واستشهد الشاب الفلسطيني إسلام حرز الله (28 عاماً)، مساء اليوم الجمعة، برصاص الاحتلال شرقي غزة، بحسب ما أفاد مراسل "العربي الجديد".
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتظاهرين الفلسطينيين، في نقاط التماس، شرقي مدينتي غزة وخان يونس بجنوب القطاع، وبحسب وزارة الصحة في غزة سجلت 701 إصابة بجراح مختلفة واستنشاق غاز، وبين المصابين 17 من الطواقم الطبية والصحافيين.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن "خروج عشرات الآلاف اليوم في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، للجمعة الثالثة، يؤكد مرة أخرى مواصلة الشعب الفلسطيني مسيرة نضاله حتى تحقيق أهدافه بالحرية والعودة".
وأكد قاسم أن "محاولات الاحتلال لإرهاب الشعب الفلسطيني فشلت كما كل مرة في تحقيق أهدافها، فلدى جماهيرنا من مخزون الثورة والتضحية ما يمكنه من الوصول إلى غاياته الكبرى".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد واصل حالة التأهب على الحدود مع قطاع غزة، وقام بإرسال قوات معززة إلى منطقة الشريط الحدودي، ونشر عشرات القناصة، منذ ساعات الصباح المبكر اليوم، بحسب ما أورد موقع "يديعوت أحرونوت".
وشارك آلاف الفلسطينيين في أداء صلاة الجمعة، أمام خيام المسيرات قبالة الحدود الشرقية للقطاع، التي تفصلهم عن الأراضي المحتلة عام 1948، في مشهد بات يتكرر كل جمعة.
ومنذ إطلاق الفلسطينيين "مسيرة العودة"، في 30 مارس/ آذار الماضي، بذكرى "يوم الأرض"، استشهد 32 فلسطينياً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بعدما استهدفهم قرب السياج الحدودي في غزة، ولم تسلّم قوات الاحتلال الإسرائيلي جثماني اثنين من الشهداء، وأُصيب 2850؛ منهم 1296 بالرصاص الحي والمتفجر، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وللجمعة الثانية على التوالي، أشعل الفلسطينيون إطارات السيارات، استكمالاً لعنوان المحطة الثانية من الفعاليات "جمعة الكاوتشوك"، يوم الجمعة الماضي، وذلك بهدف حجب الرؤية عن جنود الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة المتظاهرين العزّل حماية أنفسهم من القناصة.
ووصلت الفعاليات إلى ذروتها عند عصر الجمعة، إذ بدأ توافد العائلات الفلسطينية بشكل جماعي للانضمام إلى خيام المسيرات، وتبقى حتى المساء.
وتزامنت "مسيرة العودة" مع إحياء "يوم الأرض"، الذي يخلّد كل 30 مارس/ آذار مقتل ستة فلسطينيين دفاعاً عن أراضيهم المصادرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1976.
"العفو" تطالب بحماية المتظاهرين
في غضون ذلك، دعت منظمة "العفو" الدولية سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إلى "وضع حد فوري للقوة المفرطة والمميتة"، التي تُستخدم لقمع المظاهرات الفلسطينية في غزة.
وجدّدت المنظمة، مقرها لندن، دعوتها إلى "إجراء تحقيقات مستقلة وفعّالة في التقارير التي تفيد بأنّ الجنود الإسرائيليين استخدموا الأسلحة النارية بشكل غير قانوني، وغير ذلك من القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل".
وقالت ماجدالينا مغربي، نائب المدير الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، في بيان نشرته "العفو" على موقعها الإلكتروني، إنّه "على مدار الأسبوعين الماضيين، راقب العالم بفزع كيف أطلقت القوات الإسرائيلية القوة المفرطة والمميتة ضد المتظاهرين، بمن فيهم الأطفال، الذين يطالبون فقط بوضع حد لسياسات إسرائيل الوحشية تجاه غزة، وبحياة كريمة".
وأضافت أنّه "يجب على السلطات الإسرائيلية أن تتراجع عن سياساتها على وجه السرعة، وأن تلتزم بواجباتها القانونية الدولية. يجب التحقيق في استخدامهم المرعب للذخيرة الحية ضد المتظاهرين العزل، والوفيات الناتجة عن ذلك، يجب التحقيق بها على اعتبار أنّها عمليات قتل غير قانونية محتملة".
وأُطلقت حركة الاحتجاج على مدة ستة أسابيع، تستمر حتى ذكرى النكبة الفلسطينية منتصف مايو/ أيار المقبل، وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طُردوا منها، وللمطالبة أيضاً برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.