وفاة عضو في "حزب الله" اللبناني متهم بأطول عملية اختطاف في تاريخ الطيران

09 أكتوبر 2021
عرضت واشنطن مكافأة بخمسة ملايين دولار مقابل تزويدها معلومات عن عطوي (Getty)
+ الخط -

توفي علي عطوي، العضو في "حزب الله" اللبناني، الذي تتهمه الولايات المتحدة بالضلوع في اختطاف الرحلة 847 التابعة لشركة "تي دبليو إيه"، الذي استمر 17 يوماً، وأودى بحياة جندي أميركي، على ما أفاد أحد أفراد عائلته وكالة "فرانس برس".

وقال المصدر، رافضاً الكشف عن هويته، إن عطوي توفي جراء إصابته بمرض السرطان، من دون أن يفصح عن المكان الذي توارى فيه طوال السنوات الماضية أو أي تفاصيل أخرى. ونعى "حزب الله" عطوي، واصفاً إياه بأحد "رجاله الأوفياء" و"فقيد الجهاد والمقاومة". وأعلن تقبل التعازي بوفاته السبت، على أن يشيَّع عند الثانية بعد الظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد أبرز معاقل الحزب.

وسبق للولايات المتحدة أن عرضت مكافأة تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار في مقابل تزويدها معلومات عن عطوي، الذي وجهت إليه اتهامات بـ"التآمر لارتكاب قرصنة جوية وخطف رهائن، والتدخل في عمل طاقم جوي في أثناء الطيران ووضع عبوة ناسفة على متن طائرة".

وفي 14 يونيو/حزيران 1985، بدأت أطول عملية اختطاف في تاريخ الطيران للرحلة رقم 847 التابعة لشركة تي دبليو إيه الأميركية. إذ لدى إقلاعها من مطار أثينا متجهة إلى روما، قام لبنانيان تبيّن لاحقاً أنهما من "حزب الله"، هما محمّد علي حمادة وحسن عز الدين، باختطاف الطائرة، وهي من نوع بوينغ-727، وأجبراها على تغيير مسارها إلى بيروت. وكان على الطائرة طاقمها المؤلف من ثمانية أشخاص، بالإضافة إلى 143 راكباً، بينهم 85 أميركياً والمغني اليوناني الشهير الراحل ديميس روسوس.

وطالب الخاطفان بـ"إدانة الممارسات الأميركية في العالم العربي" والإفراج عن جميع "الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية".

وكان لبنان حينها يشهد حرباً أهلية واحتلالاً إسرائيلياً لجنوب البلاد.

وأجبر الخاطفون قائد الطائرة على التوجه من بيروت لمرتين إلى الجزائر، حيث حُرِّر عدد من الرهائن. ولدى وصولها لأول مرة من الجزائر، أعدم الخاطفان الجندي في المارينز روبرت ستيثيم (24 عاماً) برصاصة في الرأس، بعدما أبرحاه ضرباً وألقيا بجثته على مدرج المطار.

وكانت الشرطة اليونانية قد اعتقلت عطوي في مطار أثينا قبل أن يتمكن من الالتحاق بالرحلة 847، وأرسلته إلى الجزائر.

وعادت الطائرة للمرة الثالثة إلى بيروت، حيث بقيت في المطار توازياً مع إجراء مفاوضات مكثفة. وتسلّم زعيم "حركة أمل"، وزير العدل حينها، نبيه بري، (رئيس البرلمان حالياً)، زمام الأمور، وأسهم في نقل معظم الرهائن إلى أماكن احتجاز مختلفة.

وجرت عمليات تحرير الرهائن على دفعات، آخرها في 30 يونيو/حزيران.

واعتُقل حمادة، أحد الخاطفين الأساسيين، بعد عامين من العملية في فرانكفورت، لنقله متفجرات، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، ثم أُفرج عنه عام 2005 بعد 19 عاماً أمضاها في السجن في ألمانيا، وما زال مطلوباً من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي.

ولم يُعثَر على عز الدين إلى الآن.

(فرانس برس)

المساهمون