"وول ستريت جورنال": مصر تقاوم طلبات أميركية لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا

11 اغسطس 2023
طلب أوستن من السيسي في لقاء القاهرة تزويد أوكرانيا بالأسلحة (الأناضول)
+ الخط -

بعد أن وافقت مصر على عدم إرسال أسلحة إلى روسيا، تقاوم الآن طلبات من أميركا لإرسالها إلى أوكرانيا، بحسب مسؤولين مصريين وأميركيين.

ونقل تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نشر يوم الجمعة، عن هؤلاء المسؤولين قولهم إن مصر "خططت في البداية لإرسال صواريخ إلى روسيا"، لكن تلك الخطة أجهضت، في وقت سابق من هذا العام، بسبب الضغط الأميركي. وكان مسؤولون أميركيون، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن، قد طلبوا من مصر تزويد أوكرانيا بالأسلحة بدلاً من إرسالها إلى روسيا، سعياً لمساعدة القوات الأوكرانية للتغلب على نقص الذخيرة.

وبحسب الصحيفة، قدم أوستن هذا الطلب في مارس/ آذار، عندما التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة. كما أثار مسؤولون أميركيون كبار آخرون الموضوع ذاته في لقاءات متعددة منذ ذلك الحين، في محاولة لمساعدة أوكرانيا على التغلب على نقص الذخيرة خلال الهجوم المضاد الذي أطلقته.

وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول أميركي، إلى طلب الولايات المتحدة من مصر تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية، وصواريخ مضادة للدبابات، وأنظمة دفاع جوي، وأسلحة صغيرة.

وفي محادثات مع مسؤولين أميركيين، لم ترفض مصر الطلبات بشكل قاطع، لكن المسؤولين المصريين قالوا في "أحاديث خاصة" إن القاهرة ليست لديها خطط لإرسال تلك الأسلحة.

وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، وصف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية مصر بأنها "شريك يتحرك من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا (..) نجد هذه المحادثات مع مصر مثمرة. وفي سلسلة من المناقشات الدبلوماسية، كان رد مصر مناسبا لشريك قوي للولايات المتحدة"، مضيفا: "هذه ليست قضايا بسيطة أو سريعة، ومناقشاتنا مع شركائنا المصريين حول مصلحتنا المشتركة في إنهاء الحرب الروسية مثمرة ومستمرة".

ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية على طلب للتعليق من الصحيفة.

ويذهب التقرير إلى أن تردّد مصر يمثّل "عقبة أمام جهود واشنطن التي تحشد الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا في لحظة حرجة من الحرب"، حيث تحاول القوات الأوكرانية اجتياز خطوط روسية شديدة التحصين في محاولة ينظر إليها على أنها "حاسمة لنتيجة المعركة".

وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، فقد وصلت الولايات المتحدة إلى "عمق مخزوناتها العالمية" في سبيل تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية لمواجهة الغزو الروسي.

وذكرت الصحيفة أن مصر حاولت عدم الانحياز إلى أي جانب منذ أن غزت روسيا أوكرانيا، وحافظت على "علاقات ودية" مع الحكومة الروسية، وأن السيسي يقيم "علاقة شخصية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحضر قمة للقادة الأفارقة في سانت بطرسبورغ في يوليو/ تموز. كما تشتري مصر غالبية قمحها من روسيا، وتتطلع موسكو لزيادة تلك المبيعات، بعد أن تراجعت، الشهر الماضي، عن اتفاق سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

وترى الصحيفة أن عدم تجاوب مصر حتى الآن في قضية تسليم الأسلحة يثير "مخاوف" أعضاء الكونغرس، الذين يضغطون على إدارة جو بايدن لعدم الإفراج عن 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية، من أجل مواصلة الضغط على الحكومة بسبب انتهاكاتها حقوق الإنسان.

وتقدم الولايات المتحدة لمصر 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية كل عام، مع جزء صغير مشروط بسجل البلاد في مجال حقوق الإنسان.

وتذّكر الصحيفة برسالة كتبها مجموعة من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، الشهر الماضي، إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، يحثّون فيها الإدارة على وقف المساعدات للعام الثالث على التوالي، لحث مصر على إطلاق سراح السجناء السياسيين، ووقف التعذيب، والقتل خارج نطاق القضاء، وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.

كما طالبت مجموعة من أعضاء مجلس النواب الأميركي إدارة الرئيس جو بايدن، أمس الخميس، بحجب جزء من المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى مصر بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

وينضم هؤلاء بذلك إلى المجموعة الأولى من المشرعين التي طالبت بنفس الأمر قبل حلول الموعد النهائي، في 30 سبتمبر/ أيلول. ومن المتوقع أن تتخذ الإدارة الأميركية قرارها قبل ذلك التاريخ.

ويخضع حوالي 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأميركية لمصر، البالغة 1.3 مليار دولار، لنتيجة مراجعة وضع حقوق الإنسان في البلاد بشكل عام. وفي العام الماضي، حجبت إدارة بايدن 130 مليون دولار من ذلك المبلغ بسبب سجل القاهرة الحقوقي.

المساهمون