استمع إلى الملخص
- **موقف روسيا من الأزمة الأوكرانية**: أكد لافروف رفض روسيا لصيغة مؤتمر دولي حول أوكرانيا، مشدداً على ضرورة مراعاة الوقائع على الأرض والأقاليم التي ضمتها روسيا، واتهم الغرب بعرقلة التوصل لاتفاقات مع أوكرانيا.
- **الوضع في غزة والعلاقات الروسية الأميركية**: انتقد لافروف التصعيد الإسرائيلي في غزة ودعا لكبح التوترات، وتحدث عن مستقبل العلاقات الروسية الأميركية في حال فوز ترامب، مشيراً إلى اتصالات غير معلنة بين محللين سياسيين من البلدين.
وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقادات شديدة للولايات المتحدة والدول الغربية، أمس الأربعاء، بسبب سياساتها المزدوجة في التعامل مع الحرب الإسرائيلية على غزة المحتلة والشرق الأوسط عموماً والحرب في أوكرانيا. وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة الرسمي في نيويورك حيث تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي. وعقدت روسيا، باعتبارها رئيسة لمجلس الأمن، الاجتماع الشهري حول القضية الفلسطينية على مستوى رفيع ترأسه لافروف بالإضافة إلى اجتماع الأمس حول التعاون الدولي.
أوكرانيا
ورداً على سؤال صحفي حول ما إذا كانت روسيا مستعدة للمشاركة في مؤتمر دولي حول أوكرانيا كالذي عقد في سويسرا قبل قرابة الشهر. قال لافروف " الصيغة التي عرضها الرئيس زيلنسكي غير مقبولة بالنسبة لنا... الجميع يتحدث عن مؤتمر سويسرا ولكن الصين ودولاً أخرى قدمت خططاً وطالبت بعقد مؤتمر يمكن أن يكون مقبولاً لجميع الأطراف، وأكدت على ضرورة أن يتعامل مع الأسباب الأساسية والحقيقية والجذرية للصراع"، وتحدث الدبلوماسي الروسي عما تسميه بلاده "اضطهادات للناطقين بالروسية على مستوى اللغة والثقافة وغيرها في أوكرانيا".
وجدد لافروف تأكيد بلاده أن القرار بشأن تسوية الأزمة في أوكرانيا يجب أن يراعي الوقائع "على الأرض"، داعياً الغرب إلى الكف عن شحن السلاح إلى كييف حتى ينتهي النزاع، وقال لافروف "يجب الكف عن تزويد أوكرانيا بالسلاح وستنتهي الحرب، وسنبحث عن حل يراعي الوقائع على الأرض. ليس على الأرض فحسب، وإنما في الحياة الاجتماعية أيضاً"، وشدد على أن مسألة الأقاليم "الجديدة"، أي مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون في الشرق الأوكراني، التي ضمتها روسيا إثر استفتاءات أحادية الجانب "غير مطروحة للنقاش"، وأضاف: "لا يمكننا التخلي عن الناس مهما تكن الظروف. لم يتم تحرير كامل الأراضي بعد، ولكننا لا يمكننا أن نترك أولئك الذين صوتوا لصالح العودة إلى روسيا تحت نيل نظام يبيد كل ما هو روسي".
وحول اتفاق منسك رأى إنه لو تم تطبيقه لحافظت أوكرانيا على حدودها لعام 1991 بدون شبه جزيرة القرم، واتهم الدول الغربية، لاسيما بريطانيا والولايات المتحدة، بالتدخل في الشؤون الأوكرانية وعرقلة التوصل لاتفاقات مع أوكرانيا قبل الحرب، وقال "في كل مرة أظهرنا فيها حسن النية حول الأزمة الأوكرانية كان الجانب الأوكراني يتراجع" وشدد على ضرورة معالجة الأسباب الحقيقية وراء الصراع بما فيها المشاغل الروسية الأمنية.
