توفي في دمشق مساء أمس السبت أحد الشخصيات المحورية لدى العائلة الحاكمة في سورية، وهو محمد ديب دعبول، والذي تولى منصب مدير مكتب الرئيس خلال حكم حافظ الأسد وابنه بشار الأسد.
وقد نعت "رئاسة الجمهورية" لدى النظام السوري دعبول، وقالت إنه "كان نموذجاً في الانتماء الوطني والإخلاص والتفاني في العمل على مدى مسيرة حياته المهنية".
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصادر مقربة من عائلة دعبول قولها إن الأخير فارق الحياة جراء مرض عضال، وسوف يشيع جثمانه اليوم الأحد في مسقط رأسه بمدينة دير عطية الواقعة على بعد 90 كيلومترا شمال العاصمة السورية.
وتولى دعبول المعروف في سورية باسم "أبو سليم"، والذي ولد عام 1935 في مدينة دير عطية في جبال القلمون، منصب مدير المكتب الخاص في الرئاسة السورية لحوالي نصف قرن، حيث رافق رئيس النظام السابق منذ بداية وصوله إلى السلطة عام 1971، وبعد وفاته عام 2000 شغل المنصب ذاته لدى ابنه بشار الأسد.
وكان دعبول قد تقاعد عن العمل منتصف العام الجاري، ومنحه رئيس النظام بشار الأسد نهاية شهر مايو/أيار الماضي، "وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة تقديرا لخدماته البارزة في مجال الإدارة والوظيفة العامة".
ويعرف عن دعبول أنه كان لديه مكانة خاصة لرئيس النظام السابق حافظ الأسد وكذلك بشار الأسد، ويوصف بأنه "حافظ أسرار القصر الرئاسي السوري". وبسبب مكانته لدى رئيس النظام، أشرف دعبول على تنفيذ أوامر الأسد في مختلف مؤسسات النظام، وكان يبت في كثير من الأمور باسم الرئيس، ودون الرجوع للأخير.
ويوصف دعبول بأنه "مفتاح القصر الجمهوري"، خاصة خلال حكم الأسد الأب الذي كان يثق به ويكلفه بإدارة العلاقات مع رجال الأعمال وضباط الأمن، وهو ما مكنه من جمع ثروة يعتقد أنها كبيرة، جمعها مع أولاده من خلال نفوذه المديد، وشبكة العلاقات مع كبار الأثرياء والمتنفذين، حيث لديه وأبنائه عدة شركات مثل "النبراس" وهو أيضا شريك ونائب مجلس الأمناء في جامعة "القلمون" الخاصة، وشريك مؤسس في شركتي "ذرى" و"الضيافة"، وغيرها من الشركات.
ووفق متابعين، فقد كان أبو سليم يحصل عبر نفوذه على موافقات لمشاريع من دوائر النظام لصالح كبار التجار، ويستقطع نسبة من أرباح المشروع أو يحصل على مبالغ مالية لقاء تلك الخدمات، أو يدخل في شراكات مع هؤلاء التجار كشراكته مع حسان الحجار أحد أكبر مصدري النسيج في سورية.