أولويات الجبهات تُفرمل تقدّم "سورية الديمقراطية"

10 نوفمبر 2015
شيّعت "وحدات حماية الشعب" 8 عناصر لها (Getty)
+ الخط -
لم تنجح قوات "سورية الديمقراطية"، التي تم تشكيلها الشهر الماضي من ائتلاف واسع من المليشيات القومية الكردية والعربية والسريانية، بريف الحسكة السوري، في تحقيق تقدّم هام على حساب قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، المُحصّنة في القرى الواقعة بين بلدتي تلحميس والهول، في ريف الحسكة الشرقي، وتدافع منها عن مناطق سيطرتها في ريفي الحسكة الشرقي والجنوبي.

في هذا السياق، يوضح الناشط حسن المسلط، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "قوات سورية الديمقراطية، فشلت في تحقيق تقدّمٍ يُذكر على حساب داعش في ريف الحسكة الشرقي، على الرغم من الهجمات العنيفة التي شنّتها على نقاط تمركز التنظيم في المنطقة، يومي الأحد والإثنين".

ويُضيف المسلط أن "قوات سورية الديمقراطية هاجمت، من قرية غزالة، مواقع داعش في قرية بير جعفر. كما هاجمت قريتي البصيرة وتل حنطة، الواقعتين تحت سيطرة التنظيم، من دون أن تتمكن من السيطرة عليهما. وهاجمت أيضاً، منطقة البحرة الخاتونية، بريف بلدة الهول، من دون أن تحرز تقدماً ملحوظاً أيضاً".

وقد أسفرت الاشتباكات المستمرة بين قوات "سورية الديمقراطية" و"داعش"، عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجانبين، تحديداً بعد استهداف التنظيم "وحدات حماية الشعب" الكردية، المنضوية ضمن قوات "سورية الديمقراطية" بسيارتين مفخختين، شمال بلدة الهول. وبموازاة ذلك، استهدف طيران التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، بقيادة الولايات المتحدة، التنظيم قرب خطوط الاشتباك بريف الحسكة الشرقي، وفي منطقة فوج الميلبية، الذي يسيطر عليه "داعش"، جنوبي مدينة الحسكة. 

اقرأ أيضاً: الاتحاد الديمقراطي الكردي يستخدم العنف لفض مظاهرة مناهضة له 

وكانت "وحدات حماية الشعب"، قد شيّعت، أمس الإثنين، ثمانية من مقاتليها، بينهم امرأة، قضوا أثناء الاشتباكات، التي استمرت حتى وقت متأخر بعد منتصف ليل الأحد ـ الإثنين. وجرى التشييع في بلدة المالكية، التي تسيطر عليها "الوحدات"، في أقصى شمال شرق ريف الحسكة.

وفي سياق بطء عمليات قوات "سورية الديمقراطية"، علمت "العربي الجديد"، من مصادر مقرّبة من التشكيلات العشائرية العربية في تلك القوات، أن "خلافات كبيرة اندلعت في صفوفها، بسبب عدم نجاح العمليات العسكرية ضد داعش حتى الآن".

وتُفيد المعلومات بأن "التشكيلات المكوّنة من مليشيات عشائرية عربية، وتجمّعات لفصائل صغيرة تابعة للمعارضة السورية، كانت تُفضّل أن تبدأ قوات سورية الديمقراطية، الهجوم على داعش في مدينة الرقة، المُعتبرة عاصمة التنظيم في سورية، إلا أن وحدات حماية الشعب الكردية، فضّلت أن تبدأ الهجوم على التنظيم في منطقة ريف الحسكة".

وتكشف مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن "وحدات حماية الشعب، تصف الرقة بأنها منطقة عديمة الفائدة بالنسبة لها، بسبب تركيبتها الديمغرافية العربية، وبسبب عدم احتوائها على آبار للنفط، عكس منطقة ريف الحسكة، الغنية بالنفط، التي تسعى وحدات حماية الشعب إلى بسط نفوذها عليها". وتُعتبر تلك الحقول الأكبر في سورية على الإطلاق، وكانت تنتج ما يزيد عن 220 ألف برميل يومياً من النفط الثقيل، قبل اندلاع الثورة السورية (2011).

وقد خرجت معظم هذه الحقول عن سيطرة النظام مع نهاية عام 2012، لتسيطر عليها المعارضة قبل أن تخسرها لصالح "داعش"، مطلع العام الماضي، مع احتفاظ "وحدات حماية الشعب" بالسيطرة على الحقول التابعة للرميلان والسويدية، في أقصى شرق محافظة الحسكة، والتي يبلغ عددها 1322 بئراً. وكانت حقول السويدية تُكنّى بلقب "درّة الحقول السورية"، لوصول حجم إنتاجها عام 2010، لنحو 112 ألف برميل نفط يومياً.

وتتكوّن قوات "سورية الديمقراطية"، التي حظيت بدعم عسكري من الولايات المتحدة، من ائتلافٍ يضمّ "وحدات حماية الشعب" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، بزعامة صالح مسلم، بالإضافة إلى قوات "حماية المرأة" التابعة لـ"الاتحاد الديمقراطي" أيضاً، وقوات "جيش الصناديد"، التابعة لشيخ عشيرة شمّر السورية، حميدي دهام الجربا.

وتضمّ القوات أيضاً، "كانتون الجزيرة" التابع لـ"الإدارة الذاتية" الكردية، التي أنشأها "الاتحاد الديمقراطي" في مناطق سيطرته، وقوات "بركان الفرات"، و"جيش الثوار"، و"ألوية الجزيرة". وتُعدّ جميع تلك التشكيلات صغيرة ومكوّنة من مقاتلين عرب وقوات "المجلس العسكري السرياني"، المكوّن من مقاتلين سريان مسيحيين، من أبناء منطقة الجزيرة. ويغيب النظام بشكل كامل عن الصراع الحالي في الحسكة، على الرغم من تواجد قواته في مدينة الحسكة، وفي منطقة فوج كوكب، في شمالها، وفي مدينة القامشلي الواقعة على الحدود السورية ـ التركية.

اقرأ أيضاً سورية: ارتفاع حدة المواجهات بريف حلب وسط موجة نزوح
المساهمون