لقاءات وزير خارجية فرنسا في بيروت: حراك لـ"إنعاش" مبادرة وقف إطلاق النار

30 سبتمبر 2024
وزير الخارجية الفرنسي يزور رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي، 30 سبتمبر 2024 (حسين بيضون)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مبادرة وقف إطلاق النار: وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بحث مع المسؤولين اللبنانيين وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لمدة 21 يوماً لفتح المجال أمام مفاوضات دبلوماسية، رغم معارضة إسرائيل.

- أهمية انتخاب رئيس: بارو أكد على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً وبدء المسار الدبلوماسي، مشدداً على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية لمتابعة الملف الأمني، مع دعم فرنسا للجيش اللبناني.

- الدعم الدولي والمساعدات الإنسانية: فرنسا تدعم لبنان بتطبيق القرار 1701، وتقديم مساعدات إنسانية، بما في ذلك 10 ملايين يورو للصليب الأحمر اللبناني، وتعزيز المخزون الطبي.

تحاول فرنسا إنعاش مبادرة وقف إطلاق النار الفوري مع تسارع التطورات

يؤكد لبنان دعمه الحل الدبلوماسي والوقف الفوري لإطلاق النار

وجّهت إسرائيل ضربة قوية لجميع مساعي التهدئة باغتيالها نصر الله

عقد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الاثنين، سلسلة لقاءات في لبنان مع المسؤولين لبحث مساعي وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي وتقديم الدعم، ولا سيما الإنساني للشعب اللبناني، بعدما قارب عدد النازحين المليون، مع تقديراتٍ بارتفاع العدد في ظلّ توسعة إسرائيل ضرباتها على المناطق اللبنانية، وتكثيف مجازرها بحق المدنيين، ورفع مستوى تحذيراتها لهم بإخلاء منازلهم.

وقادت فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وشركاء آخرين مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، إفساحاً في المجال أمام مفاوضاتٍ دبلوماسية تركز على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وقد نالت ترحيباً لبنانياً، إلّا أنها اصطدمت بمعارضة حكومة الاحتلال التي أعطى رئيسها بنيامين نتنياهو الأمر باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقادة آخرين، يوم الجمعة الماضي، بالتزامن مع وجوده في نيويورك.

بارو يؤكد استمرار مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان

وقالت أوساط حكومية لـ"العربي الجديد"، إن "لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير خارجية فرنسا أكد ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، لبدء المسار الدبلوماسي الذي من شأنه أن يوقف الحرب"، مشيرة إلى أنّ "وزير خارجية فرنسا شدد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلب وجوده على رأس الدولة لمتابعة الملف الأمني والمسار التفاوضي الدبلوماسي". وأشارت الأوساط إلى أن "الوزير الفرنسي أكد أن مبادرة وقف إطلاق النار مستمرة، وستكثف فرنسا وشركاؤها جهودها لإتمامها، خصوصاً في ظلّ خطورة الوضع، والقلق الدولي من تدهور الأوضاع إلى مكان لا يمكن العودة عنه، وستحاول الوصول إلى حل أو صيغة ترضي الأطراف".

ووفق بيان صادر عن مكتب ميقاتي، فقد جدّد الأخير التأكيد أنّ "مدخل الحل هو في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، والعودة إلى النداء الذي أطلقته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية لوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أنّ "الأولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701". بدوره، شدد وزير خارجية فرنسا على "أولوية انتخاب رئيس الجمهورية، والعمل على وقف المواجهات المسلحة". وأكد أنّ "فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جداً بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة".

من جهته، بحث قائد الجيش العماد جوزاف عون مع وزير الخارجية الفرنسي، الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. ونوّه وزير خارجية فرنسا بأداء الجيش، مؤكداً استمرار دعم بلاده المؤسسة العسكرية.

وقال بارو في مؤتمر صحافي عقده في مقرّ السفارة الفرنسية إنه أبلغ بري وميقاتي أنه في حال استمرّت الحرب أو انطلقت مفاوضات، فمن غير المقبول أن يبقى البلد دون رئيس قادر على جمع الشعب وتمثيله، وهذا سيكون دليلاً على التماسك والاتحاد والتعايش في الوقت الذي تعصف فيه الحرب بالبلد بعد سنوات من الأزمات ومن شأنها أن تؤجّج التوتر الداخلي.

