استعدادات إسرائيلية ضدّ إيران: دعاية وتجارب صاروخية وغواصات

03 ابريل 2015
الكشف عن مزايا وقدرات الغواصات المتطورة (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي يواصل فيه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، شنّ حرب دعائية ضدّ إيران والاتفاق المرتقب بينها وبين مجموعة الست، بحجة أنه يعرض السلم والأمن العالميين وأمن إسرائيل للخطر، أعرب رئيس قسم التخطيط في جيش الاحتلال، الجنرال  نمرود شيفر، أنّه لا يسقط من حساباته الخيار العسكري ضدّ إيران.

ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من نتنياهو، في عددها الصادر أمس، مقتطفات من مقابلة مطولة مع شيفر، قال فيها إنّ "الاتفاق المرتقب مع إيران كما يبدو الآن سيكون سيئاً للاحتلال. سنضطر أن نسأل أنفسنا: هل حقاً سيتم توقيع الاتفاق؟ وعندها ما الذي يتعين علينا القيام به، فإذا قام أحدهم بتطوير قنبلة نووية، وقال في الوقت نفسه، إنّه لا حق لإسرائيل في الوجود، فإننا سنضطر إلى التفكير في ما يجب أن نفعله".

وأعلن شيفر أنّ "بمقدور إسرائيل في حال تعلق الأمر بأمنها القومي أن تقوم بعمليات دراماتيكية حادة حتى ضدّ رغبة الولايات المتحدة. وفي حال شعرت أن أمنها متعلق بعمل ما، سوف تقوم به. أعتقد أن كل شريك حقيقي سيقبل بهذا. لا يوجد شريك لوقف المشروع الذري الإيراني حالياً، لكن إسرائيل ستعمل ما سيتوجب عليها عمله لتحقيق ذلك".

تجارب صاروخية
وفيما يبدو أنه جزء من الحرب الدعائية والنفسية ضدّ إيران وحزب الله، أبرزت الصحف الإسرائيلية أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية حققت أمس نجاحاً كبيراً في إطلاق صواريخ "حيتس" ومنظومة "العصا السحرية" لاعتراض الصواريخ. وقالت صحيفة "هآرتس" إن أجهزة الأمن الإسرائيلية أنهت أمس سلسلة تجارب لمنظومة "العصا السحرية"، تمهيداً إلى تحويلها لمنظومة عملية مستخدمة رسمياً في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما يتوقع أن تجري الأجهزة الإسرائيلية تجربة إضافية أخيرة في هذا السياق.

ووفقا لصحيفة "هآرتس" ومواقع إسرائيلية أخرى، فإن صاروخ "العصا السحرية" الذي أطلق في التجربة الأخيرة أمس، تمكّن من إصابة الهدف واعتراض الصاروخ وتفجيره كلياً، وفقاً لما هو مخطط له. ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون قوله أمس، إن سلاح الجو الإسرائيلي يتزود بهذه الصواريخ في العام المقبل.

ونقلت مواقع إسرائيلية أن الهدف من وراء منظومة "العصا السحرية" توفير دفاعات وحماية إضافية للمجال الإسرائيلي من الصواريخ القصيرة ومتوسطة المدى، فيما يفترض بمنظومات "حيتس" (السهم) اعتراض الصواريخ بعيدة المدى. وتسعى إسرائيل إلى تأمين ثلاث طبقات من المنظومات المعترضة للصواريخ "القبة الحديدية" و"العصا السحرية" و"حيتس"، وذلك لضمان تغطية الأجواء الفلسطينية المحتلة كاملة بدفاعات صاروخية لاعتراض الهجمات الصاروخية المتوقعة في حال نشوب حرب أو مواجهة عسكرية.

وكانت تقارير إسرائيلية أشارت أمس إلى أن التقديرات الإسرائيلية تتحدث، فقط في حال اندلاع مواجهة مع حزب الله في لبنان، عن سقوط ما بين 1000-1500 صاروخ يومياً داخل العمق الفلسطيني المحتل، بحسب تقديرات قيادة الجبهة الداخلية لإسرائيل، والتي توقعت وقوع مئات القتلى حتى داخل صفوف المدنيين في إسرائيل.

وإلى جانب تصريحات شيفر أعلاه، وإبراز نجاح تجارب المنظومات الصاروخية المختلفة، فقد بادر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مطلع الأسبوع، إلى الكشف عن مزايا وقدرات الغواصات المتطورة التي حصلت عليها حكومة الاحتلال من ألمانيا، والمعروفة بغواصات "دولفين"، إذ حصلت إسرائيل على خمس غواصات لغاية الآن. وبرغم أنّ آخر غواصة ضمن هذه السلسلة، وهي "أحي تنين" وصلت إلى إسرائيل في أغسطس/أب الماضي، وكان نتنياهو في مقدّمة مستقبليها في ميناء إيلات، غير أن الجيش الإسرائيلي، قام بجولة للصحافين ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية، قبل أربعة أيام لاستعراض قدرات هذه الغواصة، باعتبارها أحد أهم الأدوات الإسرائيلية للرد على "الخطر الإيراني" وذراعاً طويلة قادرة على البقاء تحت سطح الماء لفترات طويلة، يمكنها من التوغل في أعماق مياه "العدو" من دون اكتشافها.

ووفقاً لموقع "يديعوت أحرونوت"، فإن الغواصة الجديدة "أحي تنين" مزودة بأجهزة اتصالات متطورة لجمع المعلومات الاستخبارية، ناهيك عن قدرتها على إطلاق صواريخ تحمل رؤوساً "خطرة" في تلميح إلى قدرة الغواصة على إطلاق صواريخ ذات رؤوس نووية.

ونقل الموقع عن مصادر في سلاح البحرية الإسرائيلية قولها إن "سرب الغواصات الإسرائيلية يعمل داخل عمق العدو بشكل فتاك وبتفوق وبسرية كاملة". وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال يواصل تفعيل سرب الغواصات من طراز "دولفين"، بما فيها الغواصة الجديدة "أحي تنين"، في جملة من المهام، وبالأساس في  جمع المعلومات حتى على مسافة آلاف الأميال البعيدة عن الأراضي المحتلة.

وتعمل إسرائيل عبر التركيز على تكثيف المعلومات الاستخباراتية، مستعينة بسرب الغواصات الجديدة، التي من المقرر أن تنضم إليها في الصيف المقبل غواصة خامسة، على محاولة تقديم أدلة على دعاية  نتنياهو بأن إيران لن تلتزم ببنود الاتفاق، وأنها تواصل خرقه في مسعاها إلى الوصول لدولة حافة نووية، يمكنها في حال قررت ذلك تطوير سلاح نووي خلال فترة لا تتعدى نصف عام.
المساهمون