وفاة أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إثر إصابته بفيروس كورونا

10 نوفمبر 2020
تدهورت صحة عريقات إثر إصابته بفيروس كورونا (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -

توفي صباح اليوم الثلاثاء، أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في مستشفى هداسا في القدس المحتلة، بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بفيروس كورونا.

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" وفاة عريقات بعد نحو شهر من إصابته بفيروس كورونا، مشيرة إلى أن عريقات توفي في مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي، حيث أعلن الأطباء وفاته ظهر اليوم، خلال تلقيه العلاج جراء إصابته بفيروس كورونا، وكان يخضع للتنفس الاصطناعي بأجهزة التنفس.

ونُقل عريقات إلى مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي بالقدس في الـ18 من الشهر الماضي، بعد تدهور حالته الصحية على أثر إصابته بفيروس كورونا، وخصوصاً أن لديه وضعاً خاصاً بعد زراعته لرئة قبل 3 أعوام في الولايات المتحدة الأميركية، إثر إصابته بفشل رئوي.

من جهتها، أعلنت إذاعة الاحتلال على لسان مراسلها غل بيرغير، وفاة عريقات في مستشفى هداسا، حيث تلقى العلاج بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بفيروس كورونا.

ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باسمه وباسم القيادة الفلسطينية والحكومة، إلى جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، والأصدقاء في العالم، "القائد الوطني الكبير، وشهيد فلسطين، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والأكاديمي البارز، صائب عريقات، الذي أمضى حياته مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل".

وقال عباس: "إن رحيل الأخ والصديق، المناضل الكبير الدكتور صائب عريقات، يمثل خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا، وإننا لنشعر بالحزن العميق لفقدانه، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية".

وأضاف الرئيس عباس: "تفتقد فلسطين اليوم، هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دور كبير في رفع راية فلسطين عالياً، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية، في المحافل الدولية كافة، وكان له دوره البارز عندما كان عضواً في الوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991، ووزيراً للحكم المحلي، وعمله الدؤوب رئيساً لدائرة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير، وعضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني لدورتين متتاليتين، وتوج ذلك بتقلده أمانة سر وعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير".

وتابع عباس: "سيتذكر أبناء شعبنا، الفقيد الكبير الدكتور صائب عريقات، ابن فلسطين البار، الذي وقف في المقدمة مدافعاً عن قضايا وطنه وشعبه في ساحات العمل والنضال الوطني وفي الساحة الدولية".

وتقدّم الرئيس عباس من أسرة عريقات وزوجته وأبنائه وبناته بالتعازي والمواساة، سائلاً "العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الرفيق الأعلى، وأن يلهم أهله وذويه وجماهير شعبنا الصبر وحسن الاحتساب"، فيما أعلن عباس الحداد بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام.

تاريخ سياسي "نضالي"

عربياً، نعى أحمد أبو الغيط، "بمزيدٍ من الحُزن والأسى"، الدكتور صائب عريقات، واصفاً الراحل بأنه "صاحب التاريخ السياسي والنضالي المُشرِّف".

وأجرى أبو الغيط اتصالاً هاتفياً بالرئيس محمود عباس، معرباً خلاله عن صادق عزائه ومواساته في رحيل "صديقٍ مخلص، ورفيق درب ونضال له مكانته المميزة في قلب الرئيس وقلوب الفلسطينيين جميعاً".

كما تقدم أبو الغيط من أسرة الفقيد الراحل وزوجته وأبنائه وبناته بالعزاء، سائلاً المولى أن يتغمده بواسع رحمته، ومشيراً إلى أن سيرة الراحل الكبير ستظل مصدر فخر لأسرته وبلده وأمته العربية.

وعبّر أبو الغيط عن حزنه الشخصي لوفاة صديق عزيز عرفه منذ أكثر من ثلاثين عاماً، في إطار الانخراط في مسيرة التفاوض الطويلة مع إسرائيل، والتي لعب فيها عريقات دوراً محورياً ككبير المفاوضين الفلسطينيين.

بدوره، نعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كبير المفاوضين الفلسطينيين.

وقال الأزهر في بيان إنه ينعى ببالغ الحزن ومزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، الدبلوماسي الفلسطيني المناضل الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد أن الفقيد الراحل "قضى عمره في النضال الدبلوماسي لخدمة القضية الفلسطينية، والدفاع عنها في المحافل الدولية، ومناهضة الاحتلال الصهيوني، والعمل على استعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة من خلال مسيرة طويلة في العمل السياسي والدبلوماسي".

أما العاهل الأردني فأجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، قدم خلاله التعازي بوفاة عريقات.

وأعرب الملك، خلال الاتصال، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي، عن أحرّ التعازي للرئيس عباس وأسرة الدكتور عريقات الكريمة والشعب الفلسطيني الشقيق بهذا المصاب.

وأشاد العاهل الأردني بمواقف الفقيد، الذي أمضى حياته في خدمة القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة.

كما أعرب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، عن خالص التعازي وصادق المواساة بوفاة عريقات.

المساهمون