شهدت المنطقة الواقعة جنوب مدينة رفح المصرية، أمس الجمعة، اعتداء إرهابياً جديداً وُصف بـ"الأعنف"، منذ بدء العمليات المسلحة في سيناء منذ 3 أعوام، بعد استهداف مجموعة من عناصر تنظيم "ولاية سيناء"، نقطة ارتكاز أمنية تابعة للجيش المصري، وتشغلها الكتيبة (103) التي تضم نحو 100 عنصر، معظمهم من قوات الصاعقة، بالإضافة إلى قطع من المدرعات والدبابات، ما أدى بحسب مصادر قبلية وطبية إلى مقتل العديد من عناصر الجيش.
كما كشفت مصادر قبلية مطلعة لـ"العربي الجديد"، مساء أمس الجمعة، أن تنظيم "ولاية سيناء" المسلح، ربما يكون قد تمكّن من اختطاف عدد من الجنود المصريين في الاعتداء الإرهابي. وأوضحت المصادر ذاتها أن عدداً من الجنود ما زالوا في عداد المفقودين بعد حصر أعداد القتلى الذين بلغوا 23 والجرحى 33، من قوات الارتكاز الأمني الذي تعرض للهجوم في منطقة البرث، جنوب رفح، في محافظة شمال سيناء.
وبدأ هجوم التنظيم، الذي يوالي "داعش"، بحسب مصادر قبلية محلية، باستخدام 3 سيارات مفخخة، يُرجّح أنه تم الاستيلاء عليها في وقت سابق، وتحمل أطناناً من المتفجرات، وانفجرت في أبراج المراقبة ومباني الجند. ثم تبع ذلك قصف كثيف بمدافع الهاون من مسافات بعيدة للتغطية على الهجوم الثاني الذي تم باستخدام أكثر من 15 سيارة دفع رباعي.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري لـ"العربي الجديد"، بأن "جثث القتلى وصلت على مرحلتين للمستشفى، ففي الدفعة الأولى وصلت 12 جثة، بينها جثة العقيد أركان حرب، أحمد منسي، قائد الكتيبة، وبعد ساعات وصلت الدفعة الثانية وكانت 7 جثث" قبل أن يرتفع عدد الضحايا. وأشارت إلى أن "4 من المصابين توفوا بعد وصولهم المستشفى، بينهم ضابط برتبة نقيب يدعى خالد المغربي".
اقــرأ أيضاً
وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن الهجوم أدى إلى القضاء على كافة عناصر الارتكاز الأمني، وإيقاعهم بين قتيل وجريح، مشيرةً إلى أن عدد الضحايا كبير، لأن الهجوم أدى إلى تدمير الموقع بالكامل. وأوضحت المصادر نفسها أن الساعات المقبلة ستكشف الحصيلة الحقيقية للضحايا.
من جهته، نشر الجيش المصري صور جثث 5 قتلى يرتدون الزي العسكري قال إنها تعود لمهاجمي الارتكاز الأمني، على الرغم من أنه أعلن عن "مقتل 40 إرهابياً" في عملية إحباط للهجوم الذي استهدف النقاط الأمنية جنوب مدينة رفح.
وكان لافتاً، نشر صورة للعقيد منسي، بصحبة سالم أبولافي، وهو من أبناء سيناء، الذين قتلهم تنظيم "ولاية سيناء"، قبل نحو شهرين، بذريعة تعاونه مع الجيش واشتراكه في قتل 7 من أبناء المنطقة، كانوا مختطفين قسرياً، في الحادث الذي أثار استنكاراً واسعاً من المنظمات الحقوقية الدولية، والمحلية. وأشارت مصادر قبلية إلى أن منسي، كان الضابط المسؤول عن تسليح قبيلة الترابين، ومسؤول الاتصال مع أفرادها.
