ملك المغرب: التعاون جنوب ـ جنوب ليس ترفاً سياسياً

29 أكتوبر 2015
العاهل المغربي دعا لتعاون بين دول الجنوب (و.م.ع)
+ الخط -
دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى "فضاء لإرساء نموذج للتعاون جنوب - جنوب فعال، تضامني ومتعدد ‏الأبعاد، يقوم على ‏الاستثمار الأمثل للطاقات والثروات التي تزخر بها بلداننا"، مشددا على ‏ضرورة أن يتحرر هذا التعاون من إرث ‏الماضي، وأن يتوجه لخدمة المصالح الإستراتيجية ‏لهذه البلدان.‏


وأشاد بموقف جمهورية الهند إزاء قضية الصحراء ‏المتنازع حولها بين المملكة ‏وجبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال أقاليم الصحراء عن ‏المغرب، معربا عن أسفه من مواقف بلدان أخرى اختارت ‏بحسبه تبني "أطروحات متجاوزة".‏

وقال العاهل المغربي، اليوم الخميس في خطاب ألقاه في القمة الثالثة لمنتدى الهند إفريقيا، ‏الذي تحتضنه نيودلهي ‏ويحضره زهاء 54 زعيما ورئيسا من القارة الإفريقية إلى جانب ‏الحكومة الهندية، إن الهند أبانت عن موقف بنّاء من ‏الصحراء، بدعمها مسار الأمم المتحدة ‏لحل النزاع المفتعل".‏

وبين الملك محمد السادس أن "التعاون جنوب-جنوب، ليس مجرد شعار أو ترف سياسي، بل ‏هو ضرورة ملحة تفرضها ‏حدة وحجم التحديات التي تواجه بلداننا، بحيث لا يمكن معها ‏الاعتماد على أشكال التعاون التقليدية، التي أصبحت غير ‏قادرة على الاستجابة للحاجيات ‏المتزايدة لشعوبنا‎".

واغتنم العاهل المغربي فرصة تواجده بالقمة الإفريقية الهندية ليدعو دول القارة السمراء إلى ‏‏"اعتماد مقاربة شمولية ‏تقوم على إرساء تعاون وثيق مع الهند"، بالنظر لتداخل التحديات ‏التنموية، والتهديدات الإرهابية غير المسبوقة، مبرزا ‏أن "الأمن والاستقرار هما عماد التنمية، ‏وبدونهما لن تتمكن دولنا من النهوض بأوضاعها الاجتماعية ومبادراتها ‏التنموية‎".

ودعا دول الجنوب إلى وضع ثقتها في دول الجنوب، واستثمار ثرواتها ومؤهلاتها في خدمة ‏التقدم المشترك لشعوبها ‏من أجل اللحاق بالدول الصاعدة، وقال "سبق أن طالبنا إفريقيا بوضع ثقتها ‏في إفريقيا. واليوم، ندعو دول الجنوب ‏لوضع ثقتها في دول الجنوب، واستثمار ثرواتها ‏ومؤهلاتها في خدمة التقدم المشترك لشعوبها من أجل اللحاق بالدول ‏الصاعدة‎"‎.

ولم يفت العاهل المغربي أن يبدي إعجابه بتجربة الهند في تطوير نموذج تنموي رائد، مكّنها ‏من الارتقاء إلى مصاف ‏القوى الصاعدة، مشيرا إلى أن ما يؤهل الهند لهذه المكانة هو ما ‏تتميز به سياستها الخارجية من اتزان ومسؤولية، في ‏احترام الشرعية الدولية، والوحدة الترابية ‏للدول، والدفاع عن مصالح الدول النامية وقضاياها العادلة‎.‎

اقرأ أيضا: المغرب يضخ دماء جديدة في السلك الدبلوماسي

المساهمون