قراءة أردنية لاستحالة الاتفاق حول قائمة موحدة للإرهاب بسورية

22 ديسمبر 2015
قال جودة إنّ القائمة تعكس مواقف الدول(تيموثي كلاري/فرانس برس)
+ الخط -
تفضح التصريحات الأردنية الشحيحة والمتحفّظة حول قائمة الجماعات الإرهابية في سورية والتي فرغت من تنسيق الجهود في إعدادها، بحسب ما أُعلن خلال اجتماع مجلس الأمن، يوم الجمعة الماضي، الفجوة والتضارب في القوائم المتعددة، ما يهدّد القائمة الموحّدة التي قيل يوم تكليف الأردن بإنجازها، أنّها "ستشكل خدمة للحلّ السياسي في سورية".

وقال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، عقب اجتماع مجلس الأمن، إنّ شهراً كاملاً من التنسيق الأردني لم يتعدّ سوى ترتيب أبجدي في قائمة واحدة لأسماء الجماعات التي تضمّنتها قوائم وردت من 17 دولة.

القائمة التي لا تزال طيّ التكهنات، وتتضارب التصريحات حول عدد الجماعات المدرجة عليها، والتي تجمع التقارير على أنها 160 جماعة ومنظمة إرهابية، تتسابق الدول للاعتراض عليها، في تأكيد لما كان متوقعاً منذ البداية. ورفضت إيران على لسان نائب وزير خارجيتها، أمير عبداللهيان، ما سمته "قائمة عمّان" بعد ساعات من إعلان إنجازها. فيما قالت وسائل إعلام إيرانية، إنّ الرفض مردّه ورود اسم "الحرس الثوري" الإيراني ضمن القائمة، من دون أن تؤكد ذلك مصادر رسمية إيرانية.

وردّ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي كان أول من أعلن تكليف الأردن بالقائمة، وذلك على هامش اجتماعات فيينا التي عقدت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الروسية، أمس الأوّل السبت، أنّ الأردن أدرج جميع أسماء الجماعات التي وردته من الدول، وهو ما جعل "التضارب طبيعياً".

في هذا الصدد، يتوقع مسؤول أردني، في حديث لـ"العربي الجديد"، مزيداً من الانتقادات للقائمة، قائلاً إنّ "كل دولة تدعم تنظيما معيّنا سترفض وجوده في قائمة الإرهاب". ويؤكد المسؤول ذاته، أنّ "القائمة المُقدّمة ليست نهائية والمفاوضات ستجري حولها بين جميع الأطراف التي شاركت بوضعها، وصولاً إلى قائمة تكون مَحلّ إجماع، وإعلانها متروك للدول المشاركة في مفاوضات فيينا".

اقرأ أيضاً الأردن ومهمة "القوائم الإرهابية": مصاعب وتحديات

وينصبّ الجهد أردنياً على رفض محاولات إلصاق القائمة بالمملكة، والتأكيد على الدور الذي قامت به من تنسيق للجهود، وهو الدور المُرجّح أن تكون المملكة كُلّفت به بناءً على طلب منها. لذلك، شدّد جودة في تصريحاته على أنّ "القائمة بالمنظمات الإرهابية التي قامت الأردن بتنسيق العمل على بلورتها، تعكس مواقف جميع الدول المشاركة في عملية فيينا". وهو الكلام ذاته الذي يكرّره المسؤولون والإعلام الأردني بشكل مكثّف.

ويشير الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، إلى أنّ "التضارب والخلاف حول القائمة قبل الكشف عنها، يدلّ على أنها ستغضب جميع الأطراف عند صدورها. ويفسر في حديثه لـ"العربي الجديد" ذلك، قائلاً، "طبعاً إيران لن توافق على إدراج الحرس الثوري، كما سترفض السعودية إدراج أحرار الشام، ولن تقبل روسيا بوضع تشكيلات من القوات السورية ضمن اللائحة، كما سترفضها تركيا إذا لم تدرج الجماعات الكردية".

ويعتبر أبو هنية أنّ القائمة التي كان يُراد من تشكيلها أن تكون جزءاً من حلّ الأزمة السورية، ستصبح جزءاً من مضاعفة تعقيد المشهد السوري بأبعاده السياسية والعسكرية، نتيجة لتباين مصالح ومواقف الدول المختلفة من النظام السوري والجماعات التي تقاتله.

وكان المحامي المتخصص في القضايا الأمنية، حاتم الغويري، الذي عمل سابقاً قاضياً عسكرياً في محكمة أمن الدولة، أكّد لـ"العربي الجديد"، عقب تكليف الأردن بتنسيق إعداد القائمة، "استحالة الوصول إلى قائمة دقيقة ومتّفق عليها". ولفت الغويري، إلى أنّ "معايير كل دولة في تصنيفها للجماعات والمنظمات الإرهابية، ووجود مصالح للعديد من هذه الدول على الساحة السورية، وتقديمها الدعم والمساندة لجماعات ومنظمات، يجعل الوصول إلى قائمة موحّدة مستحيلاً".

اقرأ أيضاً: الأردن في Mission Impossible

المساهمون