طالبت القوى والفصائل الفلسطينية والاتحادات والنقابات والمؤسسات الأهلية في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة؛ خلال وقفة نظمتها أمام ممثلية ألمانيا في المدينة؛ اليوم الخميس، الحكومة الألمانية بوقف العمل باتفاقيات التبادل التجاري مع دولة الاحتلال، ووقف تزويدها بالأسلحة التي يقتل بها الشعب الفلسطيني يومياً، معتبرة أنّ برلين وباستمرارها في ذلك تكون شريكة للاحتلال على قدم المساواة مع الولايات المتحدة الأميركية.
كما طالبت القوى في بيان تلاه منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر خلال الوقفة، باحترام الحكومة الألمانية لحق شعبها في التعبير عن رأيه في رفض العدوان على غزة، ووقف حملات القمع والملاحقة والتنكيل بالمتظاهرين.
وقد نظمت الفصائل الوقفة استنكاراً لقرار الحكومة الألمانية المعلن بأنها ستتدخل كطرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة ضد إسرائيل من قبل جنوب أفريقيا بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وقرارها فتح مخازن الأسلحة لدعم الاحتلال.
وقال بكر إن القوى تواصلت مع الممثلية لتسليم الرسالة والبيان لها، لكنها أجابت بأنه قد تم إخلاؤها بشكل كامل سابقاً لأسباب لها علاقة بحماية الأمن الشخصي لهم، معلقاً بالقول إنّ الشعب الفلسطيني أكثر ما يكون حريصاً على حماية الممثليات في فلسطين.
وأكد البيان أنّ الفلسطينيين "يخوضون معارك فخر وبطولة ضمن حركة تحرر وطني على مدار سنوات في الصراع المفتوح مع الحركة الصهيونية، وليدة الاستعمار الغربي"، مشيراً إلى أنّ "محطة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما هي إلا إحدى هذه المحطات التي أكدت أن قوى العدوان لن تستطيع مهما بلغت من قوة، هزيمة شعب يتوق لحريته وانعتاقه من الاحتلال".
واعتبر البيان أنّ ألمانيا "ضمن حكومات الغرب الاستعماري الأطلسي، وذيول أميركا، ما زالت تعبّر عن الانحياز وتأييد الجريمة ضد الفلسطينيين، وأنها تحنّ على ما يبدو للعهد النازي من خلال مواقفها منذ بداية هذه الحرب العدوانية، وأهمها التعبير عن التأييد والدعم الكامل لما يسمى حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وإعلانها الدفاع عن دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، وقرارها أمس الأربعاء، تزويد ومد الاحتلال بعشرات آلاف القذائف والمعدات العسكرية التي تستخدم في قصف الشعب الفلسطيني".
موقف ألمانيا "تكريس" للعدوان
وقال العضو المؤسس في "المؤتمر الشعبي الفلسطيني- 14 مليون" تيسير الزبري لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوقفة رسالة إلى ألمانيا، وإلى كل من يقف مع إسرائيل، بأن ما تقوم به هو تأييد للعدوان وحالة الإبادة التي تمارسها إسرائيل في غزة"، مستنكراً الموقف الألماني الداعم للاحتلال سياسياً وعسكرياً وأمام محكمة العدل الدولية، معتبراً أنّ في ذلك تكريساً للعدوان.
وتابع الزبري: "إذا كانت ألمانيا قد مارست الإبادة الجماعية، وتريد التراجع عن ذلك، فعليها الوقوف مع الشعب الفلسطيني في ما يفعله من أجل حريته واستقلاله وبناء دولته الفلسطينية المستقلة".
وحول موقف السلطة الفلسطينية، واستقبال رئيس الوزراء محمد اشتية لنائب المستشار الألماني روبرت هابيك، الأسبوع الماضي، قال الزبري: "على السلطة أن تعيد رسم برنامجها على ضوء الموقف من الاعتداء الإسرائيلي الآن، وسياسة الإبادة الجماعية التي تمارس حتى هذه اللحظة، عليها ألا تدير ظهرها وتتظاهر بالطرش وعدم الرؤية السياسية أمام هذا الموقف، نحن علينا أن نميز بين معسكر الأصدقاء والأعداء، وعلى ذلك نرسم سياستنا".
وفي السياق، قال الناشط في المقاومة الشعبية هشام أبو ريا في كلمة له، "إن ائتلاف إيتمار بن غفير وبنيامين نتنياهو يسقط المعركة التي مورست بحقهم في ألمانيا النازية على الشعب الفلسطيني".
وتابع أبو ريا، "هذه حرب إبادة، وهي جريمة ضد أطفال ونساء ورجال غزة، ونقول لألمانيا والاتحاد الأوروبي؛ هذا الصوت الذي كنتم تسوقونه صوت العدالة والحرية؛ هذا كاذب، أنتم قوى استعمارية ومغتصبو إرادة الشعوب وتتقاسمون المصالح مع الولايات المتحدة".
وكانت ألمانيا قد أعلنت، في 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، أنها ستتدخل كطرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة ضد إسرائيل من قبل جنوب أفريقيا بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، فيما قالت مجلة دير شبيغل الألمانية، أمس الأربعاء، "إن الحكومة الألمانية تدرس تسليم قذائف مدفعية لإسرائيل".