دونالد ترامب يستخدم التصريحات العنصرية لخدمة استراتيجيته الانتخابية

10 ديسمبر 2015
المرشح دونالد ترامب يتعمد الاستفزاز (فرانس برس)
+ الخط -

تصريحات دونالد ترامب المستفزة والعنصرية، والتي هاجم فيها بشكل كبير المسلمين، من خلال الادعاء زيفاً بأنهم مجدوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ودعوته مؤخراً إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأميركية، لا يبدو أنه يطلقها من فراغ وبشكل عشوائي.


فبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن ترامب الذي وصف المكسيكيين بـ"المغتصبين"، وشكك في مصداقية خصومهم السياسيين، وتهكم على مظهرهم الخارجي، فضلا عن ادعاءاته الزائفة والعنصرية بحق المسلمين، تمكن من الصعود إلى الواجهة كأكثر المرشحين حظا، لنيل ثقة الحزب الجمهوري، لخوض المنافسة على منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية.

مقال الصحيفة أضاف أنه رغم أن جل التوقعات كانت تشير إلى أن خطاب ترامب القائم على التمييز والتفرقة، وحملة التنديد الواسعة التي ترافقه، سيؤدي إلى عرقلة حملته الانتخابية، إلا أن العكس هو ما حصل بعدما جعلته التصريحات المستفزة والمواقف المثيرة للجدل يتصدر المشهد في السباق نحو الرئاسيات الأميركية.

كما لفت المقال إلى أنه قد يبدو للبعض أن حملة ترامب مجرد خبط عشواء ونشاز انتخابي، إلا أن هذا الأخير يظل مرشحا منتظما في عمله ويعي جيدا ما يريد، وفق تقييم أجرته الصحيفة للخطابات التي أدلى بها، والمقابلات الصحافية، والآلاف من التغريدات على موقع "تويتر"، خلال الأشهر الستة الماضية.

وذكرت الصحيفة أن ترامب يقدم عددا لا يحصى من الوعود، ويخوض في الملاسنات، ويقوم بنعت خصومه بأقبح الصفات، وكل ذلك بسرعة مذهلة. وأضافت أنه يحاول دائما مهاجمة مجموعة من الأشرار، بمن في ذلك المهاجرون، الذين لا يملكون وثائق إقامة رسمية، والمسلمون، والمرشحة البارزة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلنتون، ومنافسوه داخل الحزب الجمهوري، وكذا وسائل الإعلام.

كما أضافت الصحيفة إلى أنه يحاول كذلك أن يبقي مواقفه مثيرة للجدل، من خلال الإدلاء بسلسلة من التصريحات المستفزة، ويظهر رغبة كبيرة في عدم الرجوع للخلف، حتى حينما تختلط عليه الوقائع، ولا ينسى أبدا أن يشن هجمات عنيفة على كل من يتجرأ على انتقاده.

الصحيفة قالت، في المقابل، إن أنصار ترامب يعتبرونه شخصا قادرا على حل المشاكل ولا يتورع عن التحدث بدون قيود، عكس الساسة التقليديين الذين تخلوا عنهم. كما أضافت الصحيفة أن ترامب لم يخصص الكثير من المال لحملته الانتخابية، بيد أنه نجح في تصدر المشهد الإعلامي، فيما ظل منافسوه داخل الحزب الجمهوري على الهامش في الظل.

المساهمون