وأضاف بارو أنه أتى إلى لبنان لمتابعة الجهود الدبلوماسية التي بدأت منذ سنة وتكثّفت منذ أيام في نيويورك مع الاقتراح الذي قدّمه الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون، لوقف إطلاق النار، وقال إنه يحث "الأطراف على اعتماده، خصوصاً أنه حصل على دعم الاتحاد الأوروبي، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة، أستراليا، السعودية، كندا، الإمارات العربية"، مشدداً على أن "المبادرة لا تزال مطروحة على الطاولة، وهناك أمل ولكن الوقت ضيّق وأحث إسرائيل على الامتناع عن أي اجتياح بري ووقف إطلاق النار وأدعو حزب الله إلى الأمر ذاته والامتناع عن أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة استقرار إقليمياً".

وأكد بارو "ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً، ما يعني وقف الأعمال العدائية بين الطرفين، نشر القوات المسلحة اللبنانية جنوبي الليطاني، انسحاب المجموعات المسلحة من غير الدولة عن الحدود وتعزيز قدرات اليونيفيل على تنفيذ مهامها وتفويضها بضمان أمن الحدود"، معتبراً أنه "طالما هناك الرغبة والنية السياسيتان فإن ذلك ممكن حصوله، ونتوقّع ذلك من المسؤولين اللبنانيين الذين عليهم أن يعيدوا تنظيم المؤسسات وانتخاب رئيس من دون أي تأخير ونحن جاهزون للمساعدة عبر المساعي التي يقوم بها الموفد الرئاسي جان إيف لودريان، لكن القرار يقع أولاً عند المسؤولين اللبنانيين".

وشدد بارو على دعم فرنسا للجيش اللبناني الذي يضمن الأمن الداخلي ووحدة الجميع، مؤكداً أن على الجميع دعمه، مضيفاً: "ستبقى فرنسا في هذه الظروف المؤلمة إلى جانب لبنان واللبنانيين". وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين، قال الوزير الفرنسي إن "المسؤولين السياسيين اللبنانيين الذين اجتمعت بهم اليوم يدعمون المبادرة الفرنسية الأميركية، هذا المقترح ليس مجرد دعوة لوقف النار بل تمت مناقشته مع الطرفين وهو الوحيد الذي يضمن هدنة فورية يليها وقف دائم للعدوان، وبناءً على ذلك تواصلت مع المسؤولين اللبنانيين وقد شعرت بالفعل بأنّ هناك عزيمة وتصميم على دعم هذه المبادرة والسعي إليها، أما في ما يخصّ إسرائيل فنتواصل يومياً أكان في المنطقة أم باريس مع سلطات البلد وندعوها إلى اعتماد هذه المبادرة والامتناع عن اجتياح بري"، مضيفاً أن "حزب الله يتحمّل مسؤولية في الوضع الحالي نظراً إلى خياره بالدخول في الصراع منذ 8 أكتوبر وجر لبنان وهو ما نددنا به ومن مصلحته ومصلحة لبنان والمنطقة وقف إطلاق النار".

من جانب آخر، قال بارو إنه "أتى إلى بيروت للالتقاء بالرعايا الذين يسكنون في لبنان ونفكر بشكل خاص في الفرنسيَيْن اللذين قضيا نتيجة الغارات خلال الأيام الماضية، وتواصلت مع ممثلين وشاركوني مخاوفهم وقلقهم ونعمل على الردّ على مخاوفهم والسفارة لديها خلية تستجيب على الهاتف سبعة أيام 24 على 24 ساعة في الأسبوع وسنحشد قدراتنا من أجل الدعم"، وأضاف: "من يرغب بمغادرة البلاد اللجوء إلى الرحلات المتوفرة وسنتواصل معكم ونحيي شجاعة الموظفين بالسفارة والطواقم التي تواجه الظروف الصعبة واجتمعت بهم واستمعت إلى مخاوفهم".

هذا وأشار الوزير الفرنسي إلى بعض المساعدات التي جرى تقديمها للمستشفيات اللبنانية والمنظمات غير الحكومية منها 10 ملايين يورو لمساعدة الصليب الأحمر اللبناني، معلنا عن مساعٍ لمناقشة مساعدة استثنائية للبنان. وتسلمت وزارة الصحة مساءً هبة فرنسية عبارة عن مساعدات تبلغ زنتها 11 طناً ونصف طن من شأنها تعزيز المخزون الطبي لمعالجة حالات الطوارئ.

