أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بأنّ هناك حالة إجماع في إسرائيل على "الاستعداد لدفع الثمن" مقابل صفقة تبادل محتجزين مع حركة حماس.
وادعى مسؤولون إسرائيليون كبار، في حديثهم مع الصحيفة، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل جهودها للدفع قدماً بصفقة تؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وجاء على لسان المسؤولين، الذين لم تسمّهم الصحيفة، أن الصفقة التي كانت حماس مهتمّة بها في بداية الحرب هي صفقة أسرى فلسطينيين مقابل محتجزين إسرائيليين، أما الآن "فلم يعد الأسرى يشكّلون المطلب الرئيسي للحركة، بل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع وضمانات دولية تسمح لها بالبقاء في السلطة في غزة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تسمّه، قوله إنّ إسرائيل تعمل من خلال القنوات القطرية والمصرية والأميركية، معرباً عن أمله أن يقود ذلك إلى تغيير في الوضع، مضيفاً أن "لدى حماس أيضاً مصلحة في هدنة كبيرة ووقف لإطلاق النار، لأننا نعمل على تعميق الإنجاز العسكري في جنوب قطاع غزة. هناك احتمال أن تكون لحماس مصلحة في وقف إطلاق النار حتى تتمكن من تنظيم نفسها. نحن مستعدون لوقف القتال".
من جانب آخر، أوضح المسؤول الإسرائيلي أن "توقف القتال سيعطي حماس إمكانية التعافي على المستوى اللوجستي والعسكري، وستحصل على أسرى".
محاولات تحديد أماكن المحتجزين مستمرة
في غضون ذلك، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، بأذرعها العسكرية والاستخبارية، محاولاتها لتحديد أماكن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
ورغم الحديث الإسرائيلي المتواصل عن تسخير إمكانيات تكنولوجية ووسائل متقدّمة في عمليات البحث عن المحتجزين، إلا أنها لم تحقق شيئاً، كما واجهت إسرائيل إخفاقات أدت في كثير من الأحيان إلى قتل محتجزين بدل إنقاذهم.
وأكد مسؤولون إسرائيلون، في حديثهم مع الصحيفة، أن "جهوداً كبيرة تبذل لمحاولة تحديد مكان المحتجزين باستخدام التقنيات العسكرية والأساليب المتطورة".
وأضافوا أن "غزة هي منطقة حرب، إنها ليس منطقة آمنة، وبالتالي نحن نبذل جهداً استخبارياً هائلاً للحصول على المعلومات، مع الحرص على عدم إلحاق الأذى بهم (أي المحتجزين). المخاطر موجودة طوال الوقت".
وتحدثت مصادر الصحيفة عن صفقة الأدوية التي جرت قبل أيام، مشيرةً إلى أنه لا تتوفر معلومات لدى إسرائيل عما إذا كان المحتجزون الإسرائيليون في غزة قد تلقّوها.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة، لم تسمّه، إن "قطر هي التي اتفقت مع حماس على طريقة نقل الأدوية إلى المختطفين، وإن إسرائيل تصر الآن على أن يواصل القطريون الضغط على الحركة لتحقيق ذلك".
في غضون ذلك، من المنتظر أن يلتقي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، غداً الاثنين، ممثلي عائلات المحتجزين، بمبادرة من منسّق ملف "الأسرى والمفقودين" غال هيرش. وسيكون هذا اللقاء هو العاشر لنتنياهو مع العائلات منذ اندلاع الحرب.
وتصاعد أخيراً حراك عائلات المحتجزين التي باتت تمارس ضغوطاً أكبر على الحكومة الإسرائيلية، من أجل منح الأولوية لإعادة أبنائها من قطاع غزة.
وتزداد التخوفات من أن العملية العسكرية المستمرة من قبل جيش الاحتلال في قطاع غزة قد تؤدي إلى مقتل من بقوا على قيد الحياة من المحتجزين الإسرائيليين.
في السياق، تظاهر آلاف الإسرائيليين، الليلة الماضية، في تل أبيب ومناطق أخرى، مطالبين بإعادة المحتجزين، كما طالب عدد كبير منهم في نفس التظاهرات بإجراء انتخابات مبكّرة للكنيست الإسرائيلي.