"وول ستريت جورنال": حرب استنزاف طويلة تنتظر إسرائيل في غزة

01 يوليو 2024
من قصف إسرائيلي على حي الشجاعية 8 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- صحيفة وول ستريت جورنال تحذر من حرب استنزاف طويلة في غزة، مع بدء جيش الاحتلال معركة في حي الشجاعية واستمرار العمليات في رفح، ومحللون يشيرون إلى خطر انزلاق إسرائيل في صراع مع حماس.
- حماس تتبع استراتيجية حرب العصابات، مع إعلان كتائب القسام وسرايا القدس استهداف دبابات ميركافا وقوات الاحتلال، ما يدل على استمرار القتال العنيف.
- الصراع يهدد بالتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، مع صعوبات إسرائيل في القضاء على حماس وحاجة الجيش الإسرائيلي لـ10 آلاف جندي إضافي لمواجهة التحديات.

محللون أمنيون: إسرائيل معرّضة لخطر الانزلاق إلى صراع طويل الأمد

مسؤول بمجموعة الأزمات الدولية: حماس تكتسب مقاتلين يومياً

المقاومة تطور أساليبها القتالية عبر حرب العصابات و"كمائن الموت"

حذّرت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الاثنين، من "مستنقع" وحرب استنزاف طويلة في قطاع غزة، إثر بدء جيش الاحتلال قبل أيام قليلة معركة جديدة في حي الشجاعية شرق القطاع، وفي وقت يواصل عملياته في مدينة رفح، جنوبيّ غزة. وذكر محللون أمنيون للصحيفة الأميركية أن إسرائيل معرّضة لخطر الانزلاق إلى صراع طويل الأمد مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي أظهرت قدرة على البقاء جماعةً مقاومةً، مستفيدة من الدعم الشعبي في القطاع.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن جوست هيلترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية عمّا يجري من معارك في غزة قوله: "إنها مستنقع. وسوف يكون صراعاً منخفض الشدة لفترة طويلة". وقال "يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، ولكن في نهاية المطاف، يتمكن عناصرها من العودة عبر شبكة الأنفاق أو عبر البر. إنهم يكتسبون مجندين جدداً كل يوم. والشباب الذين فقدوا عائلاتهم سوف ينضمون إلى صفوفهم".

ولفتت الصحيفة إلى المعارك الدائرة في حي الشجاعية، وهو حي كبير في مدينة غزة اجتاحته القوات الإسرائيلية في وقت سابق من الحرب، في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون عسكريون إسرائيليون إلى أنهم يقتربون من نهاية العمليات القتالية الكبرى في مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة، والتي قالت إسرائيل إنها كانت آخر معاقل حماس.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، استهداف دبابتي ميركافا، وقصف قوات الاحتلال في الحي، في حين أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خوض مقاتليها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والمضادة للأفراد في شارع إخليل بمنطقة السنترال، وقنص جندي إسرائيلي شرقي الشجاعية.

ونشرت "القسام" مشاهد مصورة لاستهدافها قوات الاحتلال المتوغلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بقذائف الهاون.

كما نشرت سرايا القدس، الأحد، مشاهد لإيقاع قوة إسرائيلية في كمين محكم بحي الشجاعية، مساء الجمعة، مشيرة إلى أن مقاتليها تمكنوا من الإجهاز على القوة بعد استدراجها إلى منزل بداخله فوهة نفق فُخخت بعدد من العبوات شديدة الانفجار وصاروخ طائرة إف 16 أطلقته قوات الاحتلال في وقت سابق ولم ينفجر، بعد تفعيله وتفجيره بالقوة.

وترى الصحيفة أن هذه المؤشرات تدلّ على أن الصراع يهدد بالتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد مع إعادة تنظيم مقاتلي حركة حماس أنفسهم. وتعلق الصحيفة على التوغل العسكري في الشجاعية، بأنه يثبت أيضاً مدى صعوبة تحقيق هدف الحرب المعلن للحكومة الإسرائيلية المتمثل في القضاء على حماس في القطاع.

وتقول الصحيفة إن العملية في الشجاعية هي الأحدث في سلسلة من الغارات التي أجبرت القوات الإسرائيلية خلالها على العودة إلى منطقة كانت قد انسحبت منها، وذلك لأن حماس أعادت تنظيم صفوفها وأكدت بعض السيطرة.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال عادت إلى عدد من المناطق التي غزتها في وقت سابق في غزة، بما في ذلك جباليا في شمال القطاع، وكذلك مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع، والذي اتهمه جيش الاحتلال بأنه مركز قيادة وسيطرة لحماس.

وبالعودة إلى العملية العسكرية في الشجاعية، قال مسؤول إسرائيلي عسكري كبير للصحيفة إنها "كانت تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها هناك". وأضاف المسؤول، الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته، من داخل الشجاعية "سنقوم بالمناورة مراراً وتكراراً حيثما رأينا أن هناك محاولة لإعادة التجمّع أو محاولة لإدخال كل أنواع الأسلحة".

واعترف المسؤول ذاته، أن حماس تحاول مهاجمة إسرائيل من هناك بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ من فوق الأرض، ولكن أيضاً من تحت الأرض عبر أنفاق هجومية. وأضاف "لن نسمح بحدوث ذلك". وتقول الصحيفة إن المعركة الجديدة في الشجاعية أعادت القوات الإسرائيلية إلى مناطق من القطاع دمرت إلى حد كبير في حملة الغزو والقصف الأولية في العام الماضي.

وقال محمد عساف للصحيفة، وهو أب لأربعة أطفال، إنه وعائلته فروا من الشجاعية بعد ساعات من وقوع الغارات الجوية بالقرب من المبنى الذي يسكنه يوم الجمعة. وأضاف: "قيل لنا إن الدبابات التي تقدمت في الأيام الأخيرة قادمة، لذلك هربنا بالملابس التي نرتديها فقط. حلمي الأكبر هو الحصول على المياه الآن لعائلتي".

وتوجه عساف وعائلته، مثل غيرهم من النازحين من الشجاعية، إلى المناطق الغربية من مدينة غزة مثل حي الرمال، وهو حي راقٍ في مدينة غزة تعرض الآن لتدمير كبير. ويقول المحللون العسكريون الإسرائيليون إن حماس نقلت قواتها المسلحة من مكان إلى آخر، وكثيراً ما كانت تتجنب الصدام المباشر مع الجيش الإسرائيلي من أجل البقاء وشن حملة حرب عصابات باستخدام تكتيكات الكر والفر.

ونقلت الصحيفة عن العميد أساف أوريون، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد قوله: "لا أعتقد أن حماس تبحث عن معركة واسعة النطاق حيث تكون كل قواتها في الميدان في انتظارنا للقضاء عليها". وأضاف: "إنهم يتحركون ويتجنبون الاحتكاك بالمعنى الواسع لأنهم يعملون على الحفاظ على القوة". وكشف وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم، حاجة الجيش إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور. ونقلت إذاعة الجيش عن غالانت قوله للجنة الخارجية والأمن البرلمانية: "نحتاج إلى 10 آلاف جندي فوراً". وأضاف: "يمكننا تجنيد 4800 من اليهود المتدينين". وتابع "نستطيع حاليّاً تجنيد 3000 آخرين في العام المقبل، إضافة إلى 1800 يتم تجنيدهم سنويّاً... اتفقنا على أن نزيد كل عام بنسبة 5% أخرى وأن نصل إلى 50% من العام في خمس سنوات".