لبنان مع تطبيق القرار 1701

وتحاول فرنسا إنعاش مبادرة وقف إطلاق النار الفوري مع تسارع التطورات وتلويح إسرائيل باستعدادها لتنفيذ اجتياح بري للبنان وسط ترقّب أيضاً لردّة فعل حزب الله على اغتيال أمينه العام، خصوصاً بعد التشييع، وتعيين خليفته، وإتمام الإجراءات التنظيمية داخل القيادة بعدما استهدف الاحتلال أعداداً كبيرة منها. وتدعو المبادرة الفرنسية – الأميركية، المدعومة دولياً وعربياً، إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يوماً، إفساحاً في المجال أمام المفاوضات الدبلوماسية، التي تركز على تطبيق القرار 1701، ونشر الجيش وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) على الحدود، ما يتيح عودة النازحين إلى منازلهم وقراهم، ووقف الطلعات الجوية والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وغيرها من النقاط التي ستؤسِّس لقيام حلٍّ طويل الأمد بين لبنان وإسرائيل.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع خطيرٌ جداً ومقلق، وعلى جميع الأطراف وقف إطلاق النار اليوم قبل الغد، وسنقوم بكل ما يلزم لأجل ذلك"، مشيراً إلى أنه "لا نزال نرى أنّ وقف إطلاق النار ممكن، ويمكن تفادي المزيد من الخسائر، ونتمنى على جميع الأطراف تلبية الدعوات الدولية العاجلة". وشدد المصدر على أن "لا حل للصراع إلا الحل الدبلوماسي، أما العسكري فسيودي بالمنطقة إلى كوارث وتداعيات كبرى".

تقارير عربية
التحديثات الحية

من جهتها، قالت أوساط حكومية لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، إنّ "لبنان سيؤكد دعمه الحل الدبلوماسي والوقف الفوري لإطلاق النار، كما كان موقفه في كلّ الاجتماعات والاتصالات التي حصلت خلال وجود رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في نيويورك، وكذلك في الاتصالات التي يقوم بها رئيس البرلمان نبيه بري، كما سيطلب من فرنسا تكثيف العمل مع شركائها للضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها وجرائمها على الأراضي اللبنانية، ووقف العدوان على غزة".

وتشير الأوساط إلى أنّ "الموقف اللبناني بات معروفاً بأنه مع تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، ولا سيما 1701، ونشر الجيش اللبناني على الحدود، مع ضرورة تأمين الدعم له لإتمام مهامه، وأبدى تعاوناً مع المبادرة الفرنسية - الأميركية، فهو يعتبر أن المسار الدبلوماسي والقرارات الدولية وحدها الطريق إلى الاستقرار، بيد أن إسرائيل هي التي تعرقل جميع المساعي، وتواصل تصعيدها وارتكاب المجازر بحق المدنيين والأطفال والمسعفين والنساء". وتلفت الأوساط إلى أنّ "ميقاتي سيطلب أيضاً من الخارج مساعدة لبنان ودعمه إنسانياً في ظلّ حركة النزوح التي تقدَّر بمليون نازح، والمرحلة الصعبة التي تمرّ بها البلاد".

وتأتي زيارة بارو بعد جولة أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع الماضي في بيروت، لم تؤد لأي نتيجة كحال الحراك الدولي المكثَّف بعدما وجّهت إسرائيل ضربة قوية لجميع مساعي التهدئة باغتيالها الأمين العام لحزب الله. وتحذّر فرنسا من خطورة الوضع في لبنان، مبديةً قلقها على سلامة الفرنسيين، خصوصاً بعدما استشهد عددٌ منهم بالقصف الإسرائيلي، مشددة على معارضتها أي عملية برية في البلاد.

واستهلّ وزير الخارجية الفرنسي زيارته إلى لبنان بلقاءٍ، مساء أمس الأحد، مع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، الذي استقبله في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث أكد على وقوف فرنسا إلى جانب لبنان والتزامها بدعم وزارة الصحة العامة. وتسلّمت وزارة الصحة، مساء أمس، هبة فرنسية عبارة عن مساعدات تبلغ زنتها 11 طناً ونصف طن من شأنها تعزيز المخزون الطبي لمعالجة حالات الطوارئ، بحسب ما أكد الأبيض.