وفد عماني في صنعاء لإنعاش آمال اتفاق جديد بالمفاوضات المتعثرة

17 اغسطس 2023
جهود السلام تراوح مكانها منذ زيارة الوفدين السعودي والعماني أواخر إبريل (أرشيف/Getty)
+ الخط -

أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وصول وفد عماني إلى صنعاء، ظهر اليوم الخميس، من أجل بحث استئناف التفاوض، في ظل حراك دبلوماسي جديد شهده اليمن خلال الأيام الماضية لإنعاش الآمال بتسوية سياسية.

وقال رئيس وفد الحوثيين التفاوضي، محمد عبد السلام، في تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "وصلنا إلى صنعاء نحن والوفد العماني للتشاور مع القيادة وتقييم المرحلة واستئناف العملية التفاوضية وفي مقدمتها معالجة الملفات الإنسانية".

وكشف عبد السلام أن زيارة الوفد العماني إلى صنعاء "تأتي في سياق جهود الوساطة العمانية لإحياء العملية التفاوضية وتقييم المرحلة، حيث نعمل على إحياء العملية التفاوضية بدءا من الملف الإنساني".

وأضاف في تصريحات نقلتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين: "سنجري خلال الزيارة مشاورات مع القيادة لإحياء العملية التفاوضية ضمن رؤية واضحة تعالج الملفات الإنسانية الأكثر إلحاحا وتمس كل مواطن يمني".

وتابع: "إذا لم تبدأ العملية التفاوضية بتنفيذ البنود الإنسانية فلا يمكن البناء على نوايا إيجابية للطرف الآخر"، معتبراً أنه "لا بد أن يتم البدء بتحسين وضع المطار والموانئ وإزالة الكثير من القيود، لأن الحصار لا يزال قائما على كل الأصعدة".

كذلك اتهم رئيس الوفد التفاوض الحوثي، الرباعية الدولية (أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات) بأن "موقفها موحد في عرقلة الملف الإنساني ونأمل أن ينتهي هذا التجمع السيئ"، على حد تعبيره.

‏وفي وقت سابق، أعلن قيادي رفيع بجماعة الحوثي، احتمال توقيع اتفاق جديد، عقب المشاورات مع الوفد العماني سواء في صنعاء أو الرياض، من دون أن يذكر تفاصيل أخرى عن الاتفاق المحتمل. ولم ترد أي تصريحات رسمية للجماعة حول ذلك. وقال القيادي الحوثي، على ناصر قرشة: "توجهنا من صعدة إلى صنعاء لاستقبال الوسيط العماني والوفد الوطني (وفد الحوثيين) لإجراء مشاورات، إذا كتب الله أن يتم توقيع اتفاق سواء في صنعاء أو في الرياض".

ويأتي هذا التحرك غداة إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، التي حذر خلالها من استمرار القتال على عدد من الجبهات اليمنية، ومن تبعات التهديدات العلنية بالعودة للحرب، داعياً جميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطاب التصعيدي. وشدد على ضرورة "التوصل لاتفاق سياسي وترجمة حديث جميع الأطراف عن ذلك إلى التزامات فعلية للمضي قدماً بما يضمن استئناف عملية سياسية يمنية شاملة".

وكان المبعوث الأممي قد زار العاصمة العمانية مسقط، والتقى وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية، خليفة الحارثي، ومسؤولين عمانيين آخرين، بالإضافة إلى لقاء منفصل مع رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين محمد عبد السلام.

وقال في بيان نشره مكتبه إنه "بحث الخطوات التالية من أجل الاتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وتنفيذ وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والتوصل إلى تسوية سياسية جامعة من خلال عملية سياسية يقودها اليمنيون وتيسرها الأمم المتحدة".

وسبق للمبعوث الأممي أن أنهى زيارة قام بها إلى الرياض الأسبوع الماضي، حيث التقى مسؤولين سعوديين ومن الحكومة اليمنية، بالتزامن مع ذلك بدأ المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ زيارة إلى الإمارات والسعودية وعمان، الاثنين الماضي.

ووفق الخارجية الأميركية، فإن "ليندركينع سيناقش إطلاق عملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة، مع ضمان استمرار الجهود لتخفيف الأزمة الاقتصادية ومعاناة اليمنيين".

ورأى الباحث اليمني نبيل البكيري "إنه ليس وراء هذا الحراك أي جديد سوى استمرار تكرار المحاولات السابقة وبنفس الآليات والمفردات القديمة، أي ليس هناك أفكار جديدة جديرة بالنقاش وإنما تكرار لما مضى، دون امتلاك أفق واضح للحل والخروج من المأزق اليمني".

وقال في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "العمانيين مدفوعون بحماس وجود الحوثيين في مسقط، وهو وجود لم يشفع للعمانيين عند الحوثي الذي قال إنه أعطى الوساطة العمانية فرصة كافية، في إشارة منه للتلويح العسكري الذي هو أيضا ليس في صالح الحوثي".

والسبت الماضي، أطلق زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، تهديدات وتحذيرات للسعودية بالتصعيد العسكري وإنهاء حالة التهدئة، إثر الضغوط الشعبية على الجماعة المطالبة بالرواتب المقطوعة للعام الثامن على التوالي. وقال الحوثي، مهدداً: "لا يمكن أن نسكت طويلاً عما هو حاصل، وقد أفسحنا المجال للوساطة بالقدر الكافي، وإذا لم تحصل تطورات إيجابية، فإن موقفنا سيكون حازماً وصارماً، ونحن خلال المدة الماضية طوّرنا قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيعه".

ومنذ أكثر من عام يعيش اليمن هدنة هشة لم توقف المعارك والمناوشات التي تجري في جبهات القتال، لكن في المقابل توقفت الهجمات الصاروخية وبالطيران المُسيّر بين الحوثيين والسعودية، ويواصل الحوثيون تهديداتهم المستمرة بالعودة إلى القتال إذا لم تنفذ شروطهم.

ومنذ أواخر إبريل/ نيسان الماضي، يشهد ملف التفاوض السياسي حالة من التعثر عقب زيارة الوفدين السعودي والعماني إلى صنعاء للقاء قيادة جماعة الحوثيين، إذ لم يعلن عن أي تفاوض علني منذ ذلك الحين، في ظل حالة اللاحرب واللاسلم، في اليمن التي تعيش أزمة إنسانية للعام التاسع على التوالي.

ضبط "أسلحة مهربة"

من جهة أخرى، أعلنت ألوية العمالقة الجنوبية، اليوم الخميس، أن قواتها ضبطت قاربا "يحمل أسلحة مهربة"، في مضيق باب المندب الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن جنوب غرب اليمن.

وقال بيان صادر عن ألوية العمالقة الجنوبية إن قواتها المتمركزة في باب المندب ضبطت قاربا يحمل أسلحة مهرَّبة، وألقت القبض على مالك القارب المهرِّب (ع، ص، ج)، وأودِع في السجن.

وأضاف البيان أن دورية تقوم بتأمين وحماية الساحل في باب المندب، وتمنع عمليات التهريب وإدخال الممنوعات ضَبطَت القارب محملًا بالأسلحة.