11 يوماً من معركة الأمعاء الخاوية في تونس: تدهور صحة 3 مضربين ونقل زهير إسماعيل إلى المستشفى

02 يناير 2022
أصبح مقر الإضراب ملتقى للوجوه اليسارية والقومية والإسلامية والحقوقية (Getty)
+ الخط -

يواصل المضربون عن الطعام "رفضاً للانقلاب"، برعاية مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، معركة الأمعاء الخاوية التي تدخل يومها الـ11، مؤكدين عزمهم على الاستمرار بالعزيمة نفسها؛ رغم تدهور صحة ثلاثة مضربين ونقل أحدهم إلى المستشفى بسبب الإنهاك وتراجع وضعهم الصحي.

ونقل الجامعي والباحث في مركز الدراسات والبحوث الاقتصاديّة والاجتماعيّة المضرب عن الطعام زهير إسماعيل إلى المستشفى بعد هبوط حاد أصابه، ما دفع الفريق الصحي المرافق لإضراب الجوع إلى الاستنجاد بالإسعاف ونقله لإجراء فحوصات معمقة.

وعاينت اليوم اللجنة الصحية كلاً من عز الدين الحزقي وأحمد الغيلوفي وزهير إسماعيل، بعد أن تدهور وضعهم الصحي.

ويحاول المضربون عن الطعام إظهار جلدهم وصبرهم على مواصلة معركة الأمعاء الخاوية، رغم الإنهاك البادي على وجوههم وتراجع مؤشراتهم الصحية.

وأكد الناشط السياسي المضرب عن الطعام رفضاً للانقلاب أحمد الغيلوفي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "من يخوضون إضراب الجوع هم جملة من المثقفين والمناضلين الذين تمرسوا بمثل هذه الممارسات، وعندهم عقيدة ديمقراطية راسخة، ومستعدون لأن يدفعوا بالإضراب إلى أقصاه".

وتابع: "مصرون أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد الاعتقالات والفوضى السلطوية الأخيرة، ونحن نحتج على ما وقع من عنف غير مسبوق لقمع احتجاجات 17 و18 ديسمبر/كانون الأول من الآلة الأمنية، والفض الوحشي للاعتصام، والتضييقات لمنع المحتجين والمتظاهرين من الالتحاق بالوقفة وتقطيع أوصال البلاد ووضع حواجز في مختلف جهات البلاد".

وأضاف: "نحن نحتج على الطبقة السياسية المتناحرة والمقسّمة التي مهدت بأخطائها للانقلاب، ونعتبر أن الانقلاب لن يرفع إلا متى اجتمع الديمقراطيون في جبهة سياسية واسعة، وكتبوا عقداً اجتماعياً للسنوات المقبلة، يحكمون على أساسه".

وقال الغيلوفي لـ"العربي الجديد": "نحن نعلم جيداً أن المعركة ما زالت طويلة، وتحدي إبلاغ رسالتنا إلى التونسيين ليس بالهين"، مشيراً إلى أن "الإضراب نديره باقتدار، حيث تعقد ليلياً حوارات فكرية وسياسية لنسج مشترك وطني يقوم على التعايش ورفض الإقصاء".

وبين الغيلوفي أن "مقر الإضراب أصبح ملتقى للوجوه اليسارية والقومية والإسلامية والحقوقية، ومن مختلف التيارات، ما جعل رئيس سلطة الانقلاب يستشعر الخطر".

وبيّن المتحدث أن "إضراب الجوع أربك سلطة الانقلاب، وضيّق الخناق حولها، ما دفعها إلى القيام بردات فعل انفعالية وميكانيكية تجسدت باعتقال نور الدين البحيري، وذلك بهدف الحيلولة دون تجمع العائلة الديمقراطية والمعارضين، وللتودد ومغازلة خصوم النهضة ببعث إشارات إلى أنه بدأ في تصفيتهم".

المساهمون