حراك السويداء يرفض انتخابات مجلس الشعب: أداة بيد النظام

12 يوليو 2024
من تظاهرات السويداء جنوبي سورية، 12 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دعا المتظاهرون في السويداء إلى مقاطعة انتخابات مجلس الشعب، معتبرين المجلس غير شرعي في ظل حكومة الاستبداد وحزب البعث، وشددوا على النضال السلمي والمطالبة بالحقوق المشروعة.
- بدأت حملات المقاطعة بطباعة شعارات ورفع لافتات، وقام مجهولون بتمزيق الملصقات المناهضة ولصق صور بشار الأسد، مما دفع الناشطين لتمزيقها، مؤكدين أن مقاطعة الانتخابات ستصيب النظام بمقتل.
- تشهد السويداء توتراً أمنياً بعد احتجاز مجموعات محلية لعناصر وضباط النظام، ورفضت إطلاق سراحهم قبل وصول المعتقلين إلى السويداء، فيما سلمت حركة "رجال الكرامة" جثة علاء الجبر عزام.

دعا المتظاهرون في ساحة الكرامة بمدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، السوريين إلى مقاطعة انتخابات مجلس الشعب المقررة في 15 يوليو/تموز الجاري، تعبيراً عن رفضهم مجلساً يمثل سلطة نظام بشار الأسد. كما دعا الحراك الشعبي، الذي يقترب من دخول عامه الأول، إلى "النضال السلمي والمطالبة بالحقوق المشروعة"، عبر استخدام جميع الوسائل والقنوات "الممكنة" بعيداً عن العنف.

وأكد المتظاهرون عبر الصور والشعارات التي رفعوها عدم شرعية مجلس الشعب في ظل "حكومة الاستبداد وحزب البعث الحاكم"، واعتبروا أن من يساهم بصوته أو حضوره إلى المراكز الانتخابية هو "أداة رخيصة للسلطة الحاكمة وفرصة لتحسين صورة النظام عبر وسائل الإعلام الرسمية".

وقال الناشط علي حرب في حديث لـ"العربي الجديد": "إن كان الانتخاب واجباً وطنياً كما يتغنى النظام، فالواجب الأقدس أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وغير مجيرة لصالح جهة حزبية مستبدة، في مخالفة واضحة للدستور أولاً، وفي تزوير صريح لنتائجها ثانياً"، مضيفا أن "الرضوخ للأمر الواقع والمساهمة في هذه المسرحية الهزلية يعتبر تواطؤاً ضد الدستور والقانون".

الصورة
من التظاهرات في مدينة السويداء جنوبي سورية، 12 يوليو 2024 (العربي الجديد)
من التظاهرات في مدينة السويداء جنوبي سورية، 12 يوليو 2024 (العربي الجديد)

وبدأت منذ أيام حملات لمقاطعة الانتخابات، المزمع إجراؤها، في قرى وبلدات السويداء بطباعة شعارات ورفع لافتات في الشوارع وعلى جدران الأبنية الحكومية، تطالب الأهالي برفض "مشاركة النظام وتسويق جرائمه عبر مجلس لم يخدم الشعب يوماً منذ عقود". ورداً على ذلك، قام مجهولون خلال فترة منتصف ليل الأربعاء بتمزيق تلك الملصقات المناهضة للانتخابات، ثم تمزيق صور قادة الثورة السورية الكبرى ولصق صور رئيس النظام بشار الأسد مكانها، ليرد ناشطون في وضح النهار بتمزيق صور الأسد. وقالوا: "لا مكان لصور الأسد الذي باع مقدرات البلاد لإيران وروسيا بين صور أبطال قدموا دماءهم وضحوا بأموالهم لتحرير سورية من نير الاحتلال الفرنسي".

وقال الناشط منيف رشيد إن "النظام أفلس وبدأ يتخبط ويتلوى، وأثبتت الأيام أنه لم يستطع القضاء على ثورة السويداء السلمية رغم كل محاولاته الإعلامية واللوجستية لإفشالها، لذلك بدأ يستخدم لغة الاستفزاز المباشر". وأضاف لـ"العربي الجديد": "قد يزعمون أن الإقبال على الانتخابات غير مسبوق، من خلال فبركات إعلامية والتصريح بعدد كبير من الأصوات، لكن القاصي والداني يعرف كيف تجري الأمور، والأساليب التي يتبعها هذا النظام لم تعد تخفى على أحد، لذلك مجرد مقاطعة الانتخابات - ولو لم يعترف النظام - سوف تصيبه بمقتل".

من جانبها، اعتبرت الناشطة الحقوقية سلام عباس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المواطن الذي رضي على نفسه أساساً الترشح لعضوية مجلس لا يجرؤ على ممارسة حقوقه وواجباته الدستورية يندرج تحت نوعين من الأشخاص، الشخص الأول غير مدرك للدستور والقانون السوريين وتلك مصيبة، والنوع الآخر يعرف الدستور والقانون ويعرف أنهما منتهكان من قبل السلطة التنفيذية، وأن المجلس التشريعي لا يعدو كونه مصفقاً وأداة للسلطة التنفيذية، لكنه لا يبالي بذلك وهمه الوحيد هو الحصول على الحصانة لحماية مفسدة ما يقوم بها".

وقالت عباس إن الدعوات لمقاطعة الانتخابات "حق دستوري وقانوني ضد أي محاولة إخلال بتطبيق مواد الدستور"، مشيرة إلى أنه "من الممكن ألا تنجح مساعي المحتجين في منع هذه المسرحية المسماة بالانتخابات، "لكن يكفي إيصال الرسالة إلى هؤلاء أنكم غير شرعيين".

تواصل التوتر في السويداء

ولا تزال السويداء تشهد توتراً أمنياً كبيراً بعد احتجاز مجموعات محلية عدداً من العناصر والضباط من الجيش والشرطة التابعين للنظام، وذلك على خلفية اعتقال سلطات النظام عدداً من أبناء المحافظة في أوقات مختلفة أثناء توجههم إلى لبنان. رفضت المجموعات طلب الوسطاء إطلاق سراح العناصر المحتجزين، الخميس، قبل وصول المعتقلين إلى السويداء، وبقي الأمر معلقاً وقابلاً للتصعيد من الجهتين.

في الوقت نفسه، سلّمت حركة "رجال الكرامة"، الخميس، جثة علاء الجبر عزام، الذي قُتل قبل يومين أثناء مداهمات لرجال الحركة في بلدة عريقة رداً على أعمال سلب وخطف قامت بها عصابة "الجبر". وأصدرت عائلة الجبر عزام بياناً اعتبرت فيه أن حادثة مقتل ولدها "قضاءً وقدراً، ولا تدعي على أية جهة في مقتله".

المساهمون