"العربي الجديد" تروي تفاصيل مجزرة عين العرب

27 يونيو 2015
تسلّل التنظيم بزي وحدات "حماية الشعب" ولواء "ثوار الرقة"(الأناضول)
+ الخط -
لا تزال العملية الخاصة التي تسلّل خلالها عناصر (تنظيم الدولة الإسلامية) "داعش" إلى مدينة عين العرب في ريف حلب الشرقي، تتفاعل حتى الآن. فبعد أن تمكن التنظيم من القيام بخرق أمني كبير في المدينة وارتكاب مجزرة مروعة بحق سكانها، وصل عدد ضحاياها إلى نحو 150 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، لا يزال عناصر التنظيم في الداخل، بحسب ما أعلنته قوات "حماية الشعب" الكردية التي تحاصرهم.

وتسود حالة من الرعب بين السكان بعد عودة عناصر التنظيم وانتشارهم في الأرجاء. ويبدو أنّ الهدف الأساسي من هذه العملية، الانتقام لخساراته المتتالية أمام القوات الكردية المدعومة من التحالف، وتوجيه رسالة، مفادها أن السكان في المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الكردية ليسوا في مأمن من هجمات التنظيم، وأن المعركة بين "داعش" والقوى الكردية وفصائل "الجيش الحر" المتحالفة معها، لن تنتهي في السيطرة الميدانية المدعومة بطيران التحالف.

ويبدو أن التنظيم قد خطط لعملية عين العرب في وقت سابق، إذ أصدر قراراً طلب فيه من جميع العائلات الكردية الموجودة في الرقة مغادرة المدينة باتجاه عين العرب، محذراً إياها من عمليات انتقامية بعد ورود أنباء عن عمليات تهجير للعرب والتركمان من قبل القوات الكردية في الحسكة وتل أبيض. خلق هذا الأمر، حالة من الفوضى والإرباك لدى قوات "حماية الشعب" الكردية التي بدأت في تسهيل عملية دخول العائلات. وكان التنظيم قد حدّد يوم الخميس، موعداً لبدء عمليته، مستغلاً موعد فتح معبر بينار الحدودي مع تركيا، الذي يفتح يومي الإثنين والخميس، وقام بتفجير سيارة مفخخة على المعبر بالقرب من مقر القوات الكردية، ما زاد إرباك الأخيرة، ليتسلل عناصر التنظيم بزي وحدات "حماية الشعب"، ولواء "ثوار الرقة"، وتمكنوا من دخول مدينة عين العرب، تزامناً مع ثلاثة تفجيرات، نفّذها التنظيم في مناطق مختلفة من المدينة.

اقرأ أيضاً: داعش ينفذ هجوماً آخر على "عين العرب" السورية

وتتضارب الأنباء حول عدد عناصر التنظيم الذين تسللوا إلى عين العرب. ففي حين تشير مصادر كردية مقربة من "حماية الشعب" إلى أن المتسللين لا يتجاوزون الثلاثين عنصراً، وقد تم قتل عشرين منهم، فيما العشرة المتبقون محاصرون في مبنى بهدف القضاء عليهم، توضح مصادر ميدانية في عين العرب لـ"العربي الجديد"، أن "عدد العناصر المتسللة يفوق الخمسين عنصراً"، مبينة أن "الاشتباكات لا تزال متواصلة في الحي الشرقي للمدينة، بين مقاتلي "حماية الشعب" ومن تبقى من عناصر التنظيم، المحاصرين في المكان من قبل القوات الكردية.

وبيّن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ ما لا يقل عن 120 مواطناً من عين العرب، سقطوا جراء التفجيرات وإطلاق النار من قبل عناصر التنظيم الذين هاجموا يوم الخميس. وأشار المرصد إلى أن الضحايا كان من بينهم عشرات الأطفال والنساء والرجال المسنين، حيث سقط 72 من الضحايا في منطقة حلنج، بينما سقط 48 آخرون في مناطق شرق المدينة، إضافة لإصابة نحو 200 آخرين، وبعضهم لا يزالون في حالة حرجة. وارتفع عدد الضحايا الذين سقطوا برصاص عناصر "داعش" في قرية برخ بوطان، القريبة من صرين في الريف الجنوبي لعين العرب إلى ستة وعشرين.

كما شنّ طيران التحالف الدولي، منذ يوم الخميس، خمس عشرة غارة جوية على نقاط تمركز "داعش" في ريف عين العرب الجنوبي، تزامناً مع الاشتباكات المتواصلة بين "داعش" والقوات الكردية وقوات المعارضة السورية التي تسيطر على المنطقة.

اقرأ أيضاً: أنباء عن نزوح 60 ألف سوري من الحسكة

في محافظة الحسكة، يواصل التنظيم تقدّمه في المدينة على حساب قوات النظام التي أدت الاشتباكات في ما بينهما، إلى اقتحام "داعش" الأحياء الجنوبية في المدينة، خلال اليومين الماضيين. فيما تنتظر وحدات "حماية الشعب" التي تسيطر على الأحياء الشمالية والشمالية الغربية، نتائج المعارك بين الطرفين، باعتبار أنّه مهما كانت النتيجة، فإنها تصب في مصلحتها. ومن المرجح، أن تتمكن القوات الكردية من دحر التنظيم من كامل المدينة، في حال تمكّن الأخير من القضاء على قوات النظام فيها. لكن يبدو أن سكان المدينة هم الأكثر تضرراً في هذه المعارك. ومن المحتمل أن تزداد موجات النزوح منها، مع تقدم المعارك لتصل إلى أرقام غير مسبوقة، منذ بداية الثورة السورية، بسبب عدد سكانها الذي يقارب الـ800 ألف نسمة.

ويوضح الناشط مراد الحسن لـ"العربي الجديد" أن "الاشتباكات تتواصل بين النظام وداعش في أطراف حي العزيزية في مدينة الحسكة، بعد قيام داعش بتفجير سيارتين مفخختين استهدفتا حاجز الغزل التابع لقوات النظام ومبنى السجن المركزي في مدينة الحسكة الذي يسيطر عليه النظام السوري".

ويؤكد الحسن أن "طائرات النظام شنت منذ يوم الأربعاء، عشرات الغارات الجوية على حي النشوة ومنطقة الداوودية إلى الجنوب من مدينة الحسكة، مع تقدم عناصر داعش في المنطقة وسيطرته على عدة مناطق جنوب مدينة الحسكة".

ويواصل سكان الأحياء التي تشهد عمليات القصف والاشتباكات في المدينة النزوح شمالاً نحو الأحياء الشمالية في مدينة الحسكة التي تسيطر عليها قوات "حماية الشعب"، ونحو ريف الحسكة الشمالي، إذ أعلن مكتب الأمم المتحدة في سورية، أمس الجمعة، عن نزوح 60 ألف شخص بسبب هجوم داعش على مدينة الحسكة شمال شرق سورية، كما توقع بيان مكتب الأمم المتحدة أن ما يقارب الـ200 ألف شخص قد يحاولون الفرار قريباً في ظل تدهور الأوضاع في المدينة.

اقرأ أيضاً: داعش يتقدّم في الحسكة... تكرار لسيناريو عين العرب؟

المساهمون