أبناء السويداء يهجرون قوات النظام بعدما نكث بعهده

16 يونيو 2015
امتنع الموحدون الدروز عن الالتحاق بقوات النظام (فرانس برس)
+ الخط -
غداة الجريمة التي ارتكبتها "جبهة النصرة" في قرية قلب لوزة بريف إدلب، استنفر مئات من شباب الطائفة الدرزية والتحقوا بالقوات النظامية، مشترطين عدم خروجهم من المحافظة، لتقتصر مهمتهم على الدفاع عنها، إضافة إلى من التحق بمليشيات مسلحة أخرى داخل المحافظة.

ولم تمض أيام قليلة، حتى امتنع العشرات ممن التحقوا بالقوات النظامية، تاركين المعسكر الذي تجمعوا فيه، بحسب ما قال أحدهم لـ "العربي الجديد"، مضيفاً أنّ "النظام خدعهم ولم يفِ بوعده الذي قطعه على نفسه، بأن تكون خدمة الشباب داخل حدود المحافظة للدفاع عنها".

ويوضح أنّ الشباب امتنعوا ليس خوفاً من المعارك أو الموت، "إلا أننا علمنا أنه تم فرزنا على جبهات القتال في محيط اللواء 52 بريف درعا، وهذا مخالف لما تم الاتفاق عليه، ونحن لا نريد أن نقاتل أحداً ولا نريد أن يقاتلنا أحد".

وعلمت "العربي الجديد"، من مصادر أهلية في المحافظة، أن "عدداً من الممتنعين توجهوا إلى قائد مليشيا "شيوخ الكرامة"، وحيد البلعوس، وهو من أبرز قادة المليشيات في محافظة السويداء، مبدين استعدادهم للقتال في صفوف فصيله المسلح.

اقرأ أيضاً السويداء ضد الفتنة: مساعٍ لتحييد المحافظة وإحباط تحريض النظام

ويعرف عن البلعوس سوء علاقته مع النظام، فقد أصدر أخيراً بياناً دعا فيه إلى اعتقال رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، وفيق ناصر، محمّلاً إياه مسؤولية قصف مدينة السويداء، الأسبوع الماضي، بقذائف هاون، تسبّبت في مقتل مدني وجرح آخرين. كما أنه منع خروج عدة قوافل عسكرية محمّلة بالأسلحة الثقيلة، كانت القوات النظامية تحاول إخراجها من المحافظة، ضمن ما قيل إن النظام يعمل على إفراغ المحافظة من الأسلحة الثقيلة، بعدما أفرغ المتحف من محتوياته، والبنوك من القطع الأجنبي، والصوامع من الحبوب.

كما أصدر بياناً مشتركاً بين الفصائل المسلحة في السويداء، باسم "رجال المقاومة في السويداء"، قالوا فيه "إنكم في جبهة النصرة، قد تعدّيتم الحدود في الماضي بالهجوم على قرية داما، وقمنا بتحويل جموعكم إلى أشلاء"، مهددين بالتصعيد، في حال قامت "جبهة النصرة بأي اعتداء آخر.

كما أصدر العديد من الفصائل والتشكيلات المقاتلة المعارضة في درعا، بيانات مكتوبة ومصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت فيها عدم وجود نية لديهم لدخول محافظة السويداء أو قتال الموحدين الدروز، إلّا من قاتلهم، وأن الهجوم الأخير على مطار الثعلة العسكري، ما كان إلا دفاعاً عن المدنيين الذين يقصفون من قبل قطعات المدفعية والطائرات المتمركزة في المطار خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

اقرأ أيضاً: الموحّدون لن يكونوا "لحديّي" سورية

وقال الناطق باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، في تصريح صحافي، إن "لا نية لدى الجيش الحر لدخول المناطق السكنية في محافظة السويداء، وأن الهجوم على مطار أو ثكنة عسكرية فيها مجرمون يلقون البراميل على المدنيين، هو أمر مشروع. فالعمل هو باتجاه دمشق، لكن لن نسمح ببقاء مطار موجود للنظام تخرج منه طائرات لكي تؤمن غطاء جوياً لقوات النظام أو تلقي براميل على المدنيين".

يشار إلى أن السويداء نأت بنفسها عن الصراع المسلح الدائر في البلاد منذ نحو أربع سنوات، رافعة شعار "دم السوري على السوري حرام"، في وقت استضافت به مئات آلاف النازحين معظمهم من درعا، في حين يتخلّف عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية ضمن القوات النظامية أكثر من 16 ألف شاب من السويداء، في وقت تقول مصادر من المحافظة أن "الرقم يصل إلى 22 ألف شاب، إذا ما أضفنا دعوات الخدمة الاحتياطية". 


اقرأ أيضاً: النظام السوري يغذي مخاوف الموحدين لدعمه
المساهمون