مصير مجهول ينتظر قرار إنشاء قوة عربية مشتركة

30 مارس 2015
قوة عربية مشتركة تحتاج لتوافق مصري سعودي (الأناضول)
+ الخط -
أقرّ البيان الختامي للقمة العربية التي أنهت أعمالها، أمس الأحد، إنشاء قوة عربية مشتركة، وهو مطلب شدد عليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة خلال الشهور القليلة الماضية، خصوصا مع تصاعد التوتر مع تنظيم "داعش" الذي ذبح 21 مصريا قبطيا في فبراير/شباط الماضي، وعدم قدرة قوات اللواء خليفة حفتر التي يدعمها السيسي على حسم صراعها مع قوات فجر ليبيا، المدعومة من المؤتمر الوطني العام في طرابلس.

وأعلن السيسي، أمس الأحد، عن تشكيل فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء، لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء القوة العربية المشتركة وتشكيلها.

وقال أمين عام الجامعة العربية الذي تلا البيان الختامي للقمة: "نؤكد احتفاظنا بكافة الخيارات المتاحة، بما في ذلك اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لإنشاء قوة عربية مشتركة، لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا ولصيانة الأمن القومي العربي".

اقرأ أيضاً: قمة شرم الشيخ تقرّ تشكيل قوة عربية مشتركة

وجاء إعلان القمة العربية على وقع حملة "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد المليشيات الحوثية في اليمن، وقالت الرياض إن تسعة دول تشاركها في هذه الحملة، من بينها جميع الدول الخليجية باستثناء سلطنة عمان.

وكان اجتماع لوزراء الخارجية العرب، الخميس الماضي، أقر "بالإجماع" تشكيل قوة عربية مشتركة.

لكن أيا من الاجتماعين (الزعماء ووزراء الخارجية) لم يحدد شكل هذه القوة العسكرية المقترحة، وحجمها ومهماتها والحالات التي تتدخل فيها.

ويبدو أن تأثير "عاصفة الحزم" على قرار تشكيل قوة عربية مشتركة بدا "غير واضح"، في ظل الحماسة "الضعيفة" التي تبديها السعودية لتشكيل مثل هذه القوة، كما أن تباين ردود فعل أطراف الحكومة المصرية تجاه "عاصفة الحزم" مع الساعات الأولى لها، شكك في حجم التنسيق بين مصري والسعودية اللتين يعول عليهما في قيادة القوة المقترحة.

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن الخبير العسكري المصري بهجت خليل، أن الأنظار تتجه إلى الدول العربية التي تملك قوات على أرض الواقع مثل السعودية ومصر والأردن.

لكن بهجت يشير إلى أن تكوين تلك القوة الآن يحتاج إلى كثير من النظر، لأن دولا عربية عديدة توجد فيها صراعات، ولا تملك جيوشا فعلية تمكنها من المشاركة بالقوة المقترحة.

ويشير بهجت "ضمنا" إلى انشغال جيوش دول مثل العراق وسورية والسودان في صراعات داخلية، بينما تعاني معظم الدول العربية الأخرى من ضعف مؤسساتها العسكرية.

كما نقلت وسائل إعلام عربية عن اللواء محمد غباري، أن القوة هذه يجب أن تكون "دفاعية" في المقام الأول، لا "هجومية"، وهي القضية التي ستكون مثار جدل في ظل الشكوك التي تدور حول النوايا الحقيقية لبعض الأطراف العربية من وراء القوة المشتركة.

وفي مقابلة له مع وسائل إعلام عربية، نشرت اليوم الاثنين، رفض وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة مساهمة بلاده "بوحدات مقاتلة"، وقال إنها ستكتفي بتقديم الدعم اللوجستي كما تفعل مع القوة الإفريقية المشتركة.

ورأى أن انضمام الدول لهذه القوة العسكرية العربية المشتركة يجب أن يكون "اختياريا، وهذا يعني إذا تطوعت بعض الدول لتشكيل القوة وامتنع البعض الآخر، فهذا لا يعني التمييز بين أعضاء الجامعة العربية".

وكان نظام السيسي دفع باتجاه تدخل عسكري في ليبيا قبل شهر، لكن هذا المسعى أحبط بعد أن قوبل برفض شديد من أطراف دولية، مثل إيطاليا وبعض الدول الأورربية، كما اتهم حينها بالسعي إلى استغلال حادثة مقتل الأقباط المصريين للتدخل في ليبيا، ودعم القوى الحليفة له بقيادة اللواء خليفة حفتر، بينما اتهمه آخرون بالسعي للسيطرة على منطقة الهلال النفطي شمال شرق البلاد.

واقترح الوزير الجزائري أن تكون قيادة أركان القوة داخل جامعة الدول العربية، "لأن القوة ليست غاية في حد ذاتها، وإنما الجوانب السياسية هي التي تحكم هذه القوة".

وكانت مصادر أكدت لـ "العربي الجديد" أن الاختيار وقع على السودان ليكون مركزاً لقوات الدفاع العربية المشتركة، التي من المقرر تشكيلها.

لكن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، علي الصادق، قال لـ"العربي الجديد"، إن "القضية سابقة لأوانها، وإنه لم يتم حتى الآن طرح موضوع استضافة السودان لتلك القوات".

اقرأ أيضاً: الخرطوم "عاصمة" القوّة العربيّة المشتركة

دلالات