وفاة عبد القدير خان مهندس البرنامج النووي الباكستاني

10 أكتوبر 2021
عبد القدير خان جعل بلاده أول قوة نووية لبلد مسلم في العالم (Getty)
+ الخط -

توفي عبد القدير خان مهندس البرنامج النووي الباكستاني عن 85 عاما، اليوم الأحد، في أحد مستشفيات العاصمة إسلام أباد.

وتوفي عالم الذرة الباكستاني بعد نقله إلى المستشفى بسبب مشكلات في الرئة. ويعتبره البعض بطلاً قومياً لأنه جعل بلاده أول قوة نووية إسلامية في العالم، فيما يعتبره الغرب مسؤولاً عن تهريب تكنولوجيا إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا.

وبحسب التلفزيون الوطني، فقد نقل العالم الباكستاني صباح اليوم إلى مستشفى كهوته للبحوث العلمية، وتوفي بعد ذلك. وكان الدكتور عبد القدير قد ثبتت إصابته بفيروس كورونا في الـ26 من شهر أغسطس/آب الماضي، وتدهورت حالته لاحقا.

واعتبرت الحكومة الباكستانية، في بيان، وفاة العالم النووي خسارة كبيرة للبلاد، إذ قال وزير الدفاع الباكستاني برويز ختك، في بيان، إن وفاة العالم خسارة كبيرة لبلاده، وإن الأمة الباكستانية مدينة لخدماته، واصفا الرجل بأنه بطل قومي.

وكتب رئيس الوزراء عمران خان على "تويتر": "أشعر بحزن شديد لوفاة الدكتور عبد القدير خان"، مشيرا إلى أن العالم كان محبوبا في باكستان بسبب "مساهمته الحيوية في تحويلنا إلى دولة نووية". وأضاف "بالنسبة لشعب باكستان، كان رمزا وطنيا".
ووصف زعيم المعارضة شهباز شريف وفاته بأنها "خسارة فادحة للوطن"، مغردا "فقدت الأمة اليوم خيّرا حقيقيا خدم الوطن بالقلب والروح". وتم تشييع خان الأحد في مسجد فيصل الكبير في إسلام أباد.
وكان وزير الداخلية شيخ رشيد أحمد قد صرح للصحافيين أن العالِم سيُدفن "بمراسم الشرف الكاملة"، إذ سيحضر جميع وزراء الحكومة وكبار المسؤولين في القوات المسلحة مراسم جنازته، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وكتب الرئيس الباكستاني عارف علوي على "تويتر" معربا عن "حزن عميق" لوفاة العالم الذي كان يعرفه منذ العام 1982. وأضاف "ساعدنا في تطوير رادع نووي حيوي لبقاء الأمة، والبلاد لن تنسى أبدا خدماته".
واكتسب خان مكانته كبطل قومي في أيار/مايو 1998، عندما أصبحت جمهورية باكستان الإسلامية رسميا قوة عسكرية ذرية، وذلك بفضل اختبارات أجريت بعد أيام قليلة من الاختبارات التي أجرتها الهند.
وبعد ذلك، وجد نفسه في قلب جدل واتهم بتسريب تقنيات لإيران وليبيا وكوريا الشمالية، ووضع قيد الإقامة الجبرية في إسلام أباد منذ العام 2004.
وهو أقر بذنبه في العام 2004 بعدما وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة، العلماء الباكستانيين في صلب سوق سوداء ذرية.
وبعدما منحه الحاكم العسكري للأمة برويز مشرف عفوا، وضع رهن الإقامة المراقبة مدة خمس سنوات.
وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس" عام 2008، قال خان "أنقذت البلاد لأول مرة عندما جعلت باكستان دولة نووية، وأنقذتها مجددا عندما اعترفت (بالذنب) وتحملت كل اللوم".
وفي 2009، قضت محكمة بإنهاء وضعه رهن الإقامة المراقبة ومنحه بعض الحرية في التنقل في العاصمة، لكن تحت حراسة شديدة من السلطات التي كان مجبرا على إبلاغها بكل تحركاته.
وكان خان الذي ولد في الأول من نيسان/إبريل 1936 في مدينة بوبال الهندية، قبل 11 عاما من التقسيم الدموي للإمبراطورية البريطانية الهندية الذي أدى إلى ولادة باكستان والهند في 14 و15 أغسطس/آب 1947، وراء تطوير برنامج الصواريخ في البلاد.
حصل على شهادة العلوم في جامعة كراتشي عام 1960، ثم تابع دراسة الهندسة المعدنية في برلين قبل استكمال دراساته المتقدمة في هولندا وبلجيكا.
تمثلت مساهمته الحيوية في البرنامج النووي الباكستاني في شراء مخطط لأجهزة الطرد المركزي، التي تحول اليورانيوم إلى وقود يستخدم في صنع الأسلحة للمواد الانشطارية النووية.
ووجهت إليه تهمة سرقتها من هولندا أثناء عمله في المجموعة الإنكليزية الهولندية الألمانية للهندسة النووية "يورينكو"، وإعادتها إلى باكستان عام 1976.
وبعد عودته إلى باكستان، عين رئيس الوزراء وقتها ذو الفقار علي بوتو خان مسؤولا عن مشروع الحكومة الجديد لتخصيب اليورانيوم.
وبحلول العام 1978، قام فريقه بتخصيب اليورانيوم، وبحلول العام 1984، كانت البلاد قد أصبحت لديها القدرة على تفجير قنبلة نووية، كما قال خان لاحقا في مقابلة صحافية. وأكّد خان أن الدفاع النووي هو أفضل قوة ردع.
وبعد إجراء إسلام أباد تجارب ذرية في العام 1998 ردا على تجارب قامت بها الهند، أصر خان على أن باكستان "لم ترغب مطلقا في صنع أسلحة نووية بل اضطرت للقيام بذلك".
لكن الجدل الذي طاول الحياة المهنية لخان لم يؤثر على شعبيته داخليا على ما يبدو.
فقد سميت العديد من المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات الخيرية في كل أنحاء باكستان تيمنا باسمه، كما تزين صورته لافتاتها وأدواتها المكتبية ومواقعها الإلكترونية.

المساهمون