غزة والوضع في الشرق الأوسط
وحول الوضع في غزة والشرق الأوسط عموماً والمعايير المزدوجة للولايات المتحدة تجاه المنطقة مقارنة بالحرب في أوكرانيا قال لافروف إن "التصريحات التي أدلت بها القيادة الإيرانية السابقة والتصريحات التي أدلى بها الرئيس المنتخب حديثاً تعكس موقفاً مسؤولاً للغاية، مفاده أن إيران ليست معنية بالتصعيد. وإذا أردنا أن نقرأ التحليلات، بما في ذلك من الولايات المتحدة وأوروبا، فإن المحللين يعتبرون أن إسرائيل هي المعنية بالتصعيد. وأظهر حزب الله انضباطاً إلى حد كبير في ردود فعله، وهو ما أكده أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في تصريحاته". وأضاف في هذا السياق "هناك محاولة لاستفزازهم للاشتباك ودخول حزب الله على الخط والغرض من هذا الاستفزاز، كما يرى المحللون، هو مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر مع قواتها المسلحة في هذا الصراع" وعبر لافروف عن أمله بأن تبقى تلك الأفكار الإسرائيلية مجرد أفكار وأن تبذل الدول الغربية كل ما بوسعها لكبحها وتهدئة التوتر.
وتحدث لافروف عن وقوف أنصار الله إلى جانب الفلسطينيين في محاولة لفك الحصار عنهم ووقف العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل، ووصف في الوقت ذاته عمليات السابع من أكتوبر/ترين الأول الماضي "بالهجوم الإرهابي غير المقبول" وأضاف أنه "بدلاً من أن تقوم الدول الغربية بالتهدئة قامت بالتصعيد". وأشار لافروف إلى استهداف الولايات المتحدة وبريطانيا " لمناطق مختلفة في اليمن دون أن يكون لتلك الأهداف علاقة بأنصار الله"، واصفاً السياسة الأميركية والغربية بقصر النظر وأضاف "رد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الفوري كان إرسال أسطول بدلاً من السعي إلى حل لتهدئة التوترات والعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تم اتخاذها بشأن غزة وبقيت حبراً على ورق."
مستقبل العلاقات الروسية الأميركية
وتحدث لافروف عن مستقبل العلاقات الأميركية الروسية في حال فاز دونالد ترامب بالانتخابات مجدداً مؤكداً ا، بلاده لا تتدخل "في الشؤون الداخلية لأي دولة... عندما كان ترامب رئيساً عملنا معه والتقى بالرئيس بوتين على الرغم من حرب العقوبات الأميركية على روسيا، والتي كان الرئيس باراك أوباما قد بدأها ولكنها استمرت وزادت خلال فترة ترامب بما فيها العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية" مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من ذلك "كان هناك حوار بيننا وبين واشنطن على أعلى المستويات" بينما "حالياً لا يوجد أي حوار من هذا النوع مع إدارة بايدن" وأشار لافروف إلى لقاء بوتين مع بايدن في جنيف عام 2021 ولكن بعد ذلك "لم تكن هناك أي اتصالات على ذلك المستوى الرفيع" مع بدء "عملياتنا الخاصة في أوكرانيا، ورغم توضيحنا بأنه لم يكن أمامنا أي خيار آخر غير الدفاع عن مصالحنا الأمنية".
ولكن لافروف كشف عن إجراء اتصالات بين روسيا والولايات المتحدة بمشاركة محللين سياسيين لمناقشة القضايا ذات الصلة بالنزاع في أوكرانيا، وقال "أجرينا اتصالات غير معلنة مع الأميركيين على مستوى المحللين السياسيين الذين يعرفون بعضهم البعض ويفهمون سياسات حكومتيهم". وأوضح أن الخبراء الروس طرحوا خلال هذه الاتصالات على زملائهم الأميركيين سؤالاً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم إدراج "إلغاء القوانين التي تحظر اللغة الروسية في شتى مجالات الحياة" في أوكرانيا ضمن أي مبادرات سلام مستقبلية، مضيفاً: "قالوا لنا إنهم لا يتدخلون في الشؤون الداخلية الأوكرانية، والقرار متروك لهم (أي للأوكرانيين)".
وكان لافروف قد وصل إلى نيويورك مساء أول أمس الاثنين، فيما يعد زيارة نادرة لمسؤول روسي رفيع إلى دولة غربية، للمشاركة ببضعة اجتماعات لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، في إطار الرئاسة الدورية الروسية للمجلس التي بدأت في 1 يوليو/تموز الجاري.