استمع إلى الملخص
- **التعهد المصري الأميركي ومحور فيلادلفيا**: تعهدت مصر والولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل على إقامة عائق على محور فيلادلفيا لمنع تهريب السلاح إلى غزة، مع أجهزة استشعار تحت الأرض.
- **ردود الفعل الإسرائيلية على بيان نتنياهو**: فوجئ سياسيون ومسؤولون ببيان نتنياهو، معتبرين أنه يسعى لإفشال الصفقة بشروطه الجديدة، بينما طالب أهالي الأسرى بعدم سفره قبل إعادة ذويهم.
الوفد الإسرائيلي سيبحث كذلك مقترحاً بشأن محور فيلادلفيا
يديعوت أحرونوت: مسؤولون وسياسيون تفاجأوا ببيان نتنياهو أمس
حماس تنتظر رد إسرائيل وسط توقعات بوصوله في غضون أيام
من المتوقع أن يتوجه وفد إسرائيلي إلى القاهرة، اليوم الاثنين، في إطار المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، في وقت أثار فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مخاوف لدى عدد من المسؤولين الإسرائيليين وغضباً، عقب تعميمه بياناً اعتبرته أوساط إسرائيلية معوقاً للصفقة في ظل المفاوضات الجارية، مشككين في نيّته إفشالها. وشدد نتنياهو على أن الصفقة يجب أن تتيح لإسرائيل العودة إلى القتال، ومنع تهريب السلاح من مصر إلى حماس، ومنع عودة "آلاف المخربين المسلحين" إلى شمال القطاع، وزيادة عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين تجري إعادتهم من غزة في إطار الصفقة. وتزامن البيان مع تظاهرات إسرائيلية صاخبة شهدتها مناطق عدة أمس.
عملياً، وضع نتنياهو عقبة جديدة، ولا سيما في البند الأخير، الذي لا يتماشى مع المقترح الحالي، الذي يتحدث عن إطلاق سراح شرائح معيّنة من الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، من النساء، والرجال المسنين، والأطفال، والرجال المصابين والمرضى. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم أن من بين هؤلاء أشخاصاً قد فارقوا الحياة، متسائلة عما إذا كانت إسرائيل ستحاول طلب أن تشمل صفقة التبادل أشخاصاً من مجموعات أخرى، مثل الذكور الشباب أو الجنود لتزيد عدد من هم على قيد الحياة، ما يُعتبر طلباً جديداً في المقترح الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، تطرقت إلى قول نتنياهو إنه لن يمر أي "مسلّح" إلى شمال قطاع غزة، مشيرة إلى وجود تساؤلات حول كيفية تطبيق الاحتلال لذلك.
تعهّد مصري أميركي بشأن محور فيلادلفيا
وبحسب الإذاعة، فإن الوفد الإسرائيلي الذي يُتوقّع توجهه إلى القاهرة اليوم سيبحث بالأساس محاولة تقليص الفجوات من المنظور الأمني للصفقة، بما في ذلك انتشار قوات الاحتلال في قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار الذي تتمسك به إسرائيل، في حين تتمسك حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية. وفي إطار تشجيع مصر إسرائيل إلى المضي قدماً نحو إبرام الصفقة، ذكرت إذاعة الجيش أن مصر والولايات المتّحدة تعهدتا بمساعدة إسرائيل على إقامة عائق على محور فيلادلفيا لمنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة. وأوضحت أن رئيس "الموساد" ديفيد برنيع التقى لدى زيارته إلى الدوحة، قبل أيام، مسؤولين مصريين. وقال المصريون في اللقاء إنه إذا اختارت إسرائيل إبرام صفقة وتم ذلك بالفعل، فإن مصر وخلال أيام ستعمل، إلى جانب الولايات المتحدة، لمساعدة إسرائيل بإقامة عائق مع أجهزة استشعار، لمنع تهريب السلاح، وهي مستشعرات ستوضع تحت الأرض وتساعد إسرائيل على مشاهدة الصور التي تنقلها المستشعرات، وهذا سيوفّر الحل لإسرائيل في حال انسحابها من محور فيلادلفيا.
