كيري في باريس: مباحثات حول النووي الإيراني

08 مايو 2015
خلافات فرنسية ـ أميركية حول النووي الإيراني (Getty)
+ الخط -
شارك وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الجمعة، في الاحتفالات الفرنسية بمرور 70 عاماً على "عيد النصر" على النازية في 8 مايو/أيار 1945، في وقت ينتظر فيه أن تجرى مباحثات بين كيري ونظيره الفرنسي، تتناول الملف النووي الإيراني.

ورافق كيري نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، والرئيس فرانسوا هولاند، في مراسم الاحتفال تحت قوس النصر في جادة الشانزيليزيه، بحضور وفد من قدماء المحاربين الأميركيين.

وألقى كيري كلمة بالفرنسية التي يجيد التحدث بها، أكد فيها على أن "انتصار الحلفاء في الحرب ضد النازية كان انتصارا للأمل ضد الطغيان".

وتأتي زيارة كيري لباريس في سياق سياسي دقيق، بعد زيارة خاطفة قام بها للرياض الأربعاء والخميس الماضيين، أجرى خلالها محادثات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس اليمني المعترف به دولياً، عبد ربه منصور هادي، حول الأوضاع في اليمن.

وكان قد أُعلن عن زيارة كيري للرياض خلال جولته الأفريقية، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى الرياض للمشاركة في القمة الخليجية الاستثنائية كضيف شرف.

واعتبر مراقبون أن الزيارة الأميركية كانت بمثابة ردة فعل سريعة على زيارة هولاند للرياض، والتقارب الفرنسي الخليجي الذي زادت وتيرته في الأشهر الأخيرة، في سياق تصاعد الامتعاض الخليجي من سياسة التقارب الأميركي مع إيران.

اقرأ أيضاً: مناورات أميركية في مناطق شبيهة بالخليج لطمأنة الحلفاء

وسيكون الموضوع الإيراني والتخوفات الخليجية إزاء المطامع الإيرانية في الخليج حاضرين بقوة في المحادثات التي يعقدها كيري اليوم مع نظيره الفرنسي في مقر وزارة الخارجية الفرنسية، لاسيما أن كيري بصدد التحضير لقمة كامب ديفيد التي ستجمع بين الرئيس باراك أوباما، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، في 14 مايو/أيار المقبل، والتي ستتمحور حول تداعيات الاتفاق النهائي المرتقب بين إيران والدول الغربية الكبرى.

ومن المتوقع أن تكون المفاوضات الجارية بشأن هذا الاتفاق حجر الزاوية في المحادثات بين الرجلين، خصوصاً أن هولاند أكد لحلفائه الخليجيين في زيارته الأخيرة أن فرنسا تتشبث بموقف حازم تجاه الطموحات النووية الإيرانية، وأنها لن تسمح باتفاق نهائي إلا مقابل ضمانات قوية ومراقبة دولية فعالة للمنشآت النووية الإيرانية.

كما أن أولاند أعاد التأكيد في الرياض، أن فرنسا ترفض المطلب الإيراني برفع العقوبات الدولية بشكل فوري في حال التوقيع على الاتفاق، وتفضل رفعا تدريجيا لهذه العقوبات بالتوازي مع تكثيف للمراقبة الدولية.

والجدير بالذكر، أن فرنسا كانت على خلاف حاد خلال مفاوضات لوزان الأخيرة مع الولايات المتحدة،  بشأن نقاط عدة في مسودة الاتفاق المرحلي، خصوصاً الضمانات الإيرانية، ورفع العقوبات ومدة الحظر على "برنامج الأبحاث النووية الإيراني"، التي تريدها باريس 15 عاما وليس عشرة. ووصل الخلاف حد عرقلة فابيوس لتقدم هذه المفاوضات ومغادرته لوزان عائدا إلى باريس، وتتطلب الأمر آنذاك تدخلا مباشرا من باراك أوباما الذي هاتف هولاند وضغط بكل ثقله لتليين الموقف الفرنسي.

اقرأ أيضاً: قمة سعودية أميركية يمنية في الرياض
المساهمون