اليمن: تصعيد المليشيات يسبق محادثات السلام

04 ديسمبر 2015
يحاول الحوثيون استغلال تصعيدهم كورقة في المفاوضات (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -

رفعت مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من تصعيدها الميداني في اليمن، وخصوصاً في المناطق الحدودية مع السعودية، مع تزايد الأنباء عن اقتراب عقد محادثات جنيف 2 حول اليمن، والتي ذكرت معلومات أنها قد تُعقد في حدود العاشر من شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وكثّف الحوثيون هجماتهم أخيراً على مناطق قرب الحدود الشمالية الغربية مع السعودية. في المقابل أعلنت مصادر سعودية مقتل أعداد كبيرة من الحوثيين والموالين لصالح في المناطق الحدودية. وأعلنت مصادر حوثية أكثر من مرة خلال الأيام الماضية تنفيذ هجمات بالقذائف المدفعية والصاروخية (الكاتيوشا في الأغلب)، ضد مواقع حدودية مع جيزان وعسير ونجران، وهي المناطق التي ترتبط جميعها بحدود مع محافظة صعدة معقل الحوثيين، من جهة اليمن.

في المقابل أكدت مصادر سعودية وقوع هجمات وصفتها بـ "الانتحارية"، إذ واجهتها المقاتلات السعودية وأسقطت العشرات إلى المئات من المسلحين على المناطق الحدودية، وحسب المصادر، فإن نحو 170 قتلوا في يوم واحد، على الحدود مع منطقة جيزان.

وكان لافتاً أن التصعيد الأخير ترافق مع التحضيرات المستمرة لمحادثات السلام، وهو ما يُفسره مراقبون بسعي الحوثيين وحلفائهم لجعل الحدود مع السعودية نقطة في أي محادثات، وبما يضغط على الجانب السعودي.

وعززت تصريحات للمتحدث الرسمي باسم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) محمد عبدالسلام، التأكيدات بسعي الجماعة لجعل الحدود ورقة في المحادثات، إذ أعلن، أنه بمجرد أن ينتهي ما وصفه بـ"العدوان السعودي" ستتوقف "المواجهات على الحدود اليمنية السعودية". واعتبر أن ما يجري هناك هو "في سياق الخيارات الاستراتيجية التي أعلن عنها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي"، في إشارة إلى تصريحات شهيرة لزعيم الجماعة في يوليو/تموز الماضي، أشار فيها إلى سعي جماعته للوصول إلى حوار سياسي يزيل "مخاوف الدول المجاورة".

اقرأ أيضاً: عشرات القتلى الحوثيين في معارك على حدود السعودية وتعز

إلى ذلك، يستغل الحوثيون هجماتهم للتعبئة المعنوية والإعلامية بالدرجة الأولى ويحرصون على تصوير مشاهد للهجمات في المناطق الحدودية وبثها في القنوات التابعة لهم، لرفع معنويات أتباعهم المقاتلين في الجبهات الداخلية وتصوير الحرب بينهم وبين السعودية وليس بين حكومة وخارجين عليها.

من جهة أخرى، سادت عدن، أمس الخميس، حالة تأهب أمني، مع تردد أنباء عن احتمال وصول المبعوث الأممي الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد إليها، للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لاطلاعه على مشاوراته مع الحوثيين والرئيس المخلوع، مقابل احتمال إطلاع هادي لولد الشيخ أحمد على بعض ملاحظات السلطة الشرعية على جدول محادثات جنيف، وبعض الإجراءات الفنية، وفق ما كشف مصدر سياسي لـ "العربي الجديد".

كما أشارت مصادر إلى أن مشاورات بين هادي وولد الشيخ أحمد لن يغيب عنها على الأرجح طرح موضوع وقف إطلاق نار يستبق مؤتمر جنيف 2، لكن الموضوع نفسه يحظى بتشكيك من كثيرين في جدية تطبيقه، إضافة إلى أن المعطيات الميدانية، تشير إلى أن هناك تصعيداً من قبل الطرفين، ولا سيما المليشيات. ويرجح البعض فشل أي وقف لإطلاق النار، فيما يذهب البعض أيضاً إلى حد عدم التفاؤل بإمكانية التوافق على حل سلمي، معللين ذلك بأن الموضوع تحوّل إلى ثأر وانتقام، من قِبل مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع، إذ بات الانتقام من الشرعية والداعمين لها، دافع المليشيات للقتال. وبات هذا الحال يفرض نفسه على قيادة المليشيات، وتعمل على ترسيخه لتزيد من صمودها. حتى أن العديد من الناشطين الموالين للمليشيات، يؤكدون أنهم سينتقمون من كل شخص او طرف أيّد الشرعية أو التحالف.

في سياق آخر، انسحب مقاتلو تنظيم "القاعدة" من مدينة جعار في أبين، بعد سيطرتهم عليها لبعض الوقت، كما أفادت وكالة "رويترز". وكانت المدينة شهدت الأربعاء يوماً دامياً بعد مواجهات بين اللجان الشعبية و"القاعدة"، بعد هجوم للأخير على جعار ومنطقة المخزن، والسيطرة عليهما، وملاحقة قيادات اللجان الشعبية، وهو الهدف الأساسي من عملية القاعدة في جعار.

هجوم "القاعدة" انطلق من مدينة زنجبار مركز المحافظة، باتجاه السيطرة على منطقة المخزن ثم اقتحام مدينة جعار مقر قيادة اللجان الشعبية ومكان تواجدها، فيما كان "القاعدة" متواجداً في زنجبار منذ أشهر، ولم يعلن عن ذلك في ظل غياب أي تحرك للشرعية في ضبط الأمن، وفق ما تقول مصادر لـ"العربي الجديد". لذلك يرى البعض أن الهجوم لم يكن بهدف السيطرة على جعار بقدر ما كان الهدف منه الثأر أو الانتقام و"تأديب" قيادات اللجان الشعبية بحجة استمرار مضايقتها لعناصر التنظيم في مناطقها والمخاوف من هجوم عليها وفق روايات متعددة.

اقرأ أيضاً: تضارب الأنباء حول انسحاب القاعدة من مناطق في أبين

المساهمون