انتخب نواب الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة الثانية للبرلمان)، يوم الثلاثاء، يائيل برون بيفيه، المقربة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيسة للجمعية، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب.
وحصلت برون بيفيه العضو في حزب "النهضة" ("الجمهورية إلى الأمام" سابقا)، على 242 صوتا أي الغالبية المطلقة للأصوات خلال الدورة الثانية من التصويت.
ويأتي انتخاب برون بيفيه في أعقاب تعرض تحالف "معا" الذي يتزعمه ماكرون، لانتكاسة كبيرة حيث فشل ائتلافه السياسي في الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية، الأمر الذي قد يدفعه للتحالف مع أحزاب المعارضة لتشكيل الحكومة، أو المضيّ في حكومة أقلية قد تنتهي إلى حل البرلمان.
فمن هي برون بيفيه، أول امرأة تتولى منصب رئيسة الجمعية الوطنية في تاريخ فرنسا؟
ولدت يائيل برون بيفيه في مدينة نانسي، شرقي فرنسا، لعائلة من يهود أوروبا الشرقية كانت استوطنت فرنسا في ثلاثينيات القرن الماضي، هربا من "معاداة السامية" في وطنها الأم، بحسب إعلام فرنسي.
برون بيفيه محامية جنائية، قامت ببناء مسيرتها القانونية في باريس قبل أن توقفها في منتصف الثلاثينيات من عمرها لتتبع زوجها، وهو مسؤول تنفيذي في شركة مستحضرات التجميل الفرنسية العملاقة "لوريال"، إلى تايوان واليابان، حيث ولد اثنان من أبنائهما الخمسة.
عادت برون بيفيه إلى فرنسا مع عائلتها في 2012، بعد قضاء 7 سنوات في الخارج لتنتقل إلى القيام بأعمال غير ربحية، حيث فتحت مطبخ حساء وقدمت مساعدات قانونية مجانية لمحاربة الإقصاء الاجتماعي في ضواحي باريس.
تقول برون بيفيه إنها لطالما صوتت لصالح الحزب الاشتراكي الفرنسي قبل أن تختار حزب الرئيس ماكرون الوليد "إلى الأمام" في 2016، وهو حركة سياسية وسطية كانت تعهدت بتجاوز الانقسام القديم بين اليمين واليسار، وممارسة السياسة بشكل مختلف والاستفادة من مواهب المجتمع المدني.
دخلت برون بيفيه حلبة الانتخابات للحصول على مقعد تشريعي في ضواحي باريس عام 2017 وفازت، كجزء من الأغلبية المطلقة المريحة لماكرون في فترة الولاية الأولى في الجمعية الوطنية.
وسرعان ما تم انتخابها رئيسة للجنة القوانين بالغرفة الثانية للبرلمان، وهو منصب رفيع من النادر أن يحظى به مشرع مبتدئ، متغلبة بذلك على المرشحين الذكور الأكثر خبرة.
في عام 2022، تم تعيينها وزيرة الخارجية لشؤون ما وراء البحار، وهو المنصب الذي شغلته لفترة قصيرة جدًا قبل أن تقدم استقالتها.
وأثارت استقالتها، بهدف الترشح لمنصب رئيسة الجمعية الوطنية، أيضًا غضب الكثيرين، الذين شعروا بالإهمال من قبل الحكومة.
ويأتي اختيار برون بيفيه لمنصب رئيسة الجمعية الوطنية بعد شهر من تعيين إليزابيث بورن رئيسة للوزراء خلفا لجان كاستكس.
ومع بورن وانتخاب أورور بيرجيه الأسبوع الماضي لرئاسة كتلة حزب "النهضة" الرئاسي في الجمعية الوطنية، يشكل هذا الثلاثي النسائي في السلطة سابقة في فرنسا.
وواصلت رئيسة الوزراء الفرنسية مشاوراتها الثلاثاء، سعياً وراء تحقيق غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية.
وكلّف ماكرون بورن استطلاع آراء الكتل السياسيّة في الجمعيّة الوطنيّة بشأن إمكان التوصّل إلى "اتّفاق حكومي"، وتشكيل حكومة جديدة بحلول مطلع يوليو/ تموز.
(الأناضول، فرانس برس)