تفشّي جو من انعدام الثقة بين أطراف الحوار. فعندما كان الوفدان الليبيان لا يلتقيان وجهاً لوجه، كان ليون هو المخاطب الوحيد. حتى أنه صاغ مسوداته الأربع الماضية، بناءً على ما كان يخلص إليه من مباحثاته مع الوفدين، فكان يطرح ويُعدّل كما يراه مناسباً، وهو ما لم يكن ليروق لمن كان يرى أن الأمم المتحدة ليست على حياد بين الجهتين.

ويقف في وجه المفاوضات المباشرة بين وفدي الحوار الليبي، خلاف رئيسي يتمثل في مسألة "المجلس الأعلى للدولة". وبينما يرى وفد طبرق أنه "يتعيّن أن يكون مجلساً على سبيل الاستشارة فقط"، يعتبر وفد طرابس أنه "الجهة التشريعية الوحيدة". لكن المتفق عليه هو أن صوت السلاح بدأ يخفت ليعلو مكانه صوت السلام.

اقرأ أيضاً: الفرقاء الليبيون يتوصلون إلى مسودة معدلة للاتفاق
المساهمون