"وول ستريت جورنال": نيكولاي باتروشيف دبّر عملية اغتيال بريغوجين

22 ديسمبر 2023
قُتل بريغوجين بعد تحطم طائرته في أغسطس الماضي (Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الجمعة، إن رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف دبّر عملية اغتيال قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين وهو تقرير نفاه الكرملين، متهماً الصحيفة بنشر "قصص خيالية".

وتحدثت الصحيفة عن أن بريغوجين انتظر في أواخر أغسطس/ آب الماضي على متن طائرته حتى انتهاء فحص السلامة، دون أن يلاحظ أحد داخل المقصورة أن العبوة الناسفة الصغيرة انزلقت تحت الجناح. وعندما غادرت الطائرة، ارتفعت لمدة 30 دقيقة تقريباً إلى نحو 28 ألف قدم، قبل أن ينفجر جناحها، ما أدّى إلى تحطمها، ومقتل الأشخاص العشرة الذين كانوا على متنها، ومن بينهم بريغوجين.

ووفق مسؤولي استخبارات غربيين وضابط استخبارات روسي سابق، استغرق إعداد عملية اغتيال بريغوجين شهرين، ووافق عليها أقدم حليف للرئيس الروسي والمقرّب منه، رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، الجاسوس السابق نيكولاي باتروشيف.

وعلى الرغم من نفي الكرملين أي دور له في قتل بريغوجين، إلا أن مسؤولاً فيه قال بعد ساعات من الحادثة لأحد الأوروبيين المشاركين في جمع المعلومات الاستخبارية، والذي حافظ على قناة اتصال خلفية مع الكرملين: "كان لا بدّ من إزاحته"، وفق الصحيفة.

وتذكّر "وول ستريت جورنال" بأنه بعد التمرّد الذي قاده بريغوجين على القيادة العسكرية الروسية، لم يفعل الكرملين الكثير علناً للحدّ من حياته، فهو سافر إلى أفريقيا للاطلاع على عملياته هناك، كما سُمح له أيضاً بمواصلة العمل في سانت بطرسبرغ، وفي كلّ أنحاء روسيا، وفق ماكسيم شوغالي، الذي عمل لمصلحة بريغوجين في أحد مراكز الأبحاث، والذي أكد أن بريغوجين كان حذراً.

وقال: "كان يعرف أن لديه أعداء، وأن شيئاً ما يمكن أن يحدث له، لكنه كان ملتزماً بالاتفاق"، وهو الاتفاق الذي تمّ بوساطة بيلاروسية، وأفضى إلى التوصل لإنهاء التمرّد.

وفي السياق، يقول المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية السابق موات لارسن، إن بريغوجين ربما بدا حراً، في حين أنه كان في الواقع مراقباً عن كثب. ويشير إلى أن تمرّده كشف عن صدع عميق في نظام بوتين لإدارة البلاد، فضلاً عن عدم الرضا في الجيش الذي لم يفعل الكثير لمعارضة مسيرته.

ويضيف أن خطة بوتين كانت تقوم على إبقاء بريغوجين، المحكوم بالموت أصلاً، حياً للتمكن من مواصلة معرفة ما حدث، ما يعني أن الكرملين كان يبحث عن المتعاونين مع بريغوجين.

إلى ذلك، يشير ضابط الاستخبارات الروسي السابق إلى أنه في بداية أغسطس، وبينما كان معظم سكان موسكو في إجازة، أصدر باتروشيف من مكتبه في وسط موسكو، أوامر لمساعده بالمضي قدماً في تشكيل عملية للتخلص من بريغوجين. وقالت وكالات استخبارات غربية إن بوتين اطلع على الخطط في وقت لاحق، ولم يعترض.

وبعد أسابيع عدة، وفي أعقاب جولته عبر أفريقيا، كان بريغوجين ينتظر في مطار موسكو، بينما أنهى مفتشو السلامة فحص الطائرة. وقال مسؤولون في الاستخبارات الغربية إنه خلال هذا التأخير، تمّ وضع قنبلة صغيرة تحت الجناح. ووفق مقاطع الفيديو التي تداولها الشهود بعد انفجار الطائرة بعد نحو نصف ساعة من إقلاعها، فقد سقطت طائرة ذات جناح منفصل من السماء.

وفي أغسطس/ آب الماضي، قُتل زعيم مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين خلال حادث تحطّم طائرة ركّاب خاصّة على متنها 10 أشخاص في منطقة تفير شمال غربي موسكو خلال رحلة داخلية.

وقاد بريغوجين خلال الصيف تمرداً قصير الأجل في روسيا، شكّل أكبر تحدٍّ واجهه بوتين منذ توليه السلطة في العام 1999. ودفع هذا التمرد الرئيس إلى اتهام منظمي التمرد "بالخيانة" و"بطعنه في الظهر".

ومات العديد من منتقدي بوتين في ظل ظروف غامضة منذ توليه السلطة قبل 23 عاماً، أو نجوا من الموت بأعجوبة.

رد الكرملين على تقارير بشأن اغتيال بريغوجين

ورداً على التقرير، اتهم الكرملين صحيفة "وول ستريت جورنال" بنشر "خيال رخيص". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه اطلع على القصة لكنه لن يعلق عليها، قبل أن يضيف قائلاً: "أخيراً، وللأسف، أصبحت وول ستريت جورنال مولعة بإنتاج الخيال الرخيص".

وباتروشيف (72 عاماً) هو الرئيس السابق لجهاز الأمن الاتحادي وحالياً يشغل منصب سكرتير مجلس الأمن الروسي، ويُعتبر أحد أكثر المتشددين النافذين في الحلقة الأقرب من مستشاري ومساعدي بوتين.

المساهمون