ويبدو أن تنظيم "ولاية سيناء" المسلح، الذي أعلن قبل نحو عامين، مبايعته، لما يسمى تنظيم "داعش" قد نفذ الاعتداء الإرهابي الجديد، مستغلاً ركون قوات الأمن المصرية إلى الهدوء الذي ساد مناطق شمال سيناء ووسطها منذ عدة أسابيع، ربما اعتماداً على أن التنظيم في حالة لا تعينه على الهجوم جنوب رفح، حيث منطقة "البرث" التي تتمركز فيها المجموعات العسكرية التابعة لقبيلة الترابين المساندة للجيش، وفي أطرافها يتمدد التنظيم ليصل إلى قرى جنوب رفح والشيخ زويد، بسيطرة ميدانية مستمرة منذ عدة أشهر.
وتبنى تنظيم "داعش" هجوم رفح، مساء الجمعة، وأدعى في بيان قتل 60 عسكرياً مصرياً، بالإضافة لمقتل 5 من أفراده.
مخاوف من اعتداءات جديدة
ويعزز اعتداء "البرث" المخاوف من اعتداءات جديدة قد تطاول قوات الجيش والشرطة. وفي موازاة الاعتداء الذي استهدف الجيش في سيناء، أكد مصدر رسمي في وزارة الداخلية المصرية، أمس الجمعة، مقتل النقيب إبراهيم عزازي شريف عزازي، الضابط بقطاع الأمن الوطني، في عملية إطلاق نار استهدفته أثناء خروجه من صلاة الجمعة بأحد مساجد محافظة القليوبية. وكان قد لقي ضابطا جيش متقاعدان وجندي مصرعهم في هجوم بالرصاص يوم الأربعاء الماضي، على محطة لتحصيل الرسوم على طريق في محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة. ومساء الخميس أصيب مجند ومدني في هجوم بالرصاص على تمركز أمني على طريق آخر في الجيزة.
ويأتي الاعتداء في سيناء في ظل التفاهمات المتنامية بين الاستخبارات المصرية وحركة حماس في قطاع غزة، بما يضمن تحقيق تسهيلات للقطاع، مقابل شروط أبرزها الحفاظ على أمن الحدود بين مصر وغزة. وكانت مصادر مصرية وفلسطينية بارزة قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن المطالب المصرية من حركة "حماس"، تتعلق بتشديد الإجراءات الأمنية على الشريط الحدودي بين سيناء وقطاع غزة. وقالت المصادر، التي اطلعت على نتائج المشاورات بين مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري، ووفد "حماس" الذي ترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار، وزار القاهرة مطلع يونيو/ حزيران الماضي، إن "المسؤولين المصريين وجّهوا تساؤلاً واضحاً لقيادات الحركة بشأن وصول أسلحة ثقيلة ونوعية لعناصر تنظيم ولاية سيناء".
في غضون ذلك، أثار الاعتداء مواقف منددة عدة، إذ دانت "حماس" الهجوم "الإرهابي الجبان"، معتبرة أنه "يستهدف أمن واستقرار الأمة العربية". وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان صحافي، إن الحركة تدين "العمل الإجرامي الذي استهدف جنوداً مصريين في سيناء وأودى بحياة العديد منهم وجرح آخرين". واعتبر أيضاً أن "الهجوم لا يستهدف أمن مصر واستقرارها فحسب، بل أمن الأمة العربية جمعاء واستقرارها". كذلك دانت السفارة الأميركية لدى القاهرة الحادث. وكتبت السفارة عبر حسابها الرسمي على "تويتر" أن "هجوماً إرهابياً شنيعاً آخر في مصر. الولايات المتحدة تقف مع مصر ضد الإرهاب".
اقــرأ أيضاً
وأفادت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري لـ"العربي الجديد"، بأن "جثث القتلى وصلت على مرحلتين للمستشفى، ففي الدفعة الأولى وصلت 12 جثة، بينها جثة العقيد أركان حرب، أحمد منسي، قائد الكتيبة، وبعد ساعات وصلت الدفعة الثانية وكانت 7 جثث" قبل أن يرتفع عدد الضحايا. وأشارت إلى أن "4 من المصابين توفوا بعد وصولهم المستشفى، بينهم ضابط برتبة نقيب يدعى خالد المغربي".