مسؤولون إسرائيليون فوجئوا ببيان نتنياهو
من جانبها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن سياسيين إسرائيليين ومسؤولين في المؤسسة الأمنية، لم تسمّهم، فوجئوا ببيان نتنياهو، خاصة ما يتعلق بتوقيته، والذي استبق فيه جلسة مناقشات أمنية وتقييم بشأن الصفقة، بمشاركة وزير الأمن يوآف غالانت ومسؤولين في الجيش وأجهزة المخابرات. وكشف نتنياهو شروطه للصفقة لوسائل الإعلام، قبل بدء الجلسة والاتفاق مع المشاركين فيها. واعتبر مسؤول أمني لم تسمّه الصحيفة، أن نتنياهو عمم البيان من أجل التخريب على احتمالات التوصل إلى صفقة. وأضاف المسؤول: "إنه تصرف غير لائق من شأنه أن يضر بفرصة إعادة المختطفين إلى الديار. هناك أيضاً مسألة التوقيت هنا. عندما تصدر بياناً حتى قبل بدء الجلسة، فلماذا تعقد جلسة مناقشات؟ إذا كان يتصرف هكذا، فلن يعود المختطفون".
كما أشارت الصحيفة إلى أن البند الثالث الذي قدّمه نتنياهو، الذي بموجبه "لن يُسمح بعودة آلاف الإرهابيين المسلحين إلى شمال قطاع غزة"، هو في الواقع بند لم يكن موجوداً في الصياغة الأصلية للاتفاق. وهذا يعني عملياً أن الجيش الإسرائيلي سيكون هو الذي يشرف على عودة سكان غزة إلى شمال القطاع، من خلال السيطرة على محور نيتساريم، الذي يفصل هذه المنطقة عن بقية القطاع. وعليه، فإن من المتوقع أن تعارض حركة حماس هذا البند، وتطالب بعودة جميع النازحين إلى منازلهم، كما ترفض استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على المحور أثناء فترة وقف إطلاق النار.
سموتريتش: من الحماقة وقف حرب غزة
من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الاثنين، إن وقف الحرب الإسرائيلية على غزة الآن "سيكون خطأ فادحاً". وكتب على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "حماس تنهار وتتوسل من أجل وقف إطلاق النار. هذا هو الوقت المناسب للضغط بقوة لحين كسر وسحق العدو. التوقف الآن قبل النهاية مباشرة وإتاحة فرصة للعدو ليتعافى ويقاتلنا مرة أخرى حماقة لا معنى لها".
أهالي المحتجزين لنتنياهو: لا تذهب إلى واشنطن قبل إعادتهم
واليوم الاثنين، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة نتنياهو بعدم السفر إلى الولايات المتحدة الشهر الجاري، قبل إعادة ذويهم من القطاع بموجب اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار مع الفصائل الفلسطينية. ومن المقرر أن يلقي نتنياهو خطاباً أمام المشرعين الأميركيين في 24 يوليو/ تموز الجاري، بدعوة من قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس.
وقال الأهالي، في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه: "نطالب رئيس الوزراء نتنياهو بالتوقيع على اتفاق إطلاق سراح المختطفين قبل رحلته إلى الولايات المتحدة وخطابه أمام الكونغرس". وأضافوا: "بينما يتمتع رئيس الوزراء بحرية التحرك كما يشاء، لا يتمتع المختطفون بهذا الحق الأساسي".
وتابعوا: "تودّ عائلات المختطفين أن تشكر الحكومة الأميركية على دعمها المستمر للجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح جميع المختطفين، وهي على يقين من أن الكونغرس سيكون سعيداً باستضافة رئيس وزراء إسرائيل مع المختطفين المحررين". واعتبرت العائلات في بيانها أن "الخطاب أمام الكونغرس من دون اتخاذ إجراء فعلي لتوقيع الصفقة وإعادة المختطفين إلى الوطن خطيئة ضد الهدف الرئيسي للحرب، وهو إعادة المختطفين إلى الوطن".
وذكرت أن "صفقة عودتهم مطروحة على الطاولة، وتحظى بدعم دولي واسع، وسيؤدي الاتفاق إلى إطلاق سراح جميع المختطفين البالغ عددهم 120 شخصاً، الأحياء لإعادة تأهيلهم والأموات لدفنهم بطريقة لائقة في بلادهم". وخاطبت العائلات نتنياهو بالقول: "الوقت ينفد، عليك التركيز على الأفعال لا الأقوال، وقّع على الصفقة وإعادة الأشخاص المختطفين إلى المنزل قبل فوات الأوان". وصعّدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة من فعالياتها التي تطالب نتنياهو بإبرام اتفاق، وتتهمه بالاهتمام بوضعه السياسي أكثر من إعادة الأسرى.