شارك حشد من الناشطين وعائلة الأسير أدهم بشير في وقفة أمام سجن الجلمة الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، وذلك قبيل تسليم نفسه لقضاء محكوميته لمدة عشر سنوات، على خلفية أحداث هبة الكرامة التي اندلعت في مايو/ أيار 2021 احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة.
ورافق أدهم بشير، البالغ 28 عاماً، أفراد من عائلته وأشقائه وخطيبته حتى باب السجن، بالإضافة إلى نشطاء من الحركة الوطنية بالداخل الفلسطيني.
ورددوا هتافات منددة باعتقال بشير، كان من بينها "حرية حرية لأسرانا الحرية"، و"يا مواسير الماي تحت الأرض مدوها زينة شباب فلسطين على السجن ودوها"، و"يا أسرانا شدوا الحيل إلى ما يخلص هالليل".
وقال أدهم بشير الذي بدا عليه التوتر: "طبعا الحكم ظالم، الله يحمي الجميع وتهون على الأهالي".
أما والدته صابرين بشير فقالت: "الحكم ظالم كثير"، مضيفة أن ابنها حوكم بسبب الرأي العام اليهودي، وليس بحكم قانوني. وتابعت: "هذه لحظات صعبة جدا إن شاء لله خير. الآن سيبعد عني ابني هو اعتقل بالسابق ونعرف معنى السجن".
وقال سمير بشير، والد أدهم: "هذا ظلم، حرقوا لي قلبي، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم. الله يهون على الشباب. الإعلام كبروا القضية كثير، بسبب إلقاء حجر. عشر سنوات لماذا".
وتابع قائلا: "مع أن يظهر الحق، ولكن ليس حكم عشر سنوات على ضربة حجر هم ضخموا الأمور. ابني غير معتاد لا على سجن ولا على التحقيقات وكل هذه الأمور. إن شاء لله يكون خير".
وأصدرت المحكمة المركزية في حيفا، في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حكمًا بالسجن لعشر سنوات على أدهم بشير، وفرضت غرامة مالية بقيمة 150 ألف شيكل بحقه وذلك بتهمة "القيام بعمل إرهابي والإخلال بالنظام".
ووفق لائحة الاتهام، كان بشير قد شارك في هبة الكرامة، ورمى حجارة رفقة آخرين على سيارة الإسرائيلي مور غنشفيلي بيوم 12 مايو/ أيار 2021 في عكا.
وسبق أن أطلق الجهاز القضائي الإسرائيلي والسلطات الإسرائيلية أحكاماً جائرة وعنصرية بحقّ معتقلي "هبّة الكرامة"، علماً أنها تواصل اعتقال 34 شابا من عكا، ونحو خمسين من باقي المدن المختلطة.
قال الأسير المحرر أمير مخول: "كان هناك عدوان دموي والتحقيقات والمخابرات، الآن هناك عدوان قضائي في مسعى لكسر شوكة هذا الشعب وترهيبه وترويعه وكسر إرادة الشباب". وأضاف: "أدهم بشير ليس وحيدا أمام سلطة السجون سنتابع قضيته وسنواصل التضامن مع عائلته، وكل عائلات الأسرى بهبة الكرامة".
ومضى يقول هؤلاء صنعوا الكرامة لشعبنا ونحن الآن مطالبون أن نقوم بدورنا في الضغط لخفض مدة الحكم ما أمكن.
وشدد على ضرورة عدم التعامل مع الحكم كحدث عابر، معتبراً أن هذه الأحكام غير معقولة. وأشار مخول إلى فلسطينيين حوكموا بفترات أقل في حالات مماثلة بالضفة الغربية وحتى أمام المحاكم العسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وكان مئات الشبّان قد اعتُقلوا على خلفية هبّة الكرامة التي شهدتها البلدات العربية والمدن الساحلية التاريخية عندما خرج فلسطينيو الداخل في تظاهرات تضامناً ودعماً للقدس والمسجد الأقصى وقطاع غزة، ورفضاً لعمليات التطهير العرقي في حيّ الشيخ جرّاح، وتنديداً باعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب بحماية الشرطة الإسرائيلية.
ومنذ الهبة تلاحق المؤسسة الإسرائيلية القيادات السياسية الوطنية بالداخل الفلسطيني، عبر الاعتقال وأروقة المحاكم، وتتهمهم بالتحريض عبر مشاركتهم منشورات في "فيسبوك".