وفد من "طالبان" يتوجه إلى موسكو للمشاركة في اجتماع حول أفغانستان... والحركة تنفي مقتل زعيمها
توجه وفد من حكومة طالبان برئاسة نائب رئيس الوزراء الملا عبد السلام حنفي إلى العاصمة الروسية موسكو، للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد غداً الأربعاء بشأن أفغانستان.
وقالت "طالبان" في تغريدة لها على "تويتر" إن وفداً من الحركة برئاسة الملا عبد السلام حنفي توجه إلى موسكو للمشاركة في الاجتماع، من دون أن تذكر تفاصيل أكثر حول أعضاء الوفد.
وكانت السفارة الروسية لدى كابول قد أكدت أمس في بيان، أن "طالبان" هي الجهة الوحيدة التي تشارك في الاجتماع من أفغانستان، مشددة على أن الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي ورئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله لن يشاركا في المؤتمر ولم تتم دعوتهما من قبل موسكو.
وتشير هذه الخطوة الروسية بحسب المراقبين إلى أن موسكو ودول المنطقة الأخرى قد بدأت تراهن على حكومة طالبان، إذ إن روسيا كانت تدعو كرزاي وعبد الله ومندوبي حكومة أشرف غني في معظم الاجتماعات التي انعقدت في السابق في موسكو بشأن أفغانستان.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت أمس الإثنين، أنها لن تشارك في المباحثات حول أفغانستان المقررة في موسكو، فيما ستشارك فيها روسيا والصين وباكستان.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى وجود مشاكل لوجستية تحول دون مشاركتها، لكنها اعتبرت أن المنتدى الذي ستنظّمه روسيا بنّاء.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: "سيسعدنا أن نشارك في هذا المنتدى في المستقبل، لكن لا يمكننا أن نشارك هذا الأسبوع".
والجمعة، أعلن موفد الكرملين إلى أفغانستان زامير كابولوف، عن المحادثات التي ستُجرى في موسكو على مدى أربعة أيام، وقال إنها ترمي إلى التوصل لموقف مشترك بشأن تغيّر الوضع في أفغانستان.
وتعد روسيا والصين وباكستان من بين أكثر الدول تعاوناً مع الحركة منذ أن استولت "طالبان" على الحكم في أفغانستان في أغسطس/ آب الماضي، بعد حرب استمرّت عشرين عاماً.
وتحض الولايات المتحدة الأطراف الدولية على عدم الاعتراف بحكومة أفغانستان، وتأمل ربط هذا الاعتراف بملفات أساسية من بينها حقوق النساء والفتيات وحرية الإعلام.
"طالبان" تنفي مقتل زعيمها: موجود في قندهار
إلى ذلك، قال مصدر بارز في "طالبان" لـ"العربي الجديد"، إنّ ما أوردته بعض وسائل الإعلام الأفغانية، أمس الإثنين، بشأن مقتل زعيم الحركة الملا هبة الله أخوند زاده، "أخبار كاذبة"، مؤكداً أنّ أخوند زاده موجود حالياً في مدينة قندهار، معقل الحركة، ويدير شؤون البلاد والحركة.
وأضاف المصدر أنّ كل ما أوردته وسائل الإعلام أمس الإثنين، وقبله بشأن مقتل الملا هبة الله زعيم الحركة غير صحيح، واصفاً تلك التكهنات بـ"المخجلة"، إذ لا أساس لها من الصحة، على حدّ قوله.
وذكر المصدر، رافضاً الكشف عن هويته، أنّ الملا هبة الله أخوند زاده "على قيد الحياة، وهو يدير شؤون البلاد وشؤون الحركة، ومشغول بأمور مهمة للغاية، منها ترتيب أمور الحركة والبلاد". وأشار إلى أن زعيم الحركة يتحرك داخل مدينة قندهار، لافتاً إلى بعض المناطق، ولكنه شدد على عدم ذكر أسمائها، مؤكداً أن زعيم الحركة يلتقي به وبقيادات الحركة بين الحين والآخر، و"هناك تعليمات مشددة على عدم الإفصاح عن أماكن تواجده".
كذلك أكّد المصدر أنه بعد ترتيب الأمور الرئيسية، سيخرج الملا هبة الله أخوند زاده إلى العلن وسيلقي خطاباً للشعب الأفغاني، لافتاً إلى أن زعيم الحركة قام قبل يومين بزيارة ضريح ابنه الذي قتل في معركة مع القوات الأفغانية، ولكن بعيداً عن أنظار وسائل الإعلام، ووسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان المصدر قد وعد "العربي الجديد" بإعطائه صورة حديثة للملا هبة الله أخوند زاده وهو يزور ضريح ابنه في قندهار، لكنه تراجع في النهاية عن ذلك لأسباب أمنية، ولأن سياسة الحركة تقضي بعدم الإفصاح عن أي صورة للرجل في الوقت الراهن.
وتحدث مصدر آخر في "طالبان"، لـ"العربي الجديد"، عن عدم ظهور الملا هبة الله أخوند زاده وعدم ذهابه إلى العاصمة كابول، موضحاً أنّ الخطة فعلاً كانت أن يأتي إلى كابول، لكن ثمة مخاوف على حياته من قبل جهات مختلفة، علاوة على وجود الطائرات الأميركية بلا طيار في سماء قندهار وولايات أخرى.
وكانت بعض وسائل الإعلام الأفغانية قد ذكرت، أمس الإثنين، استناداً لقيادي في الحركة، أن زعيمها قد قتل قبل ثلاث سنوات في عملية للقوات الباكستانية في إقليم بلوشستان جنوبي باكستان.