من جهته، نشر الجيش المصري صور جثث 5 قتلى يرتدون الزي العسكري قال إنها تعود لمهاجمي الارتكاز الأمني، على الرغم من أنه أعلن عن "مقتل 40 إرهابياً" في عملية إحباط للهجوم الذي استهدف النقاط الأمنية جنوب مدينة رفح.
وكان لافتاً، نشر صورة للعقيد منسي، بصحبة سالم أبولافي، وهو من أبناء سيناء، الذين قتلهم تنظيم "ولاية سيناء"، قبل نحو شهرين، بذريعة تعاونه مع الجيش واشتراكه في قتل 7 من أبناء المنطقة، كانوا مختطفين قسرياً، في الحادث الذي أثار استنكاراً واسعاً من المنظمات الحقوقية الدولية، والمحلية. وأشارت مصادر قبلية إلى أن منسي، كان الضابط المسؤول عن تسليح قبيلة الترابين، ومسؤول الاتصال مع أفرادها.
ويبدو أن تنظيم "ولاية سيناء" المسلح، الذي أعلن قبل نحو عامين، مبايعته، لما يسمى تنظيم "داعش" قد نفذ الاعتداء الإرهابي الجديد، مستغلاً ركون قوات الأمن المصرية إلى الهدوء الذي ساد مناطق شمال سيناء ووسطها منذ عدة أسابيع، ربما اعتماداً على أن التنظيم في حالة لا تعينه على الهجوم جنوب رفح، حيث منطقة "البرث" التي تتمركز فيها المجموعات العسكرية التابعة لقبيلة الترابين المساندة للجيش، وفي أطرافها يتمدد التنظيم ليصل إلى قرى جنوب رفح والشيخ زويد، بسيطرة ميدانية مستمرة منذ عدة أشهر.
وتبنى تنظيم "داعش" هجوم رفح، مساء الجمعة، وأدعى في بيان قتل 60 عسكرياً مصرياً، بالإضافة لمقتل 5 من أفراده.
مخاوف من اعتداءات جديدة
ويأتي الاعتداء في سيناء في ظل التفاهمات المتنامية بين الاستخبارات المصرية وحركة حماس في قطاع غزة، بما يضمن تحقيق تسهيلات للقطاع، مقابل شروط أبرزها الحفاظ على أمن الحدود بين مصر وغزة. وكانت مصادر مصرية وفلسطينية بارزة قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن المطالب المصرية من حركة "حماس"، تتعلق بتشديد الإجراءات الأمنية على الشريط الحدودي بين سيناء وقطاع غزة. وقالت المصادر، التي اطلعت على نتائج المشاورات بين مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري، ووفد "حماس" الذي ترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار، وزار القاهرة مطلع يونيو/ حزيران الماضي، إن "المسؤولين المصريين وجّهوا تساؤلاً واضحاً لقيادات الحركة بشأن وصول أسلحة ثقيلة ونوعية لعناصر تنظيم ولاية سيناء".
في غضون ذلك، أثار الاعتداء مواقف منددة عدة، إذ دانت "حماس" الهجوم "الإرهابي الجبان"، معتبرة أنه "يستهدف أمن واستقرار الأمة العربية". وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان صحافي، إن الحركة تدين "العمل الإجرامي الذي استهدف جنوداً مصريين في سيناء وأودى بحياة العديد منهم وجرح آخرين". واعتبر أيضاً أن "الهجوم لا يستهدف أمن مصر واستقرارها فحسب، بل أمن الأمة العربية جمعاء واستقرارها". كذلك دانت السفارة الأميركية لدى القاهرة الحادث. وكتبت السفارة عبر حسابها الرسمي على "تويتر" أن "هجوماً إرهابياً شنيعاً آخر في مصر. الولايات المتحدة تقف مع مصر ضد الإرهاب".