قوات الشرعية والتحالف تخوض معارك لتحرير تعز عبر محورين

01 أكتوبر 2015
باب المندب له أهمية استراتيجية كبيرة (Getty)
+ الخط -

عقب إعلان تحرير مضيق باب المندب وجزيرة ميون، اليوم الخميس، تتجه قوات الشرعية والتحالف إلى تحرير محافظة تعز ‏عبر محورين، الأول ينطلق من باب المندب لتحرير الساحل الغربي وصولاً إلى ميناء المخا، والثاني من خلال تحرير منطقة ‏كرش والتقدم نحو المنفذ الشرقي للمدينة والذي يخضع لسيطرة الحوثيين.‏


وكانت مليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، تسيطر على جزيرة ميون التي تقع بالقرب من ‏مضيق باب المندب، كما تسيطر على اللواء "17 مشاة" الذي يشرف على تأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي.‏

ويقع مضيق باب المندب، الذي يفصل الجزيرة العربية عن أفريقيا، على مقربة من مدينة تعز التي تشهد معارك طاحنة. ‏وسيطرت المقاومة الشعبية على المدينة، فيما يسيطر الحوثيون على المنطقة الساحلية وعلى ميناء المخا على بعد 80 كيلومترا ‏غرب تعز، وعلى المواقع العسكرية التي تشرف على المضيق.‏

اقرأ أيضا: اليمن: قوات الشرعية تسيطر على مضيق باب المندب

وأكد مسؤول الرصد في المقاومة الشعبية بتعز، زكريا الشرعبي، لـ"العربي الجديد" أن معارك عنيفة تخوضها المقاومة ‏والشرعية بدعم من قوات التحالف في منطقتي ذباب والوازعية التي تتبع محافظة تعز وتشرف على باب المندب من ناحية ‏اليابسة.

وأكد الشرعبي لـ"العربي الجديد" أنه ليس هناك قوة عسكرية تحركت لأجل تحرير تعز تحديدا، ‏لكنه اعتبر أن تحرير ميناء المخا سيسرع عملية تحرير تعز‎.‎

وأوضح أن التعزيزات العسكرية التي وصلت من التحالف والمنطقة العسكرية الرابعة إلى منطقة ‏باب المندب، هدفها منع وصول السلاح إلى الحوثيين، وأشار إلى أنها ستعمل أيضا على تحرير ‏المناطق المطلة على باب المندب والتي تتبع محافظة تعز.‏‎ ‎

وأكد أن قوات التحالف والشرعية ستواصل التقدم وصولا إلى تحرير ميناء المخا ومحيطه‎ .‎

واعتبر متحدث المقاومة أن تحرير المخاء يخدم تعز ويمنحها شريانا للتنفس ووصول ما تحتاج إليه ‏من مواد غذائية ومشتقات نفطيه ودواء وربما سلاح.‏

وقال الشرعبي إن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية وبعد تطهير باب المندب، تخوض معارك عنيفة مع الحوثيين في منطقة ‏العمري بمديرية ذباب، كما تخوض معارك في قرية الأغبرة بمديرية الوازعية.‏

وأشار الشرعبي إلى أن المواجهات تجري تحت غطاء جوي من التحالف وبمشاركة مروحيات الأباتشي، وأن عشرات الحوثيين ‏سقطوا قتلى وجرحى، وتمكن أفراد المقاومة في الوازعية من أسر 10 من مقاتلي الحوثي، فيما قتل 7 أفراد من المقاومة.‏


وأوضح أن معارك أخرى تدور في منطقة كرش بعد وصول تعزيزات عسكرية من المنطقة الرابعة العسكرية والتحالف.‏

وأكد مصدر عسكري رفيع لـ"العربي الجديد" أن قوات الشرعية والتحالف أرسلت، صباح اليوم الخميس، عشرات الآليات ‏العسكرية والمقاتلين إلى محافظة تعز لمساندة المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ حمود المخلافي.‏

وأشار إلى أن التعزيزات انطلقت من المنطقة الرابعة في عدن مروراً بالعند، التي خرجت منها آليات عسكرية وعربات نقل جند ‏إضافية على متنها مقاتلون متجهة إلى تعز.‏
وقال إن المنطقة العسكرية الرابعة أرسلت التعزيزات إلى شمال وغرب عدن لتأمين الوضع العسكري أولا، بعد محاولات ‏الحوثيين التقدم نحو لحج، ثم التوجه لإسناد المقاومة في تعز.‏

اقرأ أيضا: توافق أميركي خليجي على حل الأزمة اليمنية "سلمياً"

وأكد القيادي في المقاومة بعدن، العميد عيدروس الزبيدي، مشاركة المقاومة في عمليات تحرير المندب وتعز، وقال في ‏تصريحات: "نحن مع التحالف العربي حتى تحرير ‫صنعاء".‏

وقال أحد سكان جزيرة ميون المطلة على باب المندب لـ"العربي الجديد" إن عشرات الآلاف من سكان الجزيرة نزحوا منها عقب ‏سيطرة الحوثيون، إلى مناطق ذباب والوازعية، غرب تعز.‏

وأشار إلى أن مليشيا الحوثيين تركت عددا قليلا من العتاد والأفراد في الجزيرة لكنها قامت بزرع آلاف الألغام، وقال إن الجزيرة ‏أصبحت ملغمة بالكامل.‏
وتبعد جزيرة ميون عن ميناء عدن مسافة 100 ميل بحري و200 ميل عن جزيرة كمران، وهي تقع في مضيق باب المندب على ‏بعد ميل ونصف الميل من الساحل العربي و11 ميلا من الساحل الأفريقي.‏

وتعدّ السيطرة على مضيق باب المندب نقطة تحول في الحرب ضد الحوثيين، بحسب محللين.‏

وأكد المحلل اليمني المتخصص في شؤون البحر الأحمر، عبدالله دوبله، أن الحديث عن استعادة باب المندب هو أمر مهم للتحالف ‏لمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين بحسب قرار مجلس الأمن 2216. وقال دوبله لـ"العربي الجديد": "لا يوجد، الآن، أي قوات ‏نظامية في المنطقة بعد سيطرة الحوثيين على اللواءين 17، و55 الذي ذهب أفراده وقياداته إلى البيوت، الواضح أن مليشيات ‏الحوثي هي من تتواجد هناك". ‏

وأشار إلى أن قاعدة معسكر خالد بن الوليد، التي يمكن القول إن ثمة عسكراً يوالون صالح فيها شرق المخاء، لا تبعد عن باب ‏المندب سوى 100 كيلو متر، وإن على التحالف السيطرة على القاعدة العسكرية لبسط سيطرته على باب المندب.‏

وتكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضاناً للسفن، حيث يربط بين البحر ‏الأحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة ‏السويس وممر مضيق هرمز.‏

وكان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قد تقدم في كلمته، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بالشكر لدول التحالف العربي ‏على تجاوبها مع طلبه بالتدخل العسكري، والتي قال إنها جاءت حتى لا يسقط البلد في أيدي التجربة الإيرانية، التي قال إنها تسعى ‏للسيطرة على باب المندب.‏

اقرأ أيضا: إدارة أوباما تعارض تفتيش السفن التجارية المتجهة لليمن