المخلوع صالح يحاول تقديم نفسه طرفاً سياسيّاً

30 مايو 2015
السعودية أنقذت صالح من الموت المحتم
+ الخط -
يحاول تائهاً، الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، تحسين صورته أمام العالم، تارة من خلال استخدام صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتارة من خلال القنوات الفضائية.

ظهر المخلوع صالح، هذه المرة في مقابلة على شاشة قناة الميادين، أمس الجمعة، 29 مايو/ أيار، دعا من خلالها الدول العربية الى التطبيع مع إسرائيل متجاهلاً الشعار الشهير "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.."، الذي ترفعه جماعة الحوثي المتحالف معها في انقلاب 21مارس/ آذار، ضد حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وبحسب مراقبين سياسيين، فإن المخلوع صالح مازال يحاول تقديم نفسه طرفاً سياسياً، يمتلك من القوة والأوراق، ما يجعله وحلفاءه جزءاً من مستقبل المشهد السياسي اليمني، بهاجمته بقسوة خصومه السياسيين، لكنه فقد السيطرة على شخصيته السياسية، وبات خارج المشهد اليمني كلياً، وحضوره في مستقبل اليمن القادم مستحيل مطلقاً.

اقرأ أيضاً: "فيسبوك" منصّة صالح الوحيدة

المحلل السياسي، عبدالله الأحمدي، قال لـ"العربي الجديد"، إن صالح تخبط كثيراً، في ظهوره الأخير من خلال قناة الميادين القضائية، وأشار إلى أنه تناقض في حديثه ما جعل المشاهد والمتابع يخرج بحقيقة واحدة، هي أن شخص المخلوع علي عبدالله صالح، هو سبب كل الحروب العسكرية، والخلافات السياسية، التي حلت باليمن، وأنه بات مقتنعاً أنه مات سياسياً.

وحول مخرجات الحوار الوطني، الذي عكف عليه 600 شخصية سياسية واجتماعية وأكاديمية من مختلف الأجيال اليمنية، واتفاق جميع المكونات بمن فيهم جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام على مخرجات الحوار الوطني.

وأكد المخلوع صالح، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بمخرجات الحوار. وهنا أوضح الأحمدي، أن حديث صالح بهذه اللغة السياسية الرافضة، لمخرجات الحوار يؤكد، أن المعرقل الحقيقي لتلك المخرجات، هو الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، وذلك من خلال خلق الصراعات السياسية بالتحالف مع جماعة الحوثي، أمام تنفيذ تلك المخرجات منذ أن انتهى من الجلسة الختامية للحوار الوطني في 25يناير/ كانون الأول 2014.

ووصف رئيس أحزاب اللقاء المشترك في تعز، عبدالله حسن خالد، حديث المخلوع صالح عن انتهاء الفترة الرئاسية للرئيس، عبدربه منصور هادي، بمرور العامين، بأنه حديث مثير للسخرية، حيث تحدث وكأنه تربع على كرسي السلطة، كانت ثلاث سنوات، وليس ثلاثة عقود ذاقت فيها اليمن ويلات الحروب، التي مازالت مستمرة حتى اليوم. مشيراً إلى أن المقابلة في مجملها تعكس مستوى الحالة السياسية المنهارة التي يعيشها صالح.

وقال ناشطون، إن الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، أدلى من حيث لا يشعر، باعتراف خطير، حيث اعترف متفاخراً بأنه أضاع على اليمن واليمنيين، أكبر فرصة لنهضة اقتصادية لا يمكن أن يأتي بها الزمن من جديد، وكما يقول الناشطون، بأن تلك الفرصة التي تحدث عن تفاصيلها المخلوع صالح، كانت ستعمل على انتشال البلد من الفقر والانهيار الاقتصادي.

وأقر صالح، أنه تلقى من الجارة الشقيقة المملكة العربية السعودية عرضاً يتضمن استعدادها بتنفيذ مشروع اقتصادي في ‏اليمن، مقابل ترسيم الحدود معها. صالح أكد بأن ‏السعودية عرضت عليه تلك الصفقة الضخمة مراراً في عهد الملك الراحل، فهد بن عبدالعزيز، لكنه رفضها، وقال في حديثه في المقابلة التلفزيونية التي تم عرضها، مساء الجمعة 29 مايو/أيار، على قناة الميادين، حول هذه الجزئية : "غازلونا قبل الوحدة على ترسيم ما تبقى من الحدود في عهد الملك فهد، مقابل مشروع مارشال في اليمن، ورفضت، وبعدين قمت بترسيمها مع الملك عبدالله، وكان شهماً وشجاعاً وقائداً عربيّاً محنكاً، واتفقنا اتفاق الرجال على ترسيم الحدود".

هكذا تحدث صالح، أنه بعد رحيل الملك، فهد بن عبدالعزيز، وقع على ترسيم الحدود، مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وفوت على الشعب اليمني والاقتصاد الوطني فرصة، كانت اليمن ومازالت بحاجة ماسة لها. مشيداً بعلاقته الشخصية المتميزة بالملك عبدالله، واعتبر مراقبون علاقته الشخصية تلك كانت، هي المقابل الوحيد الذي حصل عليه صالح، واستفاد منها شخصياً لبناء إمبراطوريته السياسية والمالية.

اقرأ أيضاً: مضادات الحوثي والرئيس المخلوع تقتل أطفال اليمن

